الرئيسية » الهدهد » غادة عويس لأمراء آل سعود: كيف تشعرون وأنتم تشاهدون صوركم في هذا الفيلم؟

غادة عويس لأمراء آل سعود: كيف تشعرون وأنتم تشاهدون صوركم في هذا الفيلم؟

تساءلت الإعلامية اللبنانية والمذيعة بقناة “الجزيرة” غادة عويس عن شعور أمراء آل سعود وهو يشاهدون صورهم في الوثائقي الذي سبق ونشرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بعنوان: “آل سعود: عائلة في حرب”.

 

وقالت “عويس” في تدوينة لها عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رصدتها “وطن” مرفقة به جزءا من الفيلم الوثائقي المكون من ثلاثة أجزاء فضحت عهر “آل سعود” وفسادهم وكيف عملوا على تشجيع التطرف على مستوى العالم: “أتساءل كيف يشعرون عندما يشاهدون صورتهم في هذا الفيلم؟”.

 

وأضافت:”هو من انتاج بي بي سي وليس الجزيرة؟؟”.

وكانت هيئة الإذاعة البريطانية قد نشرت في يناير/ كانون الثاني الماضي سلسلتها عن “آل سعود: عائلة في حرب”، بالتركيز على مسائل تتعلق بحقوق الإنسان وممارسات الأمراء وعلاقتهم بالنساء، وقدمت الحلقة الأخيرة صورة عن فساد الأمراء، وخوف العائلة على سمعتها أو سمعة الملك.
وبحسب ما ورد في السلسلة، قال المعارض السعودي المقيم في بريطانيا سعد الفقيه، إن العائلة معنية بنظرة الغرب لها أكثر من عنايتها بمواقف الشعب الذي حاولت التعتيم عليه، لكن في زمن التواصل الاجتماعي لم تعد العائلة قادرة على التحكم بالنظرة، فهناك “يوتيوبيون”، مثل غانم الدوسري، الذي وصلت نسبة المشاهدة لحلقاته الناقدة للعائلة السعودية إلى الملايين، وتحدث في الحلقة، قائلا إن العائلة تخشى ما يقوله.
وكشفت السلسلة الوثائقية عن بحث السعوديين عن نساء المتعة، حيث يتم وضع البغايا في أفضل الفنادق، وتحصل الواحدة منهن على الليلة مع أمير سعودي 20 ألف جنيه، بالإضافة إلى هدايا ومجوهرات “روليكس” و”بلغاري”.

 

وقالت إحداهن، وتدعى “ستيفاني”: “لقد عاملوني باحترام، وكنت في أفضل الفنادق”، وأضافت أن الأمراء يطالبون بالسرية، ولا يريدون أن يكشف عن حياتهم الخاصة أمام الرأي العام، وقالت إن الأمراء الذين قابلتهم عاملوها باحترام، وليست “مجرد رقم”، ومنحوها “شريحة” هاتفية قديمة لاستخدامها حتى لا تقوم بالتصوير، بحسب ما قال جاو فيرارو، الذي قال إن الأمراء يحبون الحياة، ويدفعون لأن لديهم المال، مشيرا إلى أن الأمراء الذين عمل معهم كانوا مهووسين بالصورة.
ويرى معلق أن سبب السرية هو خوف الأمراء أو أعضاء العائلة من الكشف عن التناقض بين صورتهم الخاصة وصورتهم العامة؛ بالنظر إلى الشرعية النابعة من الحلف مع التيار الوهابي، حيث قال فيرارو إن الأمراء يريدون النساء في الأسبوع والشهر، وأحيانا يتم إحضارهن من أمريكا لو ناسبت الوصف، وأضاف أن النساء هن عاهرات أرستقراطيات تتم مراقبة تحركاتهن كلها، أين يذهبن ومع من يخرجن.
ويكشف الفيلم عن أن لندن منحت أمراء آل سعود مكانا لممارسة حياة المتعة التي يريدونها، فهم، كما قال الفقيه، “نرجسيون ويشعرون أنهم فوق القانون”.
ويستدرك الفيلم بأن الأمير سعود بن عبد العزيز بن ناصر آل سعود جاء إلى لندن للبحث عن حياة أخرى، وهي المثلية، حيث أن مشكلة سعود هي في مزاجه العصبي، حيث التقطت كاميرا فندق صورا له وهو يضرب خادمه بندر عبد العزيز، الذي وجد عاريا ميتا في شقة الأمير، واتهم بقتله وانتهاكه جنسيا، لكنه تذرع بالحصانة الدبلوماسية، حيث رفض مبرره، وحوكم واستدعي مدلكه الذي يعرف عن مثليته، ويقول هذا الذي يشعر بالغضب إن المحامي حاول أن يثبت تهمة القتل على الأمير ودفع كونه مثليا، ويرى أن هذه إهانة له بصفته مثليا خاطر بحياته ليواجه أقوى عائلة حاكمة في العالم.
ويرى الفقيه أن السعوديين يخافون من القصص التي تتعلق بالملك والعائلة، و”عدم إحراج الملك أمام الغرب”، فيما يقول الدوسري إنه يشعر بالمتعة والتشجيع من إقبال الناس على مشاهدة حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حصل على 180 مليون مشاهدة، وهو رجل خطير يكشف عن فضائح العائلة؛ و”لأنه يتحدث للناس ويغير مواقفهم”، فقوة آل سعود تعتمد على فكرة أنهم صالحون للحكم.
وتقول البرفيسورة مضاوي الرشيد إن مواقع التواصل الاجتماعي فتحت وعي السعوديين على ما يفعله الأمراء، ومن المفترض ألا يفعلوه.
ويشير الفيلم إلى الطريقة التي حاولت من خلالها السعودية السيطرة على وسائل التواصل، التي كشفت فيها عن شراء المملكة أحدث وسائل الرقابة، بحيث اخترقت الحسابات على وسائل التواصل، ويزعم أحد المدافعين عن السعودية، وهو مدير مؤسسة الجزيرة العربية في واشنطن علي الشهابي، أن السعودية هي أفضل بلد حصل مواطنوه على صفقة في الشرق الأوسط.

 

ويلفت الفيلم إلى سعوديات حاولن ترك البلاد بحثا عن حياة جديدة، ويقدم أمثلة، مثل سماء الدمنهوري، التي قالت إن المواطنين لا يمكنهم الحلم، وتعيش الآن في الولايات المتحدة، حيث تقود حملة لدعم المرأة.
وبحسب الفيلم، فإنها تركت الإسلام وتنتقده بشكل دائم، وصورت وهي تتدرب على الملاكمة، مشيرا إلى قصة دينا علي، التي حاولت الهروب إلى أستراليا من خلال زواج مرتب، وتمت مصادرة جواز سفرها في مانيلا، عندما توقفت الطائرة هناك، وتم احتجازها وأعيدت إلى الرياض.
ويبين الفيلم أنه قبل إجبارها على العودة فإنها استطاعت إرسال رسالة إلى الناشطة السعودية مودي الجهني، التي قامت بحملة هاشتاغ لمساعدتها.
والتقى معدو الفيلم مع الجهني، التي صورت وهي تشرب الخمر وترقص مع صديقها، ووصفت وضع المراة في السعودية بالعبودية، إن لم يكن أشد، وهربت إلى أمريكا، وقالت: “أي شخص ذاق طعم الحرية ويعود سيفعل ما فعلت”، في إشارة إلى محاولة أهلها إجبارها على البقاء في السعودية بعد دراستها في الولايات المتحدة.
لكن فهد ناظر، الذي يعمل في السفارة السعودية في واشنطن، ولا يتحدث باسمها، اعتبر حالات كهذه بأنها خلافات عائلية، ولا علاقة لها بالصورة العامة للمجتمع، حيث يقول مؤيدو الحكومة إن المجتمع يدعم هذه الفكرة.

 

وتعلق الرشيد على قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة واصفة إياه بأنه تاريخي؛ لأنه يعطي المرأة الفرصة لممارسة حياتها اليومية، والوصول للعمل، لافتة إلى أنه يجب أن تعطى حرية الحركة.
وينوه الفيلم إلى التحولات الاجتماعية “الإصلاح” من ناحية السماح للحفلات الموسيقية، وتقليم أظافر المؤسسة الدينية، وفتح دور السينما، والتعديل في قانون ولاية المرأة، مع أن الرشيد تقول إن القرار لا يسمح للمرأة بالسفر وحدها، وبأن هناك عددا من الوظائف لا يمكنها العمل فيها دون إذن ولي أمرها.
ويرى ريدل أن الإصلاح الاجتماعي تم على مستوى متواضع، مشيرا إلى القوانين التي تحدد عمل المرأة من ناحية الفتاوى التي أصدرتها المؤسسة الدينية، وتقدر بحوالي 30 ألف فتوى تحدد عمل المرأة، ومظاهر سلوكها في الحياة اليومية كلها، وهي تشريعات ضخمة يجب النظر فيها.

 

ويقول معدو الفيلم صحيح أن الإصلاح الاجتماعي مهم لبقاء العائلة المالكة، لكن الحرية السياسية أمر مختلف، ومن هنا كان رد العائلة على الربيع العربي، وكيف قمعت الحكومة التظاهرات.
وترى سارة لي ويتسون لي من منظمة “هيومان رايتس ووتش” أن التظاهرات التي اندلعت نتيجة لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي كانت لحظة مهمة في السعودية لم يراها المراقبون من قبل.

 

ويعلق سعد الفقيه قائلا إن النظام بعد الربيع العربي شعر أنه في وضع خطير، ونظر لأي نشاط باعتباره خطرا عليه، سواء كان تغريدة، أو مادة على الإنترنت، من خلال الوسائل المتقدمة التي حصل السعوديون عليها من الغرب، أو من خلال إرسال عملائهم لإغرائهم وإلقاء القبض عليهم، حيث استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي ذاتها للقبض على المعارضة.

 

وينقل الفيلم عن الناشط علي الحاجي، قوله إن النظام السعودي استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الخوف، وفي هذا السياق لاحظ بيل مارزاك من “سيتزن لاب”، وهي مؤسسة كندية، فيروسا تم زرعه من خلال موقع معروف بين الشيعة في المنطقة الشرقية، اسمه “القطيف اليوم”، وكان قد اخترق، حيث تم زرع مواد فيه ومن يقوم بتحميلها يجعل هاتفه عرضة للرقابة، وتتبع مارزاك الفيروس إلى شركة إيطالية متخصصة في إنتاج برامج للقرصنة على الهواتف الذكية “هاكينغ تيم”.
ووصف ألبرتو باليتشوني، أحد القراصنة المعروفين وعمل مع فريق “هاكينغ تيم”، الطريقة التي يتم فيها زرع فيروس يحول الهاتف إلى أداة تتجسس على صاحبها، ويقول مارزاك إن السعودية هي من أكثر دول الشرق الأوسط تفوقا في مجال الرقابة، والسبب هو أن لديها المال لتشتري التكنولوجيا المتقدمة، ويرى أن السعودية، وإن كانت مهتمة بمحاربة الإرهاب، إلا أنها تقوم بانتهاك النظام، وتستخدمه للتجسس على أي شخص تراه تهديدا لأمن النظام وبقائه.
ومن هنا ترى الرشيد أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت رحمة مزيجة، حيث سمحت للسعوديين بالتواصل مع العالم الخارجي من جهة، وعرضتهم للخطر بسبب تعبيرهم عن مواقف مخالفة للنظام.

 

ويكشف الفيلم عن قدرة النظام على تخريب النقاشات على التواصل الاجتماعي، خاصة الناقدة للعائلة، بل زرع قصص مؤيدة للملك وولي العهد.
ويشرح مارك أوين جونز، الذي حلل التغريدات السعودية، التي كشف أن نصفها هي “بولتس” أو “سوفت وير” زرعتها الحكومة للأغراض الدعائية، ومعظمها لتسميم الهاشتاغات، وتضخيم الدعم للحكومة بطرق غير متخيلة، ويتم هذا من خلال الدخول في الهاشتاغ وإفراغه من المعلومات الصحيحة، بحيث يصبح “تويتر” أداة لا قيمة لها للبحث عن المعلومات الحقيقية وما يجري في العالم.
وبحسب الوثائقي فإنه منذ وصول ولي العهد إلى السلطة زادت حالات الاعتقال والاتهامات التي غلفت بغلاف الإرهاب، ويعترف بترايوس بمعضلة الولايات المتحدة في التعامل مع السعودية، والنقاش الذي دار في داخل الإدارة بشأن التعامل معه، لكنه يرى أن تركها يعني أنها ستذهب إلى الصين أو روسيا، وبهذا تخسر أمريكا صديقا رغم ما به من عيوب.

 

ويقول ديفيد واينبرغ إن محاولات السعودية لأن تكون عضوا في مجلس حقوق الإنسان جاءت في الوقت الذي وضعت فيه إعلانا بحثا عن جلادين بالسيف، كما جاءت في ظل الحرب في اليمن، التي يشرف فيها ولي العهد على الحملة ضد الحوثيين، واتهم فيها الطرفان بارتكاب جرائم حرب.
وترى سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان سودبيرغ أن السبب وراء سعي السعودية لعضوية مجلس حقوق الإنسان، هو منع أي اتهام أو معلومات تلقي بظلال سلبية عليها وعلى حلفائها.
ويرى كيث هاربر أن عضوية السعودية في مجلس حقوق الإنسان تضعفه وتقوض مفهوم حقوق الإنسان، حيث أسهمت عضوية السعودية في المجلس في منع تحقيق الأمم المتحدة في جرائم الحرب في اليمن.
ويقدم الفيلم صورا فظيعة للقتلى في الحرب اليمنية، خاصة ضرب الطيران السعودي بيت عزاء، مشيرا إلى أن الحصار أثر على اليمنيين، وأدى إلى انتشار الجوع والمرض، مبينا أن مجلس حقوق الإنسان وافق بعد مماحكات طويلة على إرسال بعثة تحقيق خاصة، ولكن بعد 10 آلاف قتيل مدني.

 

ويختم الوثائقي بتعليق من برول ريدل بأن السعودية تقف على مفترق طرق، فسياساتها الخارجية هي سلسلة من المغامرات الكارثية، واقتصادها يعاني من ركود، “والعاصفة التامة تتشكل فوق السعودية”، ويرى بترايوس أن أي شيء حدث للسعودية سيكون كارثة على المنطقة والعالم.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.