الرئيسية » الهدهد » السنوار: لا مُشكلة لدينا في تحسين العلاقة مع سوريا وعلاقتنا مع دحلان لم تَنقطع ومع مِصر جيّدة

السنوار: لا مُشكلة لدينا في تحسين العلاقة مع سوريا وعلاقتنا مع دحلان لم تَنقطع ومع مِصر جيّدة

أكدّ رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس″ في قطاع غزة يحيى السنوار، أنّ حركته تمتلك أوراق قوة في ملف الأسرى، “ما يجعلها تقف على أرض صلبة، بحيث تقدم لأبناء شعبها صفقة مشرفة”، مبدياً في سياق آخر استعداد الحركة لحل اللجنة الإدارية حال التزمت حكومة الوفاق الوطني بأداء التزاماتها تجاه قطاع غزة.

 

وقال السنوار في لقاء مع جمعه مع الإعلاميين وممثلي وسائل الإعلام في غزة، الإثنين، “منذ البداية وضعنا شرطًا باننا لن نبدأ مفاوضات قبل إطلاق سراح 54 من محرري صفقة وفاء الأحرار، ولن ندفع الثمن مرتين”.

 

وكشف السنوار أنه عطّل إتمام صفقة وفاء الأحرار السابقة لمدة عامين خلال ترأسه الهيئة العليا لأسرى حماس، وقال “على إثر ذلك حققنا إنجازًا كبيرًا بتحرير أسرى وضع الاحتلال عليهم فيتو”.

 

وأشار إلى أنّ مسؤول ملف المفقودين في حكومة نتنياهو “ليؤر لوتان” استقال؛ “لانه يحمل مسمى دون مهمة وصلاحيات، وفي ظل حكومة جبانة كما وصفها ذوو الجنود الأسرى”.

 

وأكدّ جهوزية حركته لإجراء مفاوضات فورية عبر وسيط للتباحث في صفقة تبادل أسرى إذا ما أفرجت “إسرائيل” عن أسرى أعادت اعتقالهم في صفقة وفاء الأحرار، قائلًا “جاءنا وسطاء عرب ودوليين لتحريك ملف تبادل الأسرى”

 

 المصالحة الفلسطينية

جدير بالذكر أن لقاء السنوار بالصحفيين استمر لقرابة ساعتين، وحثهم خلاله على تجاوز الشكل التقليدي بطرح الأسئلة فقط، وأنّ يتحول إلى لقاء مكاشفة ومصارحة.

 

وأكدّ السنوار استعداد حركته لحل اللجنة الإدارية التي شكلتها مؤخرا في القطاع، “فهي ليست مقدسة، شريطة أن تزول المبررات التي أدّت لتشكيلها”، ومضى يقول: “أبلغت وفد فتح برئاسة أبو ماهر حلس بجاهزيتنا لحل كل الإشكاليات، وطلبت منهم أن يتفاوضوا مع قيادتهم في رام الله وإذا قبلوا بالحل فأنا جاهز، ولا زلت انتظر ردًا منهم منذ شهرين”.

 

وذكر أنّ تشكيل اللجنة الإدارية جاء لمنع الفراغ الحاصل بفعل غياب دور حكومة رامي الحمد الله، متسائلًا إن “كانت النخب والشارع يقبل التخلي عن موظفي غزة الذين حموا القطاع من الانهيار لحظة استنكاف موظفو السلطة 2007، وحماية عناصر الشرطة للقطاع من التطرف والانحراف ومحاولة جرّ القطاع لحرب جديدة”.

 

وأضاف السنوار “سنطرق كل الأبواب باستثناء باب الاحتلال لحل مشاكل قطاع غزة، وحكمنا أتفه من أن يموت طفل في إحدى المستشفيات بسبب الحصار أو إجراءات عباس العقابية ضد غزة”.

 

وعرّج السنوار خلال حديثه الذي قدّم فيه فسحة لجميع الصحفيين بطرح انتقاداتهم وتساؤلاتهم، وحثّ فيه حازم قاسم المتحدث الرسمي باسم الحركة الذي أدار اللقاء بترك الفرصة كاملة لهم لطرح تساؤلاتهم، عرج على قضية الحريات الشخصية التي وصفها بـ”المقبولة نسبيًا” مقارنة بدول أخرى، مؤكدًا في الوقت ذاته ضرورة الارتقاء بها إلى مستويات أفضل في القطاع.

 

وحرص السنوار في لقاءه على مشاركة الصحفيين في الهم الوطني، مشددًا على عدم قبوله التعرض لهم على خلفية عملهم المهني، بل دعاهم لتكثيف العمل الصحفي الاستقصائي المهني لإبراز مواطن الخلل والتقصير والفساد، مشيرا إلى أنه على استعداد لمحاسبة كل من يتورط بجريمة فساد، بل إن “عقوبة المقربين من الحركة ستكون أشدّ”.

 

وبرز في اللقاء العديد من العلاقات الشخصية لعدد من الصحفيين الذين عايشوا السنوار على مقاعد الدراسة، لتكون فسحة في لقاء دسم تطرق فيه الرجل لعديد الهموم المعاشة في غزة، مذكّرا إياهم بمرحلة طفولته وشبابه التي عاشها في أرجاء المخيم، “وكيف كان يرتدي مثلهم –الشورت” الذي كانوا يحصلون عليه من اعانات الاونروا”، مضيفا: “جريت وربيت في وحل المخيم مثلي مثل كل لاجئ فلسطيني”، يقول السنوار.

 

هدف استراتيجي

وأكدّ السنوار أنّ حركته وضعت نصب أعينها هدفا استراتيجيا بأن يعيش أهل غزة حياة كريمة دون أن يتخلوا عن مشروعهم الوطني ودعم المقاومة، مشددا على أن حركته “لم ولن تقايض احتياجات المواطنين بثوابت شعبنا أو بمشروع المقاومة”، وفق تعبيره.

 

وأشار أن حركته ليست بوارد خوض حرب جديدة مع الاحتلال ولا تسعى لها، “وتبذل كل الجهود لتجنبها ودفعها للوراء قدر ما نستطيع كي يرتاح شعبنا ويلتقط أنفاسه ونراكم قوتنا لمعركة التحرير الكبرى”، وفق قوله.

 

وجددّ السنوار تأكيده أنّ حركته لا تخشى المواجهة العسكرية مع الاحتلال ومستعدة للدفاع عن شعبها في أي لحظة تفرض عليها، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى في كل مرة لتوصيل رسائل إلى السنوار عبر طائرات الاستطلاع والـأف 16 التي تحلق فوق منزله بشكل مستمر.

 

ومازح السنوار الحضور بقوله ” بات طفلي الصغير إبراهيم ابن العامين والنصف قادرا أنّ يفرق بين صوت الزنزانة فوق منزلنا وصوت التكتك في الشارع″.

 

التواصل مع دحلان

وفي غضون ذلك، نفى السنوار ما تردد من اشاعات عن قطع حركته الاتصالات مع القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، متابعًا:” لم نقطع اتصالاتنا مع تيار دحلان فهم جزء من شعبنا مهما اختلفنا معهم، ونرحب بكل من يتقدم لخدمة شعبنا، وأي لقاء يعقد سواء كان مع أبو مازن أو دحلان يلزمه قرار مسبق من قيادة الحركة”.

 

وتابع أنّ “حل القضية الوطنية والأزمات الداخلية يتم من خلال ترتيب البيت الوطني بتمثيل الكل الفلسطيني بكافة توجهاته وأطيافه بمجلس وطني موحد يمثل الجميع، وفق تفاهمات ومخرجات لقاءات بيروت”، مطالبًا النخب أن تتقدم لتؤخذ دورها بوضع رؤية للمشروع الوطني الفلسطيني، وقال: “لدينا أرضية سواء مخرجات لقاءات بيروت بتشكيل مجلس وطني أو على الأقل صيغة حكومة وطنية مؤقتة”.

 

وأكدّ أن حركته لا تسعى لأن “تكون بديلا عن منظمة التحرير بل نريدها إطارا جامعا تمثل الكل الفلسطيني ويتمثل فيها الكل الفلسطيني ولا نريد إقصاءً لأحد”، داعيًا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الفصائل الفلسطينية كافة وتحمل كافة المسؤوليات وتأخذ كافة الصلاحيات في الضفة والقطاع.

 

 العلاقة مع مصر

وتطرق السنوار لعلاقة حركته مع القاهرة، مضيفاً أنها نجحت في “تحقيق اختراقات جيدة مع المصريين”، وقال: “نجحنا في تفكيك حالة العداء والشك السابقة والأمور مع مصر تتطور بعد هذا الاختراق الاستراتيجي”.

 

ونوه بأن المصريين وعدوا بفتح معبر رفح للأفراد والتجارة بعد استكمال ترميم الصالة المصرية، متابعًا: “لم اقل على مدار الساعة ولكن بأفضل ما يمكن وفق الظروف الأمنية، وقد وعدوا بمزيد من الانفراجات”.

 

ووصف السنوار علاقة حركته بإيران بـ”الممتازة”، “لاسيما وأنها الداعم الأكبر لكتائب القسام بالمال والسلاح”، قائلًا: ” نأمل أن تتفكك الأزمة الداخلية في سوريا، وأن يفتح ذلك الأفق في ترميم علاقاتنا مع الأخذ بعين الاعتبار التوقيتات المناسبة حتى لا نقع في أزمة المحاور”.

 

وأشاد بعلاقة حركته مع أنقرة والدوحة ودورهما في إسناد ودعم قطاع غزة، وتوفير شبكة أمان في إسناد القضية الفلسطينية وتحديدا قطاع غزة. وأضاف “المشاريع القطرية والتركية منعت سقوط البنى التحتية في غزة، ونلعب دورا رائدا في فكفكة الأزمات في المنطقة”.

 

وختم السنوار برسالته التي أراد تأكيدها خلال اللقاء والتي تتمثل في ضرورة التحرك لإنقاذ المشروع الوطني قبل انهيار القضية الفلسطينية، مشيرا الى ضرورة الوصول لحالة من التكامل، مبيناً انه “كان يمكن خلال مرحلة المفاوضات الاستقواء بورقة المقاومة”.

 

وأكدّ أن استخدام القدرات الدبلوماسية وحدها لن تصل إلى تحقيق إنجازات وطنية للشعب الفلسطيني ما لم تتخذ من المقاومة درعًا حصينا لها.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.