الرئيسية » تحرر الكلام » القضية الكوردية التي لم يفهمها الا الرئيس الراحل حافظ الاسد

القضية الكوردية التي لم يفهمها الا الرئيس الراحل حافظ الاسد

بداية اذا لم نخرج من عزلتنا ونفهم الابعاد السياسية والإستراتجية لقائد الثورة الاسلامية الراحل الامام الخميني والرئيس الراحل حافظ الاسد ودور المقاومة الاسلامية في الدفاع والتصدي عن الأمتين العربية والاسلامية بوجه العدو الاسرائيلي واطماعه، سوف ياتي يوما وهو ليس ببعيد ويكتب العدو الصهيوني على قبورنا ” هنا يرقد بهائم الارض ( الغوييم )”

الموضوع : ان اخطر ما يواجه الأمتين العربية والإسلامية اليوم هو الموضوع الكوردي ولا ابالغ ان قلت ان خطره لا يقل تاثيرا عن الخطر الصهيوني انما تداعياته اعظم واكبر

فالمزاعم الإسرائيلية الصهيونية بعمقها التاريخي اكذوبة مما يعني بأنها امة مصطنعة غير قادرة على الاستمرار والبقاء مهما تغيرت وتبدلت لصالحها الظروف كما ان بنية المجتمع الصهيوني النفسية والسلوكية تتطلب نظام عيش معين وبحال تغير هذا النظام تندثر هذه المجموعة وتتلاشى كما حصل على مر العصور، اما القضية الكوردية هي مختلفة تماما والقائد العربي الوحيد الذي فهم القضية الكوردية بكافة ابعادها وجوانبها السياسية والاجتماعية، هو الرئيس الراحل حافظ الاسد، لذلك كان سباقا بل رائدا متجاوزا عصره وزمانه بربع قرن عندما دعم وايد وساهم بانشاء تيار كوردي سياسي عرف باسم حزب العمال الكردستاني بقيادة عبدالله اوجلان، وحيث اعتقد الجميع بان الرئيس الاسد اخطأ بهذا الخيار، كان الرئيس الاسد يطالب جميع القادة العرب بما فيهم خصومه السياسيين وأعداءه بن يتعاملوا مع القضية الكوردية بحكمة كبيرة ومحاولة خلق مفهوم ايدليوجي عقائدي عروبي وطني لدمجهم في جسم الامة العربية تجنبا لهذه اللحظة التاريخية التي وصلنا اليها اليوم.

ولكن للاسف العقل العربي معاق، والامة العربية مصابة بكافة انواع الامراض النفسية من انفصام الشخصية مرورا بمرض بوأنثروبي اما الامة الاسلامية فانها مصابة  بمرض التهام الذات والازهيمر معا، وبسبب هذه الامراض العميقة الموغلة بنا وبتاريخنا وضع النظام العميق عدة نظريات للقضاء على الامتين العربية والاسلامية مرورا بقتل الامام علي بن ابي طالب واولاده حتى قيام الكيان الاسرائيلي واليوم الكيان الكردي. ولكن لا مكان لسردها هنا وخاصة ان اردت اسردها بطريقة السرد الاجتماعي السياسي.

انما الخلاصة اني اطالب بعض القيادات العربية التي تتصف بالحكمة ان تنظر الى القضية الكوردية من خلال فكر الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي لو كان حيا لما قبل بالدستور العراقي الذي هو اخطر من وعد بلفور، وما توقف متفرجا وهو يشاهد خيوط اللعبة الصهيونية الامريكية العربية تكتمل، كما ان مواجهة التحول الكوردي ومواجهته عسكريا وخاصة في هذه الظروف الصعبة وبظل التامر والتخاذل والاقتتال العربي سوف يكون مكلفا جدا ولا اعتقد بان الخارطة العربية قادرة على تحمل مثل هكذا نتائج، مما يؤدي الى اندثار الامة العربية وتقسيمها.

واليكم الاسباب :

العربي نسي قضية احتلال فلسطين من قبل شعب جمع من شتات العالم، واصبح ينظر اليها ويتعايش معها كانها امر طبيعي بالرغم من عمر القضية الذي لا يتجاوز 70 عاما، وماساتها ونتائج هذا الاحتلال نعيشه يوميا.

بينما الشعب الكوردي لم ينسى لحظة واحدة حدود ارضه الجغرافية علما انها لم تكن يوما دولة قائمة انما كانت عرقية مجتمعة ومقسمة وموزعة منذ 1000 سنة وهي ضمن بيئة اصلا هي بيئة موجودة.

العربي عندما يتعلم كلمتين من اي لغة اجنبية ياخذ طول النهار يتحدث بهم وكان اصوله غربية

بينما الشعب الكوردي متمسكا بلغته التقليدية بالرغم من كل المحاولات لتغييبها ان كان بالمناهج الدراسية او الادارات الرسمية.

العربي يعيش في بيئته مرتديا زيها وعندما يذهب الى اي مكان يغير هذا الزي مثل الحية التي تغير جلدها

بينما الشعب الكوردي متمسكا بزيه التقليدي بالرغم من طرازه القديم

العربي يستورد كافة الافكار التي لا تلتقي ابدا مع فلكلوره التقليدي وما نشاهده على محطات العربان من برامج تكلف الامة مليارات الدولارات هو خير دليل مثلا هل شاهدتم فرقة دبكة شعبية تفوز او مثلا هاوي يغني شيئا من تراثنا الشعبي .

بينما الشعب الكوردي لا يقدم في مهرجاناته الوطنية وعبر محطاته الفضائية الا فلكلوره الذي يعتز ويفتخر به.

العربي ينتخب الزعيم على قدر ثروته التي هي اصلا مسروقة من قوت اطفاله وجمعها زعيمه على حساب هويته الوطنية والقومية.

بينما الشعب الكوردي بنتخب قياداته على قدر تضحياتها في سبيل القضية الكوردية ويتمسك بزعاماته ومناضليه تمسك الجسد بالحياة

العربي يستبدل مواقفه الوطنية ويبدل تحالفاته الإستراتيجية كما يستبدل حذائه ويبدل كلسونه.

بينما الشعب الكوردي رغم كل الظروف القاهرة هو متمسك بمواقفه واصبح يضرب به المثل على عناده واصراره.

العربي يذهب من هنا الى الامم المتحدة ليشتم ويتامر على وطن عربي اخر .

بينما الشعب الكردي ان اعتقل احد قياداته ذهب سيرا وقطع البحر سباحة ليصل الى الامم المتحدة وهناك يضرم النار بنفسه ليسجل موقفا رافضا هذا الاعتداء على ابن جلدته.

العربي يبيع دينه وارضه وشعبه ويتنازل عن كل مواقفه ليجلس على الكرسي

بينما الشعب الكردي تقبع قياداته في السجون والمعتقلات ولا يتراجعون قيد انملة عن مواقفهم

العربي يدفع المليارات من الدولارات ليتامر على المقاومة التي تواجه الاحتلال الاسرائيلي

بينما الشعب الكوردي يحيا دون طعام ويعمل ليلا نهار في كافة الاعمال الصعبة ليدفع ويدعم الجناح العسكري الكوردي.

العربي يشن الحروب وينشر الطائفية ويعمم الفساد وشغله الشاغل تقسيم الامة.

بينما الشعب الكوردي يشن الحروب ويقاتل الجميع لاستعادة وحدة اراضي امته.

العربي يبيع ارض اجداده ومنزله ويطلق زوجته ويهجر اولاده من اجل الهجرة والحصول على جنسية اجنبية، وقيادات الامة العربية تمتلك في البلدان الاجنبية عقارات اكثر مما تمتلك في اوطانها

بينما الشعب الكوردي بنسبة 90 بالمئة يحرم نفسه من اقتناء او شراء دار الا في محيطه الكردي الذي يطالب به.

وكما قلت الامثلة كثيرة انما هذه الكلمات تعطينا تصورا عن الفرق بين الشعبين العربي والكوردي وتوضح سبب الاندفاع والدعم الاسرائيلي لعملية انفصال الاكراد واسرائيل تعول كثيرا على ان يرتكب العرب حماقة ويغامرون بالمواجهة مع الكورد.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.