الرئيسية » تحرر الكلام » حزب الله مشكلة كبيرة جدا

حزب الله مشكلة كبيرة جدا

في عام 2006 وبعد ان  صمدت المقاومة طيلة 33 يوما بوجه اعتى وأقوى قوة عسكرية في المنطقة والعالم واعني بها “إسرائيل “، ولقد شكل هذا الصمود صدمة لصناع السلاح والحرب وادخل الى أدبياتهم العسكرية مفاهيم جديدة تحت عنوان، ان موازين التفوق بالعتاد العسكري أصبح اعجز من يكسر إرادة المقاومة او ان يصنع حسما عسكريا يغير بالمعادلة السياسية بالمنطقة ليفرض شروطا جديدة تتعلق بالصراع بين المشروع المقاوم ومختلف حلفاء تل أبيب، ومن هنا صدر تقرير لجنة فينو غراد.

ولم يقتصر صمود المقاومة على البقاء فقط في المواقع الدفاعية المتقدمة عند حدود الوطن بل تحول الى معركة هجومية بواسطة الصورايخ التي شكلت توازن رعب مع عدو اعتقد بانه يمتلك البحر والأرض والجو بسبب تفوق قواته الجوية العسكرية، وكانت المقاومة اول صفعة وجهتها الى العدو الإسرائيلي من خلال قصف معنوياته البحرية وهو ضرب السفينة ساعر في عمق المياه الإقليمية اللبنانية ، وكان السيد حسن نصر لله أمين عام حزب الله وبموقف سابق اعلن ان اي استهداف للعاصمة بيروت او المطار الدولي فان المقاومة سوف تستهدف تل ابيب والمطار الإسرائيلي بالكيان المغتصب، وقد شهد العالم بالصوت والصورة على انتصار المقاومة على العدو الإسرائيلي ومن معه من حلفاء وجاعمين وحولته الى نكتة يتم تداول تفوق وفخر صناعاته دبابة الميركافا على انها توابيت.

وبالرغم من هذا الانتصار الكبير العظيم المدوي الذي غير وجه الصراع بالمنطقة وحمى لبنان وحوله الى لاعب اساسي في الصراع الاقليمي، خرج علينا بعض حلفاء اسرائيل في امريكا والامم المتحدة وبعض العواصم العربية وقالوا بان المقاومة هي مشكلة لبنان.

نعم المقاومة مشكلة بنظر اسرائيل وحلفائها، للاسباب التالية:

اولا: المقاومة تمنع استباحة واحتلال لبنان من قبل العدو الاسرائيلئ وغيره كما كان يحصل قبل الثمانينات ىوم كانت اسرائيل تدخل الى اي مكان في لبنان وتقيم به اما ثكنة عسكرية او تنشى مليشيا عميلة لها، ولكن بسبب المقاومة اصبح بامكان اسرائيل احتلال المريخ اهون عليها من احتلال شبر واحد من الاراضي اللبنانية، وهذا الامر يعتبر مشكلة بنظر اسرائيل وحلفائها.

ثانيا: المقاومة وبسبب قوتها وانتصاراتها جعلت لبنان في دائرة صناعة القرار السياسي والعسكري ليس بالمنطقة وحسب بل على مستوى خارطة الشرق الأوسط، وهذا الامر ايضا يعتبر مشكلة لبعض الدول التي تعودت على لبنان بان يكون مجرد تابع يأتمر بأوامر من هنا او يتبع أملاءات وتعليمات من هناك وبالتأكيد تحرر لبنان من وصاية اي قوى يعتبر مشكلة بالنسبة لهذه الدول التي لا تريد من لبنان الا مجرد بلد ضعيف ينفذ الاجاندة خدمة لإسرائيل.

ثالثا: بسبب عقيدة المقاومة القائمة على الدفاع عن الكرامة والارض والوقوف بوجه الهيمنة الاسرائيلية الامريكية او اي طامع ومعتدي على لبنان والمنطقة ، وإعلانها بان القضية الفلسطينية هي محور الصراع بين مع او ضد اي مكون سياسي، جعلت هذه الإستراتيجية من لبنان بلد الطوائف هو النموذج الافضل للرسالة الاسلامية والتعايش بين كافة الطوائف والاديان وتحول بفضل تضحيات وثبات المقاومة من بلد متصارع متناحر على شفير الانهيار والزوال الى بلد هو قلب العروبة النابض الذي حفر في عقل ووجدان الامة رايات الانتصار وبان الثورة والمقاومة هي الطريق الوحيدة لعودة الحقوق المسلوبة، وايضا أزعج هذا التحول إسرائيل وحلفائها وعملائها وخدامها، فلا يعقل ان يتحول لبنان من بلد يطالب بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب الى عاصمة المقاومة والأمتين الإسلامية والعربية مما جعله يشكل مشكلة بوجه مشروع الفتنة والهيمنة على الوطن العربي والإسلامي .

وبالأمس القريب قامت المقاومة بتوجيه صفعة الى بعض الإرهابيين المرتزقة من عملاء العرب المأجورين عند الاسرائيلي، في الجرود اللبنانية مما قلبهم راسا على عقب وجعلهم يهرولون فرارا جراء الرعب الذي ملئ قلوبهم وعقولهم بسبب قساوة الصفعة وسرعتها من الاراضي اللبنانية باسرع مما تصور مشغليهم.

لذلك عندما نسمع جملة ان حزب الله مشكلة لبنان نبتسم ونشير بإصبعنا الى اننا اكتشفنا ضريرا اخر يتبع المشروع المأجور.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.