الرئيسية » تحرر الكلام » هكذا قالت امريكا لدول الخليج قبل ان تتكلموا عن حزب الله وايران

هكذا قالت امريكا لدول الخليج قبل ان تتكلموا عن حزب الله وايران

هذا هو السؤال الكبير التي تطرحه الإدارة الأمريكية ومعها مركز الدراسات للشرق الأدنى بدعم وتمويل من منظمة أيباك اليهودية على حلفاؤها من العربان المستعربين.

اول سؤال طرح هو كيف استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي كانت محاصرة برا وبحرا وجوا، مع كل الحروب التي خيضت ضدها بالإضافة إلى العقوبات المالية، ان تصل إلى اكتفاء بالطاقة وان تطور نفسها لتقدم على إنشاء وإنتاج الطاقة النووية وان تطور قدراتها التكنولوجية والعسكرية وخاصة في مجال الصورايخ الباليستية، يواكبها تطور اجتماعي ديمقراطي سياسي يستوعب كافة مكونات الشعب الايراني بمختلف توجهاته السياسية والدينية حتى اصبح من النادر ان تجد معارض إيراني واحد يستطيع ان ينتقد انجازات الحكومة الايرانية.

مثلا السعودية تعيش حالة تبذير وإسراف مالي فاق كل التوقعات، فالسعودية التي هدرت ما يقارب ال 10 ألاف مليار دولار (10 بليون دولار) تعاني من تشويه فكري شديد التعصب ومقيت التصرف ومحدود التوجه بالإضافة إلى بنية تحتية سيئة لدرجة ان شوارعها تتحول إلى بحيرات عند أول موسم للشتاء، ناهيك ان السعودية لم يسجل في ميزانها التجاري الاقتصادي اي نمو يلحظ طيلة ثلاثة عقود، بالإضافة للغياب التام للمشاركة السياسية او وجود حالة احزاب او جمعيات سياسية او حقوقية حتى ان كانت موالية، ويسجل في العائلة الحاكمة ولفيفها حالة من الفساد المستشري والانتهاكات لحقوق الإنسان وخاصة المرأة والتمييز الطائفي بين أبناء الوطن الواحد والبطالة وحالة العوز التي يعيشها أكثر من 40% من شعبها في غالبية الضواحي المهملة، وكل ما سجل بإنتاجها الوطني هو القنوات الفضائية التي تدور بفلك صناعة الأفلام الكوميدية وبرامج المواهب.

والسؤال الثاني الذي لم يغيب عن مركز الدراسات للشرق الادنى الامريكي، كيف يعقل لايران التي نحاول النيل منها ليلا نهارا ان تنتزع من امريكا ودول خمسة زائد واحد اعترافا وتوقيعا على معاهدة لم يكن من الوارد الوصول اليها او حتى البحث فيها، وكيف السبيل للخروج من هذه الاتفاقية التي مهرت ووضعت بشروط ايرانية وان كتبت باللغة الانجليزية.

والسؤال الثالث والاكثر جدلا وهو كيف يمكن ان يستمر التواجد الامريكي في الشرق الاوسط ونحن نقف عاجزين على مواجهة إيران، فنحن نقتطع من ضرائب الشعب الامريكي 20% لدعم حلفاؤنا بالعالم العربي، ومع ذلك ثلاثة ارباع الاوطان العربية تعيش على المعونات الامريكية بينما إيران تدعم حركات المقاومة بمقدار الميزانية التي نتبرع بها للعرب الذين لم يستطيعوا ان يحققوا اي شيء يخدم مصالحنا او مصالح تل ابيب.

والسؤال الرابع والذي كان محور جدل واسع، وهو يتعلق بالمفهوم الشعبي لانتقال السلطة في الشرق الاوسط، فقد اكدت الدراسات والإحصاءات التي تتابعها واشنطن بدقة ان كان على سبيل المعرفة او انعكاسها على القرار السياسي الداخلي بانه لم يعد بالامكان ان نقنع الشعب الامريكي بقصة دفاعنا عن قيم الحريات والديمقراطية في المنطقة العربية ولا حتى ان نخوض حروبا ضد إيران او حلفاؤها بالمنطقة، فايران تجري انتخابات دورية دستورية يفوز بها من يفوز بينما حلفاؤنا العرب لا يتغير احدهم الا بالموت او الانقلاب وحتى تلك الممالك التي تتم بها البيعة على شاكلة ما كان يحصل قبل التاريخ الميلادي، واصبحت معيبة بحقنا.

والسؤال الخامس الذي يتردد دائما في اروقة البيت الابيض وفي مراكز صناعة القرار الدولي، ان إيران لديها مشروعها بالمنطقة وهي تسير نحوه بخطى ثابتة وواضحة بينما مشروعنا هو حماية النفط والكيان الاسرائيلي وكنا نعتقد باننا قادرين مع حلفاؤنا العرب ان نحاصر إيران فتبين ان إيران هي التي تحاصرنا ( حزب الله يحاصر الكيان الاسرائيلي، وايران تحاصر منابع النفط بالخليج والقواعد العسكرية الامريكية ).

اما العرب فلا مشروع لديهم الا خدمتنا ولكن النتائج تاتي دائما معاكسة.

وكانت محصلة هذه الدراسات ان طلبت السيدة كلينتون من اليهود في مؤتمر منظمة ايباك بان يستعدوا للمتغير بالمنطقة وان يسابقوا هذا المتغير قبل ان يقع وهو لصالح الجمهورية الاسلامية في إيران وحلفاؤها بالمنطقة.

وهذا الامر ابلغته واشنطن إلى حلفاؤها العرب بان عصر مواجهة إيران بالمنطقة قد انتهى وبان عليهم ان يقبلوا بالمتغير والا ان يتحملوا نتائج خياراتهم السياسية، لذلك توقفت المعونات الامريكية عن مصر مما فرض على السعودية المسارعة بالتعويض عنها بهبات مالية ونفطية، وتم تخفيف الهبات للاردن وايضا هنا تدخلت بعض دول الخليج لضم الاردن إلى مجلس التعاون الخليجي، ومن اجل هذا المتغير توقفت امريكا عن المشاركة بالحرب بواسطة جنودها واستبدلت 90% منهم بالمرتزقة لذلك تسمعون وتشاهدون ان القوة الضاربة في السعودية وغيرها هي شركة بلاك ووتر.

وفي الختام وبعد تبيان هذه النقاط عرفتم لماذا دفعت السعودية لترامب ال 500 مليار دولار واسباب هجوم التحالف السعودي على اليمن محاولة السعودية النيل من لبنان وحزب الله وخلق فتنة طائفية.

لقد قررت بعض دول الخليج الانتحار بعد ان سمعت من سيدها في واشنطن بان دورهم قد انتهى، وهذه الدول تريد ان تثبت وجودها باي ثمن، لذلك اعتقلت الامراء ورجال الاعمال واعلنت الحرب شرقا وغربا وقامت بما قامت به مع رئيس الحكومة اللبنانية وشكلت لجنة وزارية بلهجة سوقية لتنال من هيبة ووحدة اللبنانيين، وهي تحاول ان ترضي إسرائيل بشتى الوسائل والمغريات، قبل ان تجد نفسها تائهة في رمال الصحراء.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.