الرئيسية » الهدهد » “التايم”: على السعودية أن تدرك أنها لن تستطيع الانتصار على قطر

“التايم”: على السعودية أن تدرك أنها لن تستطيع الانتصار على قطر

قالت مجلةالتايمالأمريكية إن على المملكة العربية السعودية أن تدرك بأنها لن تستطيع الانتصار في عدائها لقطر، مؤكدة بأنه لم يعد بيدها هي وشركاؤها (الإمارات والبحرين ومصر) أي خيارات أخرى للمناورة، مؤكدة بأن السلطات القطرية فأجات دول الحصار وربما شعبها بالطريقة السلسلة التي أدارت بها الأزمة وتمكنها من إيجاد بدائل سريعة لوارداتها التي كانت تعتمد على دول الحصار في تأمينها سابقا.

 

واعتبرت المجلة الأمريكية أن مواجهة دول الحصار الأربع مع دولة قطر التي بدأت منذ الخامس من حزيران/يونيو الماضي  بلغت طريقاً مسدودا”، مؤكدة بأن تدابير دول الحصار ضد الدوحة لت تجبرها على الاستسلام.

 

ولفتت المجلة إلى جهود وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لحل الأزمة، بدعم من وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر، ووقوفهم إلى جانب قطر مقابل دعم الرئيس دونالد ترامب المتحمس للمملكة العربية السعودية وحلفائها.

 

واعتبرت المجلة أن إغلاق الحدود البرية والمجال الجوي والبحري مع قطر تسبب بألم مؤقت، لا للقطريين فحسب بل للمواطنين السعوديين والإماراتيين والبحرينيين، مضيفا أن قطر فاجأت المراقبين، وربما شعبها أيضاً، بالطريقة السلسلة في إيجاد مصادر بديلة لوارداتها.

 

وأكدت على  أنه “حتى لو وقع حل للأزمة قريبا، فإن معظم الكيانات القطرية ستفضل اعتماد مصادر وخطط التوريد الجديدة بشكل دائم بدلا من الاعتماد على الدول المجاورة مجدداً، كما وجد البنك المركزي القطري حلاً لمواجهة محاولات القطاع المالي في الإمارات تعطيل تعاملات الريال القطري”، مبينا أنه ينبغي على الدوحة المحافظة على الوضع الجديد لوقت طويل حتى تتجاوز كل الآثار التي نتجت عن الحصار.

 

ورأت المجلة أن توقيع قطر والولايات المتحدة على اتفاق ثنائي لمكافحة تمويل الإرهاب يضع الكرة في ملعب دول الجوار”، حيث يمكن للدوحة أن تصر بشكل معقول على أن توقع الأطراف الأخرى على اتفاق مشابه مع الولايات المتحدة”، مشيرة إلى أن السعودية ستجد توقيع هذا الاتفاق “طلبا مستحيلا وفقاً لتاريخ المملكة في هذا المجال”.

 

ولفتت إلى أن استبدال ستة مبادئ بالمطالب الـ 13 لدول الحصار مقابل ارجاع العلاقات مع الدوحة ” لم يؤثر على قطر، في حين أن الرأي العالمي لا يزال يركز على المطالب الأصلية المستحيلة”، مؤكدا أنه ” ليس لدى جيران قطر سوى خيارات قليلة لإجبارها على تغيير سياساتها، فاستخدام القوة العسكرية المباشرة سيؤدي إلى نتائج كارثية للجميع، وفرض حصار بحري وجوي مضاعف سيتسبب في مواجهة خطيرة مع إيران، كما أنه سيعطل إمدادات الغار الطبيعي في جميع أنحاء العالم”.

 

وأوضحت المجلة أن “أي محاولة للاعتداء على القيادة القطرية سيؤدي إلى إدانة دولية ضخمة”، مضيفا أنه ليس لدى جيران قطر خيارات اقتصادية كثيرة من أجل التعامل مع حكومة الدوحة، فإيقاف استيراد الغاز الطبيعي القطري سيضر الإمارات ومصر، بينما يمكن لقطر للبترول وشركائها أن تجد أسواقاً أخرى بسهولة، كما أن سحب الودائع الإماراتية والسعودية من البنوك القطرية سيضر بالسيولة ولكن لفترة قصيرة فقط، فاحتياطات البنك المركزي القطري ستساعد في حفاظ الريال القطري على قيمته دون الحاجة إلى استخدام الأصول الأجنبية لجهاز قطر للاستثمار.

 

وذكرت المجلة أن حملة التشويه التي أطلقتها لجنة العلاقات العامة السعودية الأمريكية أدت إلى تشويه سمعة دول الحصار بدلاً من سمعة قطر، كما أدركت الإمارات أن حرمان مواطنيها من متابعة المباريات الرياضية خطوة خطيرة، ولذلك قررت بهدوء السماح للقناة الرياضية التي تمتلكها الجزيرة إعادة البث في الدولة.

 

وأكد المجلة ايضا على أن القيادات في أبو ظبي والرياض “حاصرت نفسها”، مشيرة إلى امكانية استمرار هذه الأزمة إلى أجل غير مسمى بدون تغيير جذري في الأوضاع، وهو ما لا يساعد الرياض “التي تحتاج إلى حل قريب، خاصة أن محاولات القيادة السعودية لإصلاح اقتصاد البلاد أدى إلى استياء المستفيدين من النظام القائم، والمغامرة العسكرية في اليمن كانت سيئة، مثلما يواجه النظام السعودي الآن إحراجاً بسبب فشله في الانتصار على دولة قطر”.

 

واختتمت المجلة تقريرها بأن الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق هو ما أقترحه وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون بشأن توقيع جميع دول منطقة الخليج العربي على قانون يراقب مسألة تمويل الإرهاب، فيما ستحتاج بقية القضايا الأخرى إلى حل يقوم على وساطة وتفاوض هادئ.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.