الرئيسية » الهدهد » سليم الرياحي لـ”وطن”: قد أستقيل من الإفريقي موفى 2017 ولو كنت رجل الإمارات لما كان هذا وضعي

سليم الرياحي لـ”وطن”: قد أستقيل من الإفريقي موفى 2017 ولو كنت رجل الإمارات لما كان هذا وضعي

“خاص-وطن”- حاوره عبد الحليم الجريري- “وليد الجلاد” هو الذي اتهمني زورا بأنّني رجل الإمارات في تونس، وحملة الشاهد على الفساد وصلت إلى طريق مسدود، ومتأكّد من أنني لن أسجن.

 

السيّد سليم الرّياحي هو رجل أعمال تونسيّ معروف وهو رئيس الحزب الوطني الحرّ ويشرف على رئاسة فريق النادي الإفريقي التونسي الكروي.

 

وأثار قرار تجميد أرصدته في الآونة الأخيرة ضجّة كبيرة مع ما حملت من تأويلات جانبيّة أهمّها أنّ عمليّة التجميد تندرج في إطار حملة السيد يوسف الشاهد رئيس الحكومة على الفساد، وهو ما نفاه سليم الرياحي مؤكّدا أن هذه العمليّة تدخل في سياق قضيّة قديمة منذ سنة 2012 أعادت المحكمة التونسية إثارتها لأسباب سياسيّة حسب قوله.

 

صحيفة “وطن الأمريكيّة” إلتقت بسليم الرياحي على حوار قال لها فيه إنّ قضية تجميد أمواله تعود إلى فترة الترويكا وبالتحديد مع ظهور نتائج تقرير لجنة التحاليل المالية التي أكّدت أن حركته المالية غير واضحة كما لم تصرّح بوجود تبييض أموال لكن كانت هنالك بعض الشكوك التي تحوم حول بعض تحويلاته حسب قوله، كما اعتبر أنّ عملية تجميد أرصدته مسيّسة لأنها لم تمرّ بالإجراء التقليدي المعمول به وهو استدعاؤه ومطالبته بتفسير، مؤكّدا أنّه تمّ تحريك الملف من جديد بناء على شكوى من شخص يمثل مجموعة شكك في نقطة من نقاط التحويل وتم تجميد كل امواله وممتلكاته واليوم هو لا يملك أي مبلغ وفق تصريحه.

 

وأشار الرياحي إلى أنّه متأكّد من أنّه لن يقع سجنه لأنّ وضعه يختلف عن المجموعة التي تمّ إيقافها في إطار الحملة على الفساد، إذ أنها قائمة لأناس تعاملوا مع النظام السابق، والمصادرة التي تمت على أمواله تمت بناء على مرسوم المصادرة لسنة 2011 حسب قوله.

 

كما عرّج سليم الرياحي على موضوع الإتهامات التي تحوق به من أنّه رجل الإمارات في تونس موضّحا أنّه لو كان كذلك لما لحقت به كلّ هذه “المشاكل”، وفي ما يلي نصّ الحوار كاملا:

 

-لماذا تم تجميد أموال سليم الرياحي وممتلكاته؟

–القضية تعود إلى سنة 2012 في فترة الترويكا وبالتحديد مع ظهور نتائج تقرير لجنة التحاليل المالية التي أكّدت أن حركتي المالية غير واضحة وهو التقرير الذي لم أطّلع عليه حينها، لم يصرّحوا بوجود تبييض أموال لكن كانت هنالك بعض الشكوك التي تحوم حول بعض التحويلات، طبعا أنا أعتبر أنّ عملية تجميد أرصدتي هذه مسيّسة لأنها لم تمرّ بالإجراء التقليدي المعمول به وهو استدعائي ومطالبتي بتفسير وفي حالة عدم الاقتناع يتم حجز المبلغ والتوجّه إلى المحكمة الإدارية أو التوجه إلى النّائب العام ولكنها تجاوزت المراحل العادية ووجدت نفسي أمام قاضي التحقيق وإثر انتخابات 2014 مثلت أمامه عندما قررت تحويل بعض العقود الى تونس، ويبدو أنّه تمّ تحريك الملف من جديد بناء على شكوى من شخص يمثل مجموعة شكك في نقطة من نقاط التحويل وتم تجميد كل اموالي وممتلكاتي واليوم لا أملك أي مبلغ.

 

-ما قيمة المبلغ المجمّد؟

–لا أستطيع التصريح.

 

-سبق وأن لمّحت في تصريح إعلامي إلى أنك لست مجنونا للاستثمار في تونس، هل كنت تهدف بذلك التصريح إلى الضغط على القضاء؟

–الضغط عى القضاء تم من خلال عملية الحرب على الفساد هذه عبر إيقاف بعض الشخصيات بناء على قانون الطوارئ وإحالتهم

 

على القضاء العسكري ليجد القضاء المدني نفسه تحت الضغط واليوم أنا أعتبر أنني ضحية الضغط .

 

-دائما ما تؤكّد على ثقتك في القضاء التونسي، لماذا إذن لجأت إلى القضاء البريطاني هذه المرّة؟

–هذا إجراء إحترازي لأنّ الطّرف الشّاكي هو “الحكومة التونسية”

 

فالقضاء التونسي غير قادر على إنصافك وأحيانا تبقى الدعاوى في الأدراج لمدّة طويلة والقضاء عندنا مازال بصدد بناء نفسه وقد لجأت لبريطانيا بعد أن أدركت أنّ العملية مسيّسة وأنّ المعركة ليست مع القضاء التونسي ولكنّها ضغوطات غير مباشرة من أطراف معيّنة.

 

-لماذا وجّهت إصبع الإتهام مباشرةً للسيد المنصف المرزوقي بعد توجيه التهمة اليك؟ ما علاقته تحديدا بقضيتك ؟

–لا لم أوجّه التهمة إلى المنصف المرزوقي رأسا، لكنني وجّهتها إلى الترويكا ككلّ بما أنها الطّرف الحاكم في تلك الفترة.

 

-الحملة التي يشنها رئيس الحكومة على الفساد ما رأيك فيها؟

–أعتبر أنها وصلت إلى طريق مسدود لأنها تفتقر الى الجزء التشريعي وأكّدت أنه من الضروري أن تتم هذه العملية بمشاركة كل الأطراف الحاكمة خاصة البرلمان من خلال مقترحات قوانين

 

تشرّع لمحاربة الفساد، وأنا من مؤيّدي الحرب على الفساد وما حصل لي هو ضغط بصفة غير مباشرة من خلال إجراء احترازي وهو التجميد، وعلى العموم أنا أعتبرها رسالة للشارع التونسي بأنّ القضاء موجود ولديّ ثقة فيه وستنتهي هذه العملية وأنا لا أخاف من الظّلم في تونس.

 

-مليارات سليم الرياحي شغلت الناس ولكن ليس لها وجود على أرض الواقع، ثمّ لماذا تخيّرادخار أموالك خارج تونس؟؟

–أنا من المساهمين في البورصة وأعمل في مجال العقارات والخدمات النفطية والإستثمار العقاري وأنا مالك “تونس القابضة” ومن هنا تتأتّى أموالي.

 

-ولماذا تختار ترك جزء كبير من أموالك في الخارج؟

–لأنني مقيم في الخارج أصلا والسيولة الأكبر من أموالي موجودة في الخارج لأنّ شركاتي موجودة في الخارج، ولقد بدأت الإستثمار في تونس منذ 2008.

 

-ألا تخاف من قرار “من أين لك هذا” ؟

–شغلي واضح ولا ملك أي إشكال وكلّ التفاصيل المالية واضحة.

 

-لم يكن لك وجود قبل 14 جانفي في تونس، لماذا خيّرت الإبتعاد؟

–أنا أنتمي لعائلة سياسية ومعارضة لنظام ابن علي وبورقيبة ووالدي فرّ من تونس وظلّ ثلاثين سنة في ليبيا وكان أمينا عامّا لحركة الوحدويين الأحرار وهو قوميّ عربيّ ولم يكن في إمكانه ولا إمكاني الإستقرار في دولة نظامها ديكتاتوري.

 

-هل تعتقد أنّه يمكن سجنك في هذه القضية أو قضيّة أخرى؟

–لا لأن وضعي يختلف عن المجموعة التي تمّ إيقافها، إذ أنها قائمة لأناس تعاملوا مع النظام السابق، والمصادرة التي تمت على أموالي تمت بناء على مرسوم المصادرة لسنة 2011.

 

-ولا تخاف أن تتطوّر قضيتك إلى السجن؟

–ملفّي قديم ولا يندرج في سياق مكافحة الفاسدين ولا سياق المجموعة التي استفادت من المنظومة القديمة في تونس أي كل من له صلة ببن علي وبأصهاره بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأنا لست من هؤلاء لأنني أتيت بكلّ أموالي من الخارج، لا أظن أن تونس أعتى من بريطانيا وإذا كانت أموالي مشبوهة فبريطانيا كانت أحقّ بأن تتحرّى أمري، وعليه فأنا متأكّد مليار بالمائة أنني لن أسجن إلا إذا جاءني ابتلاء آخر من الله، فذلك شأن آخر.

 

-ما حقيقة لقائك بمحمد دحلان في صربيا؟

–هذه صحيفة محترمة من المفروض ألّا تستمع إلى دعايات فايسبوكية وهي إشاعة تم ترويجها من نائب من حزب منافس لنا هو وليد جلاد.

 

-هذه الصحيفة المحترمة نشرت تقاريرا فحواها هذا الكلام.

–هذا لا يدلّ على أنّه صحيح.

 

-ولكن، البعض يعتبرك أحد رجال الإمارات في تونس، وسبق وأن هاجمت الرئيس السابق المنصف المرزوقي على خلفية كشفه لدعم الإمارات للثورة المضادة، فهل هذا دليل على أنك احد المدافعين عن الإمارات والمدعومين منها ؟؟؟

 

–لو كنت رجل الإمارات ومدعوما منها لما وقعت لي كل هذه المشاكل، والإمارات في النهاية لها علاقات طيبة مع تونس.

 

-ليس بعد التوافق.

–نعم ولكن يمكن اعتبارها علاقة معقولة، وموقف تونس في التزامها بالحياد من أزمة الخليج أرى أنّه موقف طبيعي.

 

-أنا أتحدّث عنك، هل أنت رجل الإمارات في تونس كما روّج عنك أكثر من مرّة؟

–أنا مستقلّ عن الجميع وتهمني مصلحة الجميع ومصلحة تونس، وأين كانت مصلحة تونس تجدني موجودا.

 

-سبق وأن كشفت تقارير إعلامية أن جبهة الإنقاذ طلبت تمويلات من الإمارات، فهل هذا دليل على أن أهدافكم كانت تخريب الانتقال الديمقراطي في تونس باعتبار أن موقف الإمارات حول الثورة معروف؟

–نفس الإجابة طبعا، ونفس الأشخاص هم من يسرّبون هذه الدعايات الكاذبة وأنت تحوم في نفس المكان.

 

-ولكن سيّد سليم لماذا اختاروا لك الإمارات بالذات ليكذبوا عليك؟

–لأنّ صاحب التسريب موال لطرف آخر، وهنالك أجندا معيّنة غرضها تشويهنا من خلال اللعب على أوتار الخلاف الخليجي وهذا خطأ كبير لأنّه من المفروض أن يكون السياسيون بعيدين عن مثل هذه المهاترات.

 

-طيب ولماذا هاجمت المرزوقي عندما انتقد الإمارات؟

–لأنّ انتقاده للإمارات خاطئ.

 

-لكن المرزوقي له هجومات عدّة لماذا لم تنتقده إلا عندما هاجم الإمارات؟

–ليس من المعقول أنّ رئيسا سابقا ومن الممكن أن تجده في الإنتخابات القادمة مرشّحا، أن يهاجم دولة بعينها، نحن نعمل في السياسة ويمكن أن تتخذ موقفا لكن لا تهاجم دولة بأكملها.

 

-المرزوقي هاجم سوريا مثلا فلماذا لم نرك تنتقده بنفس اللهجة؟

–لا مشكل لديّ مع المرزوقي لكنّ مشكلي الوحيد هو مراعاة مصالح تونس والتونسيين في الخارج وعندما يتعلّق الأمر بهكذا مصلحة أتدخّل، وفي سوريا ليس لدينا تونسيون وهذا موضوع ثان يطول الحديث فيه، والإمارات أمرها يهمني أكثر لأن لدينا معها علاقات هامة ونسبة العاملين هناك من التونسيين كبيرة ولا يجوز لرئيس دولة سابق كالمرزوقي أن ينتقد دولة مباشرة.

 

-هل تنتقد مثلا من يهاجم قطر؟

–طبعا أكيد.

 

-بالعودة إلى الأمور المحلية، تقريبا انتهت جبهة الإنقاذ رسميا، فما هي أسباب الفشل والخلافات بينك وبين محسن مرزوق؟

–ليس لديّ أي خلاف مع محسن مرزوق وقد تمّ تكوين جبهة الإنقاذ للتقدّم إلى الإنتخابات بقائمات موحّدة وهو خيّر أن يتقدّم بحزبه لوحده، لذلك انتهى دوره فيها.

 

-إلى أين تسير جبهة الإنقاذ الآن؟

–سوف ندخل الإنتخابات البلدية في بعض المناطق التي لها وزن بقائمات مشتركة، وفي بعض المناطق الأخرى سوف يدخل الأحزاب منفردين.

 

-هل اختار الداعمون للجبهة الرّهان على سليم الرياحي في الإستحقاق الإنتخابي المقبل؟؟

–نحن مجموعة من الأحزاب ولا يوجد رهان على شخص معيّن، هو اتفاق سياسي تمّ بين مجموعة من الأحزاب التي وحّدت رؤاها وانطلقت في العمل، ولم نصل إلى تحديد من هي الشخصيات البارزة ومن يدعم من وقد لا نصل إلى هذه المرحلة بتاتا، إذ أن المشاكل الموجودة في الساحة السياسية اليوم لا تنبئ بخير.

 

-رياضيّا، لماذا تهدد بالاستقالة من رئاسة النادي الإفريقي في كلّ مرّة وقدمتها في أكثر من مناسبة ولكنك سرعان ما تعود عن ذلك؟

–لم أهدّد بالإستقالة قطّ

 

-دائما هنالك أخبار تروج بأنّك سوف تستقيل.

–الإفريقي فريق الشعب وفريق كبير وكلّ كلمة تروج حوله مؤثرة وتنتشر بسرعة وهذا عاديّ.

 

-ألم يسبق لسليم الرياحي أن هدّد بالإستقالة؟

–في المناسبة الأخيرة فقط.

 

-وتراجعت؟

–طبعا تراجعت لأنّ هنالك نيّة مبيّتة لمسح كلّ ما قدّمه سليم الرياحي للفريق والتشكيك في مصداقيته على أساس ضرب النادي، كما أنّ المجموعة التي تريد أخذ دور الريادة في المرحلة القادمة تريد فعل ذلك على أنقاضي، وسياستها في ذلك ضرب النادي وإفشاله رغم أننا حصلنا على كأس وترتيب ثالث وسائرون نحو الرّبع النهائي في “الكاف” كي يقدّموا أنفسهم في ما بعد على أنّهم المنقذون لأنهم غير قادرين على الإستثمار كما استثمر سليم الرياحي، لذلك فهم يصبون إلى الإعلان بأنهم انتشلوا الفريق من العاهات والأمراض التي أصابته، فطريقتهم في ذلك بسيطة وبدائية بصراحة، ولأنهم غير قادرين على الإستثمار في الفريق اختاروا إضعافه وضربه من خلال ضرب سليم الرياحي، أنا تنتهي مدتي مع النادي الإفريقي في 2018، من المفروض أن يقدّموا قائمتهم والإضافة الأفضل إن كان لديهم. وقمت بجلسة تقييمية تحوي تقاريرا، حدثت فيها فوضى وتشكيك في كلّ شيء ومن هناك بدأت المشاكل وبدأ التشكيك في كل شيء قمت به مع أنهم لو يطلبون انتخابات مبكّرة سأوافق عليها.

 

-قلت إنّك خسرت على النادي الإفريقي قرابة الثمانين مليون دينار.

–لم أخسر بل دعمت النادي بقيمة 70 مليون دينار وليس 80.

 

-ولم تكن هنالك مداخيل؟

–طبعا هنالك مداخيل، وأنا بنيت استراتيجية مع الفريق أولها دفع وآخرها كسب.

 

-يعني لم تخسر مالا مع النادي؟

–لا بل خسرت، وأنا أردت في هذه الفترة أن أرتاح، لكن المجموعة التي تحاربنا جعلت الفريق في وضع استثنائي دفع بي إلى تأجيل عمليّة الإنتخابات، هذا كلّ ما في الأمر، قد تحدث الإستقالة من هنا إلى آخر السنة، أو قد تنتهي مدّتي بشكل عاديّ.

 

-ما صحّة ترشيح السيد نبيل القروي لخلافتك في رئاسة النادي واجتماعه بالسيد حمّادي بوسبيع الأب الروحي له؟؟

–ليس لديّ علم بهذا.

 

-ألا يقلقك بأن يخطط لخلافتك وأنت مازلت على رأس الفريق؟

–لا يقلقني، فقط لو قرروا القيام بذلك بطريقة حضارية وبينوا أنهم يريدون تجديد الدّماء مع إبقائي داعما للنادي لا مشكل لديّ، إذ في النهاية هو عمل تطوّعي يقع التداول عليه ونحن لن نفتكّ النادي غصبا.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.