الرئيسية » الهدهد » يتنفس لكنَّه فاقد الوعي.. هذا الطفل السوري لا تعرف هويته وطبيب ينشر صورته ليبحث عن أسرته

يتنفس لكنَّه فاقد الوعي.. هذا الطفل السوري لا تعرف هويته وطبيب ينشر صورته ليبحث عن أسرته

كان يمكن لهذا الطفل الذي أراح رأسه ذا الشعر المُجعَّد على وسادةٍ والتحف ببطانيةٍ رمادية أن يكون نائماً بسلامٍ في بيته.

 

لكن آثار الدماء حول أنفه والظل الداكن الذي يشبه الكدمة فوق إحدى عينيه يشير إلى أنَّ هناك أمراً ما ليس على ما يرام.

 

هذا الطفل فاقد الوعي هو أحد الضحايا غير المعروفين لحملة القصف الوحشية التي شنَّها النظام السوري هذا الأسبوع على منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

 

يعرفون اسم الطفل

إذ قال حمزة حسن طبيب الأنف والأذن والحنجرة الذي يعمل في الغوطة الشرقية لوكالة سي إن إن الأميركية إنَّ الأطباء لا يعرفون اسم الطفل، ولا هوية والديه.

 

وأضاف حسن أنَّ الطفل أُحضِرَ إلى المستشفى الذي يعمل به يوم الخميس 22 فبراير/شباط، بعد أن تعرض المشفى الذي كان يُعالج فيه في بلدة سقبا في الغوطة الشرقية للقصف.

 

وصرَّح حسن لوكالة سي إن إن عبر الرسائل الصوتية على تطبيق واتساب: “ليست لديه أي إصاباتٍ خارجية، نعتقد أنَّ لديه مشكلةً في الأعصاب وإصابةً داخلية”. جديرٌ بالذكر أنَّ مكالمات الهاتف الخلوي العادية لا يمكن إجراؤها حاليّاً في هذه الضاحية المحاصرة القريبة من دمشق.

 

وقال حسن إنَّهم يعتقدون أنَّ الطفل يبلغ من العمر ما بين عام وعام ونصف.

 

وتابع قائلاً: “إنَّه يتنفس، لكنَّه فاقد الوعي. لا نعلم أين والديه، وهذه إحدى المشكلات التي نواجهها، وهناك حالاتٌ أخرى كثيرة مشابهة، يُفصَل فيها الرُضع والأطفال عن آبائهم ليُنقلوا إلى مكانٍ آمن”.

 

قرَّر الطبيب الجراح بالمشفى مشاركة صورة الطفل مع وكالة سي إن إن لتسليط الضوء على المشكلة، وأملاً في العثور على عائلته. وأضاف حسن: “الطفل نجا، وهو في أمانٍ وصحةٍ جيدة”.

 

وبعد لحظات، قُوطِعت رسالته الصوتية بصوت انفجارٍ مدوٍ، وأوضح حسن أنَّ المبنى أعلى موقعه تعرض للقصف.

 

400 ألف شخصٍ تحت الحصار

في الغوطة الشرقية، حيث يعيش ما يقترب من 400 ألف شخصٍ تحت الحصار، لجأ الكثيرون إلى ملاجئ مؤقتة تحت الأرض. إذ تتعرض المنطقة لقصفٍ عنيف منذ ليلة الأحد الماضي 18 فبراير/شباط، أدى إلى مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة عددٍ أكبر بكثير.

 

ويقول الأطباء والنشطاء على الأرض إنَّ المنشآت الطبية وحتى سيارات الإسعاف تتعرض للاستهداف المتعمد من النظام السوري. ووفقاً لاتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة، اُستُهدِفَت 26 منشأة طبية بين يومي الإثنين والخميس.

 

ويقول الاتحاد إنَّ مستشفى سقبا تعرض لهجومٍ يوم الإثنين، وكذلك يوم الأربعاء حين تعرض مستشفى اليمن في البلدة لهجومٍ كذلك. وتعرضت أيضاً أكثر من 10 سيارات إسعاف للهجوم خلال الأيام الأربعة.

 

وقال حسن: “الوضع صعب للغاية ولا يُحتمل. يوم الخميس فقط قُتِلَ 91 شخصاً وأُصِيبَ أكثر من 350 آخرين (في جميع أنحاء الغوطة الشرقية)، ومات بعض من أُصيبوا بسبب عجز سيارات الإسعاف عن التحرك في المنطقة”.

 

وأضاف حسن إنَّ المشفى الذي يعمل به عادةً في بلدة عربين بالغوطة الشرقية توقَّف عن العمل بعد أن تعرض لهجومٍ جوي يوم الثلاثاء.

 

وفي بيانٍ يوم الخميس، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية النظام السوري باستخدام البراميل المتفجرة وأسلحة أخرى لشن هجماتٍ عشوائية على مناطق مأهولة بالسكان، وهو ما يمثل استخفافاً بقوانين الحرب وقرارات مجلس الأمن.

 

وقالت إنَّ أول أفراد الطوارئ وصولاً لموقع إحدى الهجمات يوم الأربعاء ذكروا كيف أنَّ سيارة إسعاف اُستُهدِفَت بقنبلة مباشرةً فور وصولها لموقع الهجوم.

 

ويوم الثلاثاء، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بياناً فارغاً لإدانة ما وصفته بـ”حرب على الأطفال في سوريا”.

 

وكتبت المنظمة على هامش البيان: “تُصدر اليونيسف هذا التصريح لأنَّنا لم نعد نملك الكلمات لوصف معاناة الأطفال وحدة غضبنا. هل لا يزال لدى أولئك الذين يلحقون الأذى كلمات لتبرير أعمالهم الوحشية؟”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.