الرئيسية » الهدهد » تصور نفسها “حامي الحمى”.. “نيويورك تايمز”: إيران تهيمن على العراق من الحليب إلى الدجاج وحتى المخدرات

تصور نفسها “حامي الحمى”.. “نيويورك تايمز”: إيران تهيمن على العراق من الحليب إلى الدجاج وحتى المخدرات

نشرت صحيفةنيويورك تايمز” الأمريكية تقريرا عن هيمنة إيران على العراق.. وتحت مقدمة نارية جاء فيها ” لو دخلت إلى أي سوق في العراق ستجد الرفوف مليئة بالسلع الإيرانية من الحليب إلى اللبن والدجاج وإذا شغلت التلفاز ستجد القنوات كلها تقريباً تبث برامج متعاطفة مع إيران “.

 

وإذا تم بناء مبنى جديد فمن المرجح أن الإسمنت والطوب مستوردان من إيران وعندما يشعر شباب العراق بالملل ويتعاطون الحبوب المخدرة فغالباً ما تكون المخدرات غير المشروعة مهربة عبر الحدود الإيرانية المخترقة.

 

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز تعمل الميليشيات المدعومة من إيران في جميع أنحاء البلاد على قدم وساق لإنشاء ممر لنقل الرجال والأسلحة إلى وكلائها في سوريا ولبنان.

 

وفي أروقة السلطة في بغداد فإنه حتى كبار المسؤولين في الحكومة العراقية العليا يحصلون على مباركة القيادة الإيرانية.

 

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، ركز الأمريكيون على المعركة ضد داعش في العراق، وأعادوا أكثر من 5 آلاف جندي إلى البلاد، وساعدوا على إجبار المسلحين للخروج من مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق.

 

ولكن إيران لم تتخل عن مهمتها، وهي السيطرة على جارتها بحيث لا يمكن للعراق أن يهددها مرة أخرى عسكرياً، واستخدام البلاد في السيطرة على ممر آمن من طهران إلى البحر المتوسط.

 

وقال “هوشيار زيباري” الذي أُطيح به في العام الماضي بعد أن كان وزيراً للمالية لأن إيران لا تثق بصلاته بالولايات المتحدة، إن “النفوذ الإيراني مهيمن وبالغ الأهمية”.

 

وفي بعض المراكز الحدودية في الجنوب، تعتبر السيادة العراقية فكرة مستبعدة، حيث تنتقل حافلات المجندين الشباب من الميليشيات إلى إيران دون التحقق من الوثائق، ليتلقوا التدريب العسكري قبل التوجه لسوريا حيث يقاتلون تحت قيادة ضباط إيرانيين دفاعاً عن الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وفي الاتجاه الآخر، يقوم سائقو الشاحنات بضخ المنتجات الإيرانية من المواد الغذائية والسلع المنزلية والعقاقير غير المشروعة إلى ما أصبح سوقاً حيوية.

 

فإيران تسيطر على كل مجالات التجارة، وفي مدينة “النجف” إيران هي المسؤولة حتى عن جمع القمامة، بعد أن منح مجلس المحافظة هناك عقد البلدية لشركة إيرانية خاصة، وقد أشار عضو مجلس المحافظة “زهير الجبوري” إلى الوضع الحالي بسخرية “نحن نستورد التفاح من إيران حتى نتمكن من توزيعه على الحجاج الإيرانيين”.

 

من الناحية السياسية، لدى إيران عدد كبير من الحلفاء في البرلمان العراقي الذين يمكن أن يساعدوا في تأمين أهدافها، كما أن نفوذها في اختيار وزير الداخلية، من خلال الميليشيات والمجموعات السياسية التي أسسها الإيرانيون في الثمانينات لمعارضة “صدام حسين”، أعطاها سيطرة كبيرة على تلك الوزارة والشرطة الاتحادية.

 

والأدهى من ذلك أن البرلمان أصدر قانوناً في العام الماضي يجعل الميليشيات الشيعية لاعباً دائماً في قوات الأمن العراقية، وهذا يضمن التمويل العراقي للمجموعات مع الحفاظ فعلياً على سيطرة إيران على بعض أقوى الوحدات.

 

والآن، مع الانتخابات البرلمانية الجديدة في الأفق، بدأت الميليشيات الشيعية تنظم أنفسها سياسياً لمسابقة يمكن أن تضمن المزيد من الهيمنة الإيرانية على النظام السياسي في العراق.

 

وللاستفادة من نقاط التأثير، تم تأسيس قنوات تلفزيونية جديدة بأموال إيرانية تربطها علاقات بالميليشيات الشيعية لإظهار إيران كحامٍ للعراق وتصوير الولايات المتحدة كعدو يخطط للتلاعب بالبلاد وتقسيمها.

 

في محاولة لاحتواء إيران، أشارت الولايات المتحدة إلى أنها ستترك القوات في العراق في أعقاب المعركة ضد داعش، وعمل الدبلوماسيون الأمريكيون على التأكيد بدور قوات الأمن الحكومية في القتال، ودعم رئيس الوزراء “حيدر العبادي” الذي بدا أكثر انفتاحاً على الولايات المتحدة من إيران.

 

ولكن بعد سحب الولايات المتحدة المفاجئ للقوات في العام 2011، لا يزال الثبات الأمريكي موضع شك هنا، كما يمثل فشلا ذريعاً للسياسة الخارجية الأمريكية تتقاسم مسؤوليته ثلاث إدارات متعاقبة.

 

كما لعبت إيران لعبة أكثر عمقًا وأسست علاقات دينية متشعبة مع الأغلبية الشيعية في العراق بالإضافة إلى شبكة واسعة من الحلفاء المحليين لتظهر كأنها المدافع الوحيد الموثوق به في العراق.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “تصور نفسها “حامي الحمى”.. “نيويورك تايمز”: إيران تهيمن على العراق من الحليب إلى الدجاج وحتى المخدرات”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.