الرئيسية » تحرر الكلام » لا نوايا جدية للمصالحة الفلسطينية

لا نوايا جدية للمصالحة الفلسطينية

مجَّ الشعب الفلسطيني لفظة مصالحة، وأمسى يتقزز من هذه الكلمة المبتذلة، التي يتمسح بها البعض، ويدعي الحرص عليها، في الوقت الذي يمارس عكس ذلك على الأرض، ليكون الخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني؛ الذي صار بعض قادته أقرب إلى المصالحة مع الإسرائيليين المحتلين من تصالحهم مع أبناء جلدتهم الفلسطينيين.

قبل أيام طرحت حركة حماس مبادرتها للمصالحة، والتي رفضها محمود عباس فوراً، باعتبارها مناكفة سياسية، وقبل أيام طرح محمود عباس مبادرته للمصالحة، والتي رفضتها حركة حماس فوراً، باعتبارها مناكفة سياسية، ولكن أين المنطق في رفض محمود عباس لمبادرة “وطنيون لإنهاء الانقسام”، والتي لم ترفضها حركة حماس، وهي مبادرة تأخذ بمطالب عباس لإنهاء الانقسام، وتأخذ بمطالب حركة حماس لإنهاء الانقسام، والتي يمكن اختصارها بالتالي:

ـ  دعوة حركة حماس وحكومة السلطة الوطنية إلى الاعلان الفوري والمتزامن عن حل “اللجنة الادارية ” التي شكلتها حركة حماس في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه إلغاء كافة القرارات والاجراءات الادارية والمالية التي تم اتخاذها تجاه قطاع غزة.

ــ دعوة محمود عباس إلى البدء الفوري في اجراء مشاورات مع القوى والكتل البرلمانية والشخصيات الوطنية المستقلة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تنفيذا لقرار اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني بهذا الخصوص.

ــ الطلب من رئيس المجلس الوطني توجيه الدعوة العاجلة لعقد اجتماع اللجنة التحضيرية لاستئناف عملها، ومتابعة القرارات التي اتخذتها في اجتماع بيروت، وضمان مشاركة كافة القوى في صنع القرار الوطني، وتحمل مسؤولياتها الوطنية داخل الهيئات الوطنية الجامعة في اطار منظمة التحرير الفلسطينية، وإقرار إجراء الانتخابات العامة  ( للرئاسة والمجلسين الوطني والتشريعي ) خلال فترة زمنية لا تتجاوز السنة.

مبادرة “وطنيون لإنهاء الانقسام” تتفق في أصل بنودها مع المبادرة التي نسبتها صحيفة الحياة اللندنية إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي أضافت بند استيعاب موظفي قطاع غزة ضمن الجهاز الحكومي للسلطة، ودعوة كل الأطراف إلى استئناف الحوا ر في القاهرة.

سأفترض أن مبادرة الرئيس السيسي غير حقيقية كما يدعي رجال محمود عباس، فهل مبادرة وطنيون لإنهاء الانقسام غير حقيقية، وغير جدية؟ وهل توافقت بنود المبادرتين  بالصدفة؟ وهل تعكس هذه المبادرات رغبة جدية في تحقيق المصالحة أم هي مبادرات للمناكفة السياسية؟ هل هؤلاء المبادرون خصوم لعباس أم حريصون على إنهاء الانقسام، والخروج من التيه السياسي؟.

اتركوا مبادرة السيسي إن كنتم متشككين، واقبضوا على مبادرة “وطنيون لإنهاء الانقسام”، إن كنتم صادقين، ولا سيما أن المبادرة تدعو إلى انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات للمجلس الوطني، وهذا أهم بند في المبادرة، إن الدعوة إلى إجراء الانتخابات للمجلس الوطني لها مصداقية، وتعبر عن حرص وطني أكثر بكثير من دعوة البعض إلى عقد اجتماعات المجلس الوطني، بهدف سحق القضية الفلسطينية، وذلك من خلال فرز المزيد من القياديات الهزيلة الذليلة المتكبرة على الشراكة الوطنية، وغير القادرة على تحقيق الوحدة الوطنية، بالتالي فهي غير قادرة على مواجهة الهجمة الصهيونية، أو تحقيق أدنى تطلعات  الشعب الفلسطيني.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.