الرئيسية » تحرر الكلام » عيدٌ بلا أضحيةٍ تضحيةٌ

عيدٌ بلا أضحيةٍ تضحيةٌ

لأول مرة يفتقد الكثير من سكان قطاع غزة الأضحية، وتغيب عن بيوتهم بهجة العيد، وهذا الغياب بحد ذاته تضحية، فرغم سنوات الحصار الإسرائيلي المتعمد، والهادف إلى إغراق أهل غزة في بحر من الأحزان، حافظ سكان غزة على شعيرة عيد الأضحى، وأسالوا الدماء على أعتاب بيوتهم، حتى وقع عليهم مطلع هذا العام عقاب قيادة السلطة الفلسطينية، التي قصفت رواتب الموظفين، وقلصت ساعات وصل الكهرباء، ليمسي هذا العام هو الأصعب اقتصادياً على سكان قطاع غزة، الذين صمدوا، وتحدوا الحصار الإسرائيلي لسنوات طوال.

لقد شعر سكان قطاع غزة أنهم الضحية في هذا العيد، وأن هنالك يد شيطانية تمتد إلى قوت يومهم، وإلى أساسيات حياتهم، وإلى مقومات صمودهم، وتضحي بهم خدمة لمصالح شخصية، أو مآرب سياسية ضيقة الأفق، ولاسيما أن حال الضفة الغربية والقدس السياسي لا يقل سوءاً عن حال غزة الاقتصادي، وحال الضفة الغربية الأمني مرعب ومخيف قياساً إلى حال غزة الواثق، وحال القدس الحياتي في عيد الأضحى قلقٌ ومضطربٌ، فمن هي الجهة المستفيدة من التضحية بسكان قطاع غزة، ولمصلحة من تذبح غزة بسكين الرواتب؟ وإذا كانت التضحية بشكل عام هي التقرب إلى الله، فإن منطق السؤال يقول: لمن يتقرب من يضحي بسكان قطاع غزة؟

  أيام عيد عصيبة تمر على سكان قطاع غزة، ضائقة مالية تضرب عصب حياتهم، ومع ذلك، ستجد أهل غزة في يوم العيد أكثر أملاً، وأشد عزماً، وأعمق رجاءً، بأن القادم من الأيام أجمل، وأن الأخبار التي حملت لهم الإجراءات العقابية ضد أطفالهم، هي ذاتها الأخبار التي ستحمل لهم قريباً بشائر الخلاص من الظلم والقهر، ومن إرهاب القرارات التعسفية، فالحياة على هذه الأرض متغيرة، وما هو ضيق اليوم سيكون واسعاً غداً، ومن يتجبر اليوم سيصغر غداً، ومن لا يمتلك ثمن الأضحية في هذا العيد، سيمتلك ثمنها في الأعياد القادمة، وكل عام وأنتم بخير.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “عيدٌ بلا أضحيةٍ تضحيةٌ”

  1. رغم كل شئ: عيد أضحى مبارك وكل عام والأمة الإسلامية جمعاء بخير.
    أما عن سؤالك: “فمن هي الجهة المستفيدة من التضحية بسكان قطاع غزة، ولمصلحة من تذبح غزة بسكين الرواتب؟ وإذا كانت التضحية بشكل عام هي التقرب إلى الله، فإن منطق السؤال يقول: لمن يتقرب من يضحي بسكان قطاع غزة؟” نجيبك عنه بسؤال أقصر منه وأعم ونقول: “من هي الجهات الغير مستفيدة يا بدرساوي متدكتر؟”

    يصدق قولك عن وضع الناس المأساوي بغزة الذين لا نصيب لهم بعباس الخناس الصهيوني البهائي بن الأنجاس ولا حظ لهم عند ذقون حماس. أما ذقون حماس ذاتها وبنيها وبناتها وأصهارها ومحاسيبها فهؤلاء معهم المال الوفير ويستطيع أفقرهم أن يضحي ببليون بعير دون أن تنقص تلال الدولارات بأصغر مخزن لدية قدر قطمير. ولا يصدق عليك أنت أيضا.

    جعلتم الناس يتحسرون على أيام الإحتلال السافر لقطاع غزة، ويلعنون من رماهم بعباس وزمرته من اللصوص الإسلوية والدحلانية وبحماس المحاسيب والنهب والإتاوات والسرقات الشرعية. كان وقتها إحتلال صهيوني واحد، ولم نسمع وقتها عبارة” ألا تعلم من أنا؟” كان الكل تحت الحذاء سواسية. وكان العملاء معروفين ومنبوذين إلا حين الحاجة لهم بتسهيل ما من لم شمل أو ماشابه نظير أجر. كانوا يختبئون كالجرذان ويتوقعون التصفية بكل حين. ولكن إنظر الآن أصبح الجواسيس المعروفين وبنيهم قادة الأجهزة الأمنية في عهد حماس الميمون. نعم كان إحتلالا واحدا صهيونيا، لكنه أصبح الآن إحتلالا من حلف صهيومصرسعوخليجي وحصارا داخليا وخارجيا، لكم الله يا أهل غزة..لكم الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.