الرئيسية » تقارير » “الثعلب العجوز يظهر كحمامة سلام”.. هذا هو الجانب الخفي لاتفاقية “أوسلو” وهكذا صافحت إسرائيل الأردن وقبلت يدي السعودية

“الثعلب العجوز يظهر كحمامة سلام”.. هذا هو الجانب الخفي لاتفاقية “أوسلو” وهكذا صافحت إسرائيل الأردن وقبلت يدي السعودية

في مفاجأة جديدة نشرت صحيفةيديعوت أحرونوت” العبريّة، مقاطع مُختارة من كتاب “لا مكان للأحلام الصغيرة”، الذي يتضمن السيرة الذاتية لرئيس دولة الاحتلال الراحل “شمعون بيريز” الذي لم يتمكن من نشره في حياته، وتعمل عائلته الآن على إصداره.

 

فضيحة محمود عباس.. توليه السلطة كان تحصيل حاصل لاتفاق أوسلو

وفي المقاطع التي نشرتها الصحيفة العبرية من كتاب “بيريز”، أمس في ملحقها الأسبوعيّ وعنونتها بـ”بيريس يتحدّث عن بيريس″ يتحدث الرئيس الصهيوني السابق عن أهم الحداث بنظره التي ساعدت في تأسيس وترسيخ الكيان الإسرائيليّ على أرض فلسطين المسلوبة، ومنها اتفاق أوسلو الذي تمّ التوقيع عليه بين الحكومة الإسرائيليّة وبين منظمّة التحرير الفلسطينيّة في أيلول (سبتمبر) من العام 1993.

 

والذي يُعتبر “بيريز” مُهندسه من الجانب الإسرائيليّ، حيثُ يُقّر في الكتاب أنّه هو السياسيّ الإسرائيليّ الأوّل الذي اخترق الحاجز وبدأ بالمحادثات مع قادةٍ من منظمّة التحرير الفلسطينيّة، وفي مُقدّمتهم محمود عبّاس، الذي يتبوّأ اليوم منصب رئيس السلطة الفلسطينيّة، التي أُقيمت كتحصيل حاصلٍ لاتفاق أوسلو.

 

وبحسب ما نقله موقع “رأي اليوم” عن الصحيفة العربية، فإن “بيريس”، الذي نفذّ مجزرتي قانا في لبنان، يعرض نفسه في الكتاب المذكور كحمامة سلام، لم ينفّك يومًا عن الحلم والعمل من أجل تحقيقه مع الجيران العرب، على حدّ تعبيره، ويُشدّد على أنّ الحلّ الأمثل بالنسبة للدولة العبريّة هو حلّ الدولتين لشعبين. بكلماتٍ أخرى، بيريس لا يُريد صنع السلام مع الفلسطينيين لأنّ الصهاينة سلبوا ونهبوا وهجّروا هذا الشعب، بل من مُنطلقاتٍ إستراتيجيّةٍ للحفاظ على أمن الدولة العبريّة ومُواصلة تقدّمها وازدهارها، على حدّ تعبيره.

 

جمال عبد الناصر ولاءات السودان الثلاثة

الرئيس الإسرائيليّ السابق، وفي مُحاولة يائسةٍ وبائسةٍ لإقناع الإسرائيليين أولاً بالسلام، المبني والمُرتكز على قوّة إسرائيل والدعم المُطلق الذي تتلقّاه منذ تأسيسها من أمريكا، يلجأ إلى الديماغوغيّة الرخيصة جدًا، حيث يقول، أوْ ربمّا يتساءل: مَنْ كان يؤمن أنّ جامعة الدول العربيّة التي اعتمدت لاءات الخرطوم في العام 1969 بزعامة الرئيس المصريّ الراحل، جمال عبد الناصر: “لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض”، مَنْ كان يؤمن أنّ الجامعة العربيّة نفسها ستقوم في العام 2002 بنسف لاءات الخرطوم، وعرض خطّة سلامٍ مع إسرائيل تعتمد على انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلّتها في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، مُقابل التطبيع الكامل والشامل مع الدولة العبريّة.

 

لأسبابٍ معروفةٍ، يتجاهل بيريس، المُلقّب أيضًا في دولته بالثعلب السرمديّ، يتجاهل في كتابه الردّ الإسرائيليّ على المُبادرة السعوديّة، التي تحولّت إلى مبادرةٍ عربيّةٍ، حيث منع رئيس الوزراء آنذاك، أرئيل شارون، رئيس السلطة في تلك الفترة، الشهيد ياسر عرفات، من السفر لبيروت للمُشاركة في القمّة العربيّة وفرض الحصار المُطبق عليه في المُقاطعة في رام الله، علاوةً على قيامه تزامنًا مع عقد مؤتمر القمّة العربيّة بتنفيذ عملية “السور الواقي”، والتي قام جيش الاحتلال خلالها بإعادة احتلال الضفّة الغربيّة، وقتل وجرح واعتقال الالاف من الفلسطينيين، وغنيٌ عن القول إنّ تل أبيب، حتى اليوم، أيْ بعد مرور 16 عامًا على المُبادرة العربيّة، ما زالت ترفضها جملةً وتفصيلاً.

 

بداية الانقلاب في الوطن العربيّ

بيريس، يكشف النقاب عن أنّه لولا التوقيع على اتفاق أوسلو لما كانت المملكة الهاشميّة تجرّأت على إبرام اتفاق وادي عربة مع دولة الاحتلال، ولما كانت مصر أقدمت على تسخين علاقات السلام مع إسرائيل.

 

علاوةً على ذلك، يجزم بيريس قائلاً إنّ اتفاق أوسلو فتح الباب على مصراعيه أمام إسرائيل لاختراق الوطن العربيّ من الناحية السياسيّة والاقتصاديّة، ولكنّه آثر عدم الدخول في التفاصيل عن العلاقات التي نسجها مع الدول العربيّة التي لا تُقيم علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع كيان الاحتلال.

 

بالإضافة إلى ذلك، يقول بيريس إنّه لولا الاتفاق مع محمود عبّاس والتوقيع على أوسلو، لكانت إسرائيل وجدت نفسها في مُواجهةٍ مُستمرّةٍ مع حركة حماس فقط، مُوضحًا أنّ الاتفاق سمح لعبّاس وللزعماء العرب الآخرين بتبنّي خطاب السّلام أمام جماهيرهم والإعلان بشكلٍ صريحٍ عن نبذهم للإرهاب، على حدّ تعبيره.

 

ويختتم بيريس حديثه عن اتفاق أوسلو بالقول إنّه لم يُحقق جميع الطموحات الإسرائيليّة، ولكنّه كان بداية الانقلاب في الوطن العربيّ، بمثابة ثورةٍ على المفاهيم التي تمسّك بها العرب منذ إقامة إسرائيل في العام 1948.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.