الرئيسية » تحرر الكلام » أعترفوا و أعتذروا للعرب آيها الطغاة

أعترفوا و أعتذروا للعرب آيها الطغاة

أن آبشع آتفاقية عرفها التاريخ (( سايكس بيكو )) لن اخوض بتفاصيلها فلا أريد الوقوع بفخ ملل القارئ من المقالات الطويلة والسرد، بل أحاول بقدر أستطاعتي الأختزال وتوصيل الفكرة، وأنطلاقاً من ذلك فقط سأعطي نبذة بسيطة عن أتفاقية الشؤم، و التي كانت عبارة عن آتفاق و تفاهم سري بين بريطانيا وفرنسا بمصادقة روسيا، آنتهت بأعتمادها رسمياً بعد تفاوض سري و تبادل وثائق ما بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس في الحقبة الزمنية ( نوفمير 1915 ومايو 1916) والتي نصت على أقتسام مناطق الهلال الخصيب بالغرب الآسيوي بين بريطانيا وفرنسا طمعا بثروات الارض العربية و موقعها الأستراتيجي .

وعليه فأن الثلاث دول المذكورة إضافة لإمريكا فرعون العصر أن تقوم بالإعتراف بخطيئتها وجريمتها بحق الشعب العربي وتتقدم بإعتذار له، وتعوضه عن آثار تلك الإتفاقية، والذي لا زال الشعب العربي يدفع ثمنها ويعاني من ويلاتها حتى أصبحت المنطقة منطقة صراع دائم وعنف و تفتقد للسلام .

وعلى غرار تلك الإتفاقية جاء وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917 لإقامة وطن بديل لليهود على أرض فلسطين بالأتفاق مع قادة الحركة الصهيونية وابرزهم هيرتزل .

بالطبع! لم يكن هذا الوعد حباً باليهود، بل وجود مصلحة لبريطانيا وفرنسا وسائر دول آوروبا وايضاً تخلصاً من وجود اليهود ببلادهم لكثرة مشاكلهم .

عانت الشعوب العربية والمنطقة من تلك الإتفاقية المشؤومة وآثارها المدمرة، حتى يومنا هذا فبعد ما يقارب القرن، اليوم تُخدع الشعوب العربية بشعار الحرية والديمقراطية ودعم إرادة الشعوب بتقريرمصيرها، و يعود المشهد من جديد فكما خُدعت الشعوب العربية منذ قرن بشعار الحرية والأستقلال من الحكم العثماني فثارت الشعوب العربية بالجانب الآسيوي مطالبة بالأستقلال والتي لم يعلم العرب حينها ما يحاك لهم من مؤامرة لتقسيم الارض العربية بين بريطانيا وفرنسا على مبدأ فرق تسد لأقطار قائمة على فتيل نزاع ( قبلي حدودي  طائفي  عرقي ) يمكن أشعاله بأي لحظة وفق ما تتطلب المصلحة .

نرى اليوم ذات المشهد يتكرر وتُستغل مشاعر الغضب لدى الشعوب العربية من آنظمة الآستبداد والظلم والفساد وغياب العدالة الاجتماعية والديمقراطية وأرتفاع نسب البطالة والفقر .

بينما آدت سيطرت وهيمنة الغرب على المنطقة العربية أن يصبح قوة آقتصادية وعسكرية ودول تعنى برفاهية شعوبها على حساب الشعوب العربية صاحبة الحق بثرواتها، وآصبحنا كشعوب وأرض حقل تجارب للغرب وسوق مستهلك لمُنتجاته .

أن ما جلبته هذه الإتفاقية من ويلات على الشعوب العربية يتمثل :

اولاً: بوجود الكيان الصهيوني الذي فُرض على جغرافيا الوطن العربي ووجوده بين شعوب تكن له الكراهية، مما يجعل هذا الكيان يعمل دوما على زعزعة الأمن والأستقرار وبث الفتنة بالمنطقة، لأشغال الشعوب عن وجوده وضمان بقائه بأمان، كذلك فأن هذا الصراع يعمل على نشاط تجارة السلاح وآسرائيل آحد أهم الدول النشطة بتصنيع وتجارة السلاح .

ثانياً : الأنظمة العربية التي ولدت من رحم المستعمر، والتي تدين بالولاء والطاعة له وتعمل على تنفيذ وحماية مصالحه، والتي أحكمت قبضتُها على الشعوب العربية ومارست ضدها آسوأ انواع القمع، طوال قرن من الزمن، فتلك الشعوب بنظر حكامها ليس اكثر من ديكور يكمل مقومات قيام الدولة دون الأعتبار لشرعية حكمهم فهم يستمدون شرعيتهم من الغرب، وتجاهل الحُكام العرب أن الغرب قائم بعلاقته معهم على آسس مصالحه ومتى تعارضت تلك العلاقة معه، لا يجد حرجاً من الإنقلاب عليهم ودعم الشعوب بذلك، كآداة للخلاص من الحاكم الذي آنتهت مدة صلاحيته، والآتيان بحاكم موالي له من جديد بصبغة وطنية حديثة وما حدث بالسنوات الآخيرة لبعض حُكام العرب آكبر دليل .

إذاً لما لا يعتبر حُكام العرب من ذلك ؟؟ ويدركون أن قوتهم وبقاءهم محكومٌ برضا شعوبهم والتفافها حولهم وليس رضا الغرب ! لآدركوا مصدر القوة وادركوا ما تملك المنطقة العربية من مقومات للوحدة وثروات تجعل من العرب سادة للعالم وقوة جبارة بيدها القرار .

ثالثاً : أستغلال الدين من آجل تجهيل الشعوب وتسهيل عملية حكمها والتحكم بها وتوجيهها، ذلك من خلال تأسيس المدارس التكفيرية المتطرفة لمناهضة المد الشيوعي والحركات القومية العربية وآي حركة نهضوية قد تنهض بالآمة، والتي تتعارض مع مصالح المستعمر وظهر نتاج تلك المدارس بتخريج آجيال تعتنق الفكر المتطرف الذي نعاني منه منذ القرن الماضي ويظهر اليوم بقوة وسنبقى نعاني ما لم يتم تغيير المناهج التعليمية وتُغلق مدارس ومنابر التكفير .

لسوف تآتي آجيال تقلب الموازين بعد أن تدفع المنطقة ثمناً باهضاً من الأرواح والمال فالعصور الوسطى تعيد نفسها دون أخذ العبرة من التاريخ .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.