الرئيسية » تقارير » “كلٌ منا يستحق شراء لعبةٍ لطيفة ما رأيك بفراري”.. فضائح سفير أبناء زايد “تتوالى” وتكشف شريكه الأردني

“كلٌ منا يستحق شراء لعبةٍ لطيفة ما رأيك بفراري”.. فضائح سفير أبناء زايد “تتوالى” وتكشف شريكه الأردني

من جديد برز اسم يوسف العتيبة، السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة، والذي يلعب دوراً بارزاً في تشكيل السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، والضغط على الولايات المتحدة لاتخاذ موقفٍ معيَّن في النزاع الإقليمي الحالي مع قطر.

 

هذه المرة أظهرت رسائل إلكترونية مُسرَّبة تورَّط العتيبة أيضاً بعمقٍ في فضيحة فساد عالمية كبرى ووجود علاقةٍ طويلة الأمد بين سفير أبو ظبي وجو لو، وهو مُموِّلٌ ماليزي. ووفقاً لما ذكره مسؤولو وكالات إنفاذ القانون بالولايات المتحدة، فإنَّ الأخير متهمٌ رئيسي في اختلاس 4.5 مليار دولار من صندوق التنمية الماليزي.

 

يقول تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إن التحقيقات تجتذب تدقيقاً جديداً من جانب السلطات الأميركية، والسويسرية، والسنغافورية. وتُظهِر رسائل البريد الإلكتروني المُسرَّبة مناقشةً بين العتيبة وشاهر العورتاني، شريكه الأردني، بشأن استفساراتٍ وردتهما من هذه الدول بخصوص إجرائهما معاملاتٍ مالية مع مؤسساتٍ قال محققون إنَّها على صلةٍ بجو لو.

 

كلٌ منا يستحق شراء لعبةٍ لطيفة للاحتفال

وفي إحدى الرسائل الإلكترونية، اقترح العورتاني شراء سيارة فيراري بعد وصول ما وصفه بـ”تحويلٍ من لو”.

 

وكان شاهر العورتاني، شريك العتيبة، قد أرسل إليه رسالة بريد إلكتروني في عام 2009 قال فيها: “أعتقد أنَّ كلَّاً منا يستحق شراء لعبةٍ لطيفة للاحتفال، ما رأيك؟ هل ستفي سيارة فيراري من طراز “458 إيطاليا” بالغرض؟”

 

ورد العتيبة بأنَّ شراء مثل هذه “الألعاب” في أبو ظبي “سيلفت انتباهاً لا داعي له”. ورفض العورتاني والعتيبة التعليق على هذا الأمر، ولا تزال التحقيقات جارية.

 

ورفضت مجموعة “غلوبال ليكس” التي تقول إنَّها حصلت على رسائل البريد الإلكتروني المخترقة، وأطلعت صحيفة The Wall Street Journal الأميركية عليها، الكشف عن هوية أعضائها أو ذِكر كيفية حصولها على هذه الرسائل.

 

وفي تصريحٍ لصحيفة The Wall Street Journal، قالت مجموعة غلوبال ليكس إنَّها تريد “كشف الفساد والاحتيالات المالية التي ترتكبها الحكومات الغنية”.

 

وكانت صحيفة The Wall Street Journal قد نشرت الشهر الماضي، يوليو/تموز، تقريراً يُشير إلى حصول شركاتٍ مرتبطة بالعتيبة على 66 مليون دولار من مؤسسات يقول محققون إنَّها كانت بمثابة قنوات لنقل الأموال التي يُزعَم أنَّها سُرقت من صندوق التنمية الماليزية، الذي يحمل اسم 1MDB، واستشهدت الصحيفة آنذاك بوثائق صادرة عن المحكمة والتحقيقات، فضلاً عن رسائل بريدٍ إلكتروني أرسلها العتيبة.

 

بم يعرف العتيبة؟

ولطالما كان العتيبة شخصيةً رئيسية في العلاقات الأميركية – الإماراتية على مدار أعوام، وهو معروفٌ بين دبلوماسيين ومسؤولين في واشنطن بإقامة وجبات غداء عمل في مقهى ميلانو بفندق فور سيزونز، وتجمعاتٍ فخمة في مقر إقامته.

 

وتوضِّح الرسائل الإلكترونية تفاصيل ثروة العتيبة الشخصية الضخمة، بما في ذلك ملايين الدولارات من أسهمه في شركة “بالانتير تكنولوجيز”، وهي شركةٌ متخصصة في تحليل البيانات، وتربطها العديد من العقود مع وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون الأميركية، وشركة “كارلايل جروب” الاستثمارية.

 

العتيبة يُعتبر شخصيةً نافذة في واشنطن، وتشير بعض التقارير إلى تواصله المستمر عن طريق الهاتف والبريد الإلكتروني مع جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوج ابنته إيفانكا، بحسب النسخة الأميركية من موقع هاف بوست السبت، 3 يونيو/ حزيران 2017.

 

وفي إحدى الرسائل المسربة التي يعود تاريخها إلى سبتمبر/أيلول من عام 2014، شجَّع العتيبة بنوكاً في إمارة أبو ظبي على المشاركة في قرض إعادة تمويل قصير الأجل يُجهِّزه بنك “دويتشه بنك” لصالح صندوق التنمية الماليزي. وكان هذا الطلب الذي أُرسل عبر البريد الإلكتروني مطابقاً لمقترح أُرسل إلى العتيبة من إريك تان، وهو أحد مساعدي لو، واطَّلعت عليه صحيفة The Wall Street Journal.

 

وفي دعوى رُفعت مؤخراً لمصادرة أصول مدنية، ذكرت وزارة العدل الأميركية وقوع اختلاسٍ لحوالي 700 مليون دولار من قرض بنك “دويتشه بنك” إلى صندوق التنمية الماليزي الذي تبلغ قيمته الإجمالية 975 مليون دولار، مع مزاعم باستخدام لو بعض هذه الأموال المختلسة لشراء مجوهراتٍ لصديقته، عارضة الأزياء الأسترالية ميراندا كير. ووفقاً لما ذكره أشخاصٌ مطَّلعون على الصفقة، فقد شاركت العديد من بنوك أبو ظبي في تمويل قرض بنك “دويتشه بنك” إلى صندوق التنمية الماليزي،.

 

وتُظهِر وثائق التحقيق التي اطَّلعت عليها The Wall Street Journal في سنغافورة حصول إحدى الشركات الخاضعة لسيطرة العتيبة والعورتاني في الجزر العذراء البريطانية على مبلغ قدره 3 ملايين دولار قبل بضعة أيامٍ من وصول رسالة البريد الإلكتروني من تان، فضلاً عن حصول الشركة نفسها على مبلغٍ آخر قدره 13 مليون دولار بعد ذلك بشهرين. وكان المُرسِل في الحالتين هي إحدى الشركات في الجزر العذراء البريطانية تعود ملكيتها إلى تان، الذي تقول وزارة العدل الأميركية إنَّه وزَّع الأموال المُختَلَسة من صندوق التنمية الماليزي، بما في ذلك قرض بنك “دويتشه بنك”، وذلك وفقاً لدعوى مصادرة الأصول المدنية.

 

ولم تنجح الجهود المبذولة للوصول إلى تان، ولا يعرف أحد مكان وجوده، ولم يُعلِّق من قبل على هذا الأمر.

 

وتُظهِر رسالة بريد إلكتروني أخرى، يعود تاريخها إلى شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2009، محاولة العتيبة إقناع الملياردير توماس باراك الابن، وهو مؤسس شركة كولوني كابيتال المتخصصة في استثمارات مجال العقارات، والتي يقع مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية، بقبول عرضٍ من شركة تشغيل فنادق مملوكة جزئياً لأسرة لو من أجل شراء فندق ليرميتاج في مدينة بيفرلي هيلز الأميركية. وكانت شركة كولوني كابيتال تمتلك هذا الفندق.

 

وكتب العتيبة في رسالة البريد الإلكتروني: “أتصلُ بك اليوم لتدعيم قبول هذا العرض، ليس بصفتي سفير الإمارات العربية المتحدة فقط، بل أيضاً بصفتي شخصاً يدرك أنَّ كياناً استثمارياً كبيراً يُلقي بكامل ثقله خلف هذا المشروع”.

 

ورَدَّ عليه باراك الابن في رسالةٍ إلكترونية بأنَّه سيعاود الاتصال به في وقتٍ لاحق.

 

وفي نهاية المطاف، اشترت شركة لو الاستثمارية الخاصة الفندق في عام 2010 بأكثر من 45 مليون دولار. ورفعت وزارة العدل الأميركية دعاوى مصادرة الأصول المدنية لمصادرة الفندق، بحجة أنَّ أموال شرائه كانت مُختلسة من أموال صندوق التنمية الماليزي.

 

وقال باراك إنَّ العتيبة كان صديقه، وإنَّ العرض الفائز بشراء الفندق كان هو العرض الأعلى بين العروض الأخرى.

 

وبحسب رسائل البريد الإلكتروني المسرَّبة مؤخراً التي اطَّلعت عليها صحيفة The Wall Street Journal يبدو أنَّ التدقيق في حسابات العتيبة البنكية في الولايات المتحدة، وسويسرا، وسنغافورة قد بدأ في عام 2015، حين بدأت عدة دول إجراء تحقيقات متعلقة بصندوق التنمية الماليزي. وبدأ بنك لومبارد أودييه السويسري الخاص المطالبة بمزيدٍ من المعلومات حول عمليات تحويل أموالٍ إلى حساباتٍ بنكية تابعة للعتيبة والعورتاني.

 

وكتب توبياس فيستر، وهو مصرفيٌ سابق في فرع بنك كريدي سويس السويسري بدبي، أظهرت رسائل البريد الإلكتروني المُسرَّبة أنَّه تولى مسؤولية الشؤون المالية الخاصة بالعتيبة والعورتاني، شريكه الأردني: “نحتاج إلى التعاون معهم للتخلُّص من ذلك”. وذكر فيستر أنَّه كان يُشير إلى استفسارات بنك لومبارد أودييه. وقال فيستر للعتيبة في رسالة البريد الإلكتروني إنَّ لو أمر العتيبة والعورتاني بإغلاق حساباتٍ بنكية خاصة بهما، والإجابة على الاستفسارات المتعلقة بحساباتهما ومدفوعاتهما وجهاً لوجه، “وليس عبر البريد الإلكتروني”.

 

وفق صحيفة The Wall Street Journal بعد ذلك ببضعة أسابيع، أغلق العتيبة والعورتاني حساباتهما وحوَّلا الأموال إلى مكانٍ آخر، وذلك وفقاً لرسائل البريد الإلكتروني المُسرَّبة التي أظهرت هذا الطلب، وتأكيدهما عليها بالموافقة.

 

وقال البنك إنَّه كان يتعاون مع “جميع استفسارات السلطات التنظيمية وسلطات إنفاذ القانون” المتعلقة بصندوق التنمية الماليزي. ورفض فيستر التعليق على هذا الموضوع.

 

ووفقاً لرسائل البريد الإلكتروني المُسرَّبة، والتي أُرسلت إلى العتيبة، أرسل لو رسالةً من بريدٍ إلكتروني يحمل عنواناً تابعاً لجزيرة سانت هيلينا في شهر مايو/أيار إلى العورتاني يسأله فيها عن كيفية التواصل معه سريعاً، قائلاً: “نحتاج إلى التحدُّث لأنَّ هناك أسئلةً تُطرَح، نريد ضمان التنسيق”.

 

المصدر: ترجمة وتحرير هافنتغون بوست عربي

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول ““كلٌ منا يستحق شراء لعبةٍ لطيفة ما رأيك بفراري”.. فضائح سفير أبناء زايد “تتوالى” وتكشف شريكه الأردني”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.