الرئيسية » تحرر الكلام » هل عروبة سوريا في خطر ؟

هل عروبة سوريا في خطر ؟

دخل النزاع السوري الذي صنفته الامم المتحدة “اسوأ كارثة من صنع الانسان منذ الحرب العالمية الثانية”، عامه السابع ، في وقت لا تزال تتعثر جهود تطبيق وقف شامل لأطلاق النار او التوصل الى تسوية سياسية تنهي الحرب المدمرة  . وقد آن لنا أن نستخلص النتيجة . وهي أن

كل شيء يدل على أن الحرب في سوريا تتواصل في ضراوة لا نظير لها خاصة بعد الدخول التركي الأخير . وليس هناك من شك أن مواصلة الجرب في سوريا سيقضي شيئا فشيئا على الدولة العربية  السورية والدليل على ذلك أن العرب لم يساهموا مساهمة تذكر في مساعدة سوريا للخروج من المأساة التي تعيشها  .لهذا فإننا نشعر أنه من العبث أن نتصور أن تقوم الجامعة العربية  بتحرك ما لصالح القضية السورية  . إن هذا التكتم  العربي مريب وعجيب مما يجعلنا نعتقد أن شعار الجمهورية العربية السورية سينتهي عن قريب !! إذا كان العجز العربي عن إنقاذ سورية عسكرياً يجد له بعض المبررات “الجيوش العربية لا تفزع ذبابة ولا نمتع بوما عن النعيق ” ، فإن المصيبة الكبرى إن الدعم المادي للشعب السوري منعدم تقريبا ؟ ! لهذا السبب وغيره  نتجت مأساة إنسانية في سوريا لم يعرف القرن الحديث مثلها  بعد الحروب العالمية، فليس بسيطاً تهجير نصف هذا الشعب، وخضوعه للإذلال والمهانة والعنصرية في كل مكان أجبر على اللجوء اليه. على كل حال لقد أصبحت سوريا دولة ليست عربية فهي عبارة عن مجموعة من القطع الأرضية تتحكم فيها أمريكا وروسيا وايران وتركيا ومجموعة كبيرة من الجواسيس وخاصة منها الإسرائيلية ” الموساد موجد بشكل لا يتصور ” . إن معرفة هذه الحقائق لا يتطلب ذكاء سياسيا خارق للعادة ، وإنما هي واضحة تماما لا يجادل فيها أحد ، الغريب في الأمر هو أن الحكام العرب أصبحوا يؤمنون بذلك في السر ويرون بأن سوريا لم تعد قادرة على الحفاظ على وحدتها و شعار الجمهورية العربية السورية أصبح في خبر كان . ما يحزن المواطن العربي المسكين هو الشعور السائد بأن هيئات الأمم المتحدة  لم تجد حل للمأساة السورية . حال العرب أشبه بقول الشاعر القديم: «ومن رعى غن ًما في أرض مأسدة / ونام عنها٬ تولى رعيها الأسد».

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “هل عروبة سوريا في خطر ؟”

  1. رغم أننا في زمن تنتقل فيه الأحداث بالصوت و الصورة بسرعة فائقة إلا أن مآساة سوريا الفظيعة لم تنل حظاً مناسباً من اهتمام العرب. بعض الإخوة العرب يكتفون بالحوقلة أو بالاسترجاع ، و بعضهم يقوم بتغيير محطة التلفزة حين يكون هنالك خبر مؤلم عن سوريا “و ما أكثر تلك الأخبار” حتى لا يصاب بالضيق ، و بعضهم يدعو الله أن يفرجها على أهل سوريا و أن ينتقم ممن ظلمهم. بعضهم يقول : ما في اليد من حيلة ، و بعضهم يزعم أن لا أحد يستطيع فعل شيء لايقاف شلال الدماء المسكوبة.
    ردود الفعل المذكورة تختلف تماماً عن ما يريده منا ديننا العظيم . الهروب و إدعاء العجز و التواكل و انتظار الآخرين أن يحلَوها عبارة عن سلوكيات سلبية تتنافى مع كافة القيم الإنسانية و هي غير مقبولة كأعذار ” بل الانسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره”. إفعل شيئاً لنجدة إخوانك ، و إلا سوف يأتي يوم يكون فيه الجزاء من جنس العمل “أي تصرخ كثيراً و لا تجد من من ينجدك”. سوريا هي مجرد محطة التدمير الأولى ، و لسف تكون هنالك محطات أخرى مثلها إن رأى الأعداء استمرار التخاذل العربي .

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.