الرئيسية » الهدهد » الاطاحة بابن علي أزعجتهم.. الكاتبة التونسية سمية الغنوشي: أينما وجدت فتنة ابحث عن بصمات حكام أبو ظبي

الاطاحة بابن علي أزعجتهم.. الكاتبة التونسية سمية الغنوشي: أينما وجدت فتنة ابحث عن بصمات حكام أبو ظبي

شنت الكاتبة التونسية سمية الغنوشي نجلة زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي، هجوما عنيفا على دولة الإمارات، واصفة قرار أبو ظبي بمنع النساء التونسيات، من السفر على الخطوط الإماراتية، بأنها “حلقة في سلسلة مترابطة ضمن سياسة ثابتة انتهجتها إزاء تونس منذ نجاح ثورتها في الإطاحة بنظام بن علي”.

 

وقالت “الغنوشي” في مقال لها نشره موقع “عربي21” بعنوان: “تونسيات ضد غطرسة حكام أبو ظبي”، إنه “لا يخفى على أحد أن القرار المهزلة يحمل في طياته إهانة بالغة للمرأة التونسية وامتهانا لكرامة الشعب التونسي برمته”، مؤكدة بأن “المضمر في هذه الرسالة المشفرة هو أن كل تونسية متهمة في عرضها، وان الخطوط الإماراتية تتفضل على التونسيات والتونسيين بمجرد السماح لهم بركوب طائراتها، كل الدلائل تشير إلى أن دولة الإمارات باتت تناصب تونس العداء، وما كان مخفيا عن الرأي العام التونسي والعربي ولا تعلمه إلا النخب، بات اليوم واضحا للجميع وضوح الشمس في عز الظهيرة”.

 

وأشارت “الغنوشي” بأن السبب الرئيسي لقيام الإمارات بهذا الفعل يعود لاعتبار” حكام أبو ظبي في إقدام التونسيين على الإطاحة بنظام بن علي خطيئة لا تغتفر، بحكم العلاقات الخاصة التي نسجوها مع نادي الاستبداد العربي، من بن علي إلى مبارك وعلي عبد الله صالح وغيرهم”، مضيفة: “ما أزعج الإماراتيين واقض مضاجعهم هو أن الثورة التونسية قد بعثت برسالة أمل للشارع العربي بإمكانية التغيير عبر الاحتجاج المدني والسلمي، مثلما عرَّت هشاشة نظام الاستبداد العربي وهوانه وانه نمر من ورق، لا غير”.

 

وأكدت الكاتبة على أن ” ساسة أبو ظبي ظلوا مصرين على معاقبة التونسيين على خطيئة الثورة ووزر الديمقراطية، مصممين على تخريب تجربتهم الانتقالية بكل الحيل والسبل، وتحركوا على جبهتين مترابطتين، أولا عبر تغذية الأزمات السياسية وزرع بذور الفتنة الداخلية، من خلال تعميق الاستقطاب الداخلي وضرب أسس الاستقرار والعيش المشترك بين التونسيين، راهنت أبو ظبي على تكرار انقلاب مصر بصيغ جديدة، عبر بث الفوضى الداخلية وإرباك الديمقراطية الوليدة، مستخدمة المال السياسي لإثارة الصراعات والفتن بين القوى السياسية الوطنية، ومن ذلك تحريك عوامل الغضب والاحتقان السياسي في مرحلة انتقال صعبة بعد رحيل بن علي”.

 

واستطردت قائلة: “وضعت الإمارات على رأس أولوياتها الإطاحة بتجربة التوافق لهز مقومات الاستقرار السياسي وإجهاض التجربة الديمقراطية، ومن ثم بعث رسالة للقوى الدولية بأن الديمقراطية لا تصلح للعرب ولا بديل عن حكومات الاستبداد التي تفرض الأمن والاستقرار وتحمي مصالحهم”.

 

وأشارت أن الجهة الأخرى من تحرك المخطط الإماراتي على الصعيد الإعلامي، من خلال استخدام المال لشراء الكثير من وسائل الإعلام والإعلاميين وبث اليأس والقنوط في نفوس التونسيين وتغذية الشعور بالندم على جرم الثورة وإذكاء الحنين لعهود الدكتاتورية السابقة، مؤكدة:”لا أفشي سرا إذ أقول بأن الإمارات هي القوة المحركة للثورات المضادة في أكثر من موقع في العالم العربي وزعيمتها بلا منازع، من مصر إلى تونس إلى اليمن وليبيا وسوريا”.

 

وأوضحت “الغنوشي” دور الإمارات في نشر الفتنة التي تجتاح العالم العربي قائلة: “حيثما وجدت اليوم فتنة وصراعا ابحث عن بصمات حكام أبو ظبي، لقد باتت الإمارات خطرا على نفسها وعلى كامل المحيط العربي بهذه السياسة البغيضة التي ينتهجها حكامها، في انسجام كامل مع المشروع الإسرائيلي، وتنسيق مستمر مع اللوبيات اليمينية المتطرفة والمجموعات الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وهي التي ترى ان الشعوب العربية المتخلفة والهائجة لا يمكن ضبطها إلا بعصا حكام غلاظ متعجرفين، من قبيل السيسي وحفتر وغيرهما”.

 

واختتمت الكاتبة مقالها مؤكدة على إصرار التونسيين في تحقيق أهداف ثورتهم قائلة: “في ذكراها السابعة، نؤكد، تونسيات وتونسيين، بان ضغوط أبو ظبي ودسائسها لن تزيدنا إلا إصرارا على الحفاظ على جذوة ثورتنا متقدة متوهجة، فهي التي خلصتنا من جحيم الذل والقمع والخوف”.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “الاطاحة بابن علي أزعجتهم.. الكاتبة التونسية سمية الغنوشي: أينما وجدت فتنة ابحث عن بصمات حكام أبو ظبي”

  1. مصداقاً لما ذكرته الكاتبة (سمية الغنوشي) من أن أيدي طراطير دويلة الخمارات كانت طويلة في الانقلابات المضادة للربيع العربي من حيث أنهم يوظفون أموالهم في كل فتنة ، أقول:
    رغم أنه كان يوجد في حلب 35 جهاز مخابرات أجنبي و رغم أنها تعرضت لسنوات من الهجمات المتوحشة من جيش بشار الطائفي مع المليشيات الفارسية المرتزقة ، إلا أن حلب كانت صامدة مثل الجبال الراسخات بل و كانت تقنحم على الأعداء حصونهم و تكسب مزيداً من الأرض . ما الذي أحدث الفرق و جعل حلب تسقط في أيدي الغزاة ؟
    اتصلت الدولة الأقوى في العالم بروسيا و طلبت منها التدخل عسكرياً ، فاعتذر بوطين ،لأن احتياط روسيا النقدي وصل إلى مليار دولار فقط في صيف 2015. بحجة حضور معرض في موسكو ، طار ولي العهد ابن زايد إلى هناك و معه شيك بمبلغ (6 مليار دولار) كذفعة أولى لتمويل هجوم الطيران الروسي الوحشي ، و بالطبع حرقوا الأخضر و اليابس و مهدوا لصعاليك بشار و مرتزقة إيران كي يدخلوا .
    هذا الإجرام في حق حلب و أهلها، لا يمكن أن ينسى و يوجد رب لهذا الكون أحد أسماءه الحسنى (المنتقم) . اللهم انتقم من كل من ساعد في قتل أهل حلب و سوريا و في تدمير بيوتهم و تهجيرهم ، و انتقم من كل من تآمر عليهم و على ثورتهم . آمين.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.