الرئيسية » تقارير » ناشونال إنترست: قطر نجحت في تجنب الفخ الذي نصبته دول الحصار فتسببت في جنون ابن زايد وابن سلمان

ناشونال إنترست: قطر نجحت في تجنب الفخ الذي نصبته دول الحصار فتسببت في جنون ابن زايد وابن سلمان

قالت مجلة “ناشونال إنترست” الأميركية إن قطر نجحت في تجنب الوقوع في الفخ الذي نصبته لها دول الحصار، مؤكدة بأن علاقة الدوحة مع الرياض الحالية لا رجعة فيها حتى لو تم حل الأزمة، معتبرة أن حصار قطر يشكل تهديدا للسياسة الخارجية للرئيس  الأميركي دونالد ترامب.

 

وأوضحت المجلة في مقال تحليلي مطول للكاتب “سيغورد نيوباور” المتخصص بشؤون المنطقة قال فيه إنه ما إن ألقى الرئيس ترامب خطابه التاريخي في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي انعقدت في الرياض في 21 مايو/أيار 2017 حتى اندلعت أزمة جديدة في الشرق الأوسط هي أزمة الخليج الراهنة.

 

وأضاف الكاتب أن الانقسام المتزايد بين قطر وشركائها في مجلس التعاون الخليجي لم يؤد إلى إطلاق أزمة ذات آثار جيوسياسية بعيدة المدى فحسب، بل إنه يهدد أيضا نجاح السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد ترامب.

 

وأشار إلى أن أزمة الخليج ثارت في 24 من الشهر ذاته، وذلك عندما تم اختراق وكالة الأنباء القطرية الرسمية، وأن مسؤولين أميركيين قالوا إن الإمارات هي من قامت بهذه القرصنة، مضيفا أن دول الحصار سرعان ما قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وسرعان ما فرضت عليها حصارا بريا وبحريا وجويا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمجالات الإنسانية الأخرى.

 

وأشار إلى أنه بينما تعرض المواطنون القطريون للطرد من السعودية والإمارات والبحرين، وبينما أمهلت دول الحصار نفسها مواطنيها 14 يوما لمغادرة قطر فإن قطر لم تبادر إلى طرد رعايا هذه الدول.

 

وتحدث الكاتب عن التغريدات المؤيدة للسعودية التي أطلقها ترامب ضد قطر في هذا السياق، وقال إنه مهما كانت نواياه من ورائها فقد كان لها تأثير مزعزع لاستقرار المنطقة.

 

وأشار إلى الإنذار الذي أصدرته دول الحصار من بين المطالب الأخرى، وهو المتمثل في مطالبتها قطر بقطع علاقاتها مع إيران، وقال إن المسؤولين القطريين على نطاق واسع كانوا ينظرون إلى هذا الطلب على أنه فخ.

 

وأوضح الكاتب أنه لو أقدمت الدوحة على طلب الحماية الدبلوماسية من طهران فإنه كان من المحتمل أن تبادر السعودية إلى الضغط على أميركا لفرض المزيد من الضغوط الدبلوماسية على قطر نفسها.

 

وأضاف أن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بادر إلى زيارة كل القوى الغربية الكبرى بما فيها روسيا وتركيا دون إيران، وذلك ضمن الجهود الرامية لحث هذه الدول على دعم بلاده ومنع طهران من الاستفادة من الأزمة، وبالتالي تجنب الوقوع في الفخ المفترض الذي نصبته دول الحصار لقطر في هذا السياق.

 

وأضاف لكن هذا لم يمنع قطر من استقبال حسين جابري أنصاري مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية في الدوحة في 18 يونيو/حزيران الماضي.

 

وأشار إلى أن الدوحة استقبلت وزراء خارجية كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة خلال فترة الحصار هذه، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان أول رئيس دولي كبير يزور الدوحة والرياض في محاولة لنزع فتيل الأزمة.

 

وأضاف الكاتب أن تفسير الدوحة لتغريدات ترامب استند إلى افتراض أنها مبنية على مزاعم أبلغته بها كل من السعودية والإمارات، وأنه لم يتلقها من وكالات مخابرات بلاده.

 

وتحدث الكاتب عن قاعدة العديد العسكرية الأميركية في قطر وعن التعاون العسكري القطري التركي، وقال إن أميركا تبقى الضامن الأمني لقطر، وإن القوات التركية تلعب دورا رمزيا، حيث إن الدوحة تعتبر تركيا حليفتها الحيوية ضد إيران.

 

وقال إنه في ضوء الهجوم الدبلوماسي المستمر على قطر فإن الدوحة تعتبر كلا من السعودية والإمارات كيانات معادية، وإنه في سياق علاقة الدوحة التي لا رجعة فيها مع الرياض حتى لو تم التوصل إلى حل للأزمة في نهاية المطاف فإن قطر اتخذت قرارا إستراتيجيا باقتناء مقاتلات من طراز أف15 لتأمين أمنها الداخلي بدلا من استمرار اعتمادها على قوى خارجية.

 

كما تحدث الكاتب عن سعي قطر لبناء قوتها وصيانة أمنها الداخلي، وعن النهضة التي تشهدها في المجال التعليمي والمجالات الأخرى.

 

وقال إنه في حال أقدمت الولايات المتحدة على سحب قواتها من قطر فإن الدوحة ستبادر إلى دعوة روسيا لإنشاء وجود عسكري لها على أراضيها، وذلك في ظل تخوفها من جيرانها.

 

وأضاف أن قطر سبق أن استضافت قادة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية وحركة طالبان الأفغانية بناء على طلب من الولايات المتحدة نفسها.

 

وبالنسبة لمكافحة تمويل الإرهاب، فقد أشار الكاتب إلى أن قطر أصدرت العام الجاري أحكاما على 25 من المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية، أغلبيتهم من القطريين، وأن أربعة قطريين يواجهون تهما بالتعاطف مع تنظيم القاعدة يحاكمون داخل قطر نفسها.

 

وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أشاد بالدور القطري في هذا المجال، وأنه صرح بأن قطر تعتبر أول من تجاوب مع متطلبات مكافحة الإرهاب ومع مخرجات قمة الرياض في مايو/أيار الماضي. وقال الكاتب إن أميركا وقطر وقعتا مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب.

 

وأشار الكاتب إلى أن ضراوة حصار قطر لم تتسبب في تشتيت جدول أعمال الولايات المتحدة الإقليمي الرامي إلى مواجهة تنظيم الدولة واحتواء إيران فحسب، ولكن يبدو أنها تهدف إلى إجبار واشنطن على اختيار أحد الجانبين.

 

وقال إن كون الأزمة تتعلق جزئيا بالسياسة الخارجية المستقلة لدولة قطر فإن الخلافات المتعلقة بمواقف الدوحة الإقليمية يجب أن تحل في نهاية المطاف من جانب الأطراف المتصارعة نفسها.

 

وأضاف أنه ينبغي للولايات المتحدة أن تركز على جلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وذلك من خلال وضع إطار يمكن للجميع الاتفاق عليه.

 

وأوضح أنه تحقيقا لهذه الغاية يمكن أن تضع واشنطن خريطة طريق توفر تدابير مناسبة لإنقاذ جميع الأطراف من هذه الأزمة.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.