الرئيسية » تقارير » بعد تصريح “الجبير” الأخير.. “وطن” تفتح ملف تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية وتكشف المستور

بعد تصريح “الجبير” الأخير.. “وطن” تفتح ملف تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية وتكشف المستور

كتب- شمس الدرين النقاز”- كشفت تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي قال فيها إنه “طفح الكيل وعلى قطر وقف دعم جماعات مثل حماس والإخوان”، عن دور المملكة العربية السعودية في محاربة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والتضييق عليها وعلى داعميها على غرار دولة قطر.

 

وقال مراقبون ومحللون إن هذا التصريح الجديد أكد بما لا يدع مجالا للشك وقوف المملكة إلى جانب الإدارة الأمريكية في حربها المعلنة على “حماس” إرضاء للإدارة الإسرائيلية، وتمهيدا لوصول الأمير الشاب محمد بن سلمان إلى كرسي الحكم خلفا لأبيه.

 

تصريح وزير الخارجية السعودي، جاء بعد أيام من مهاجمة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حركة المقاومة الإسلامية حماس ووصمها بـ”الإرهاب”، تحت تصفيق أكثر من زعيم عربي، وهو ما أثار غضب الشارع العربي برمّته.

 

ترمب يصف حماس بـ”الإرهابيين”

وقال ترمب في خطابه خلال مؤتمر القمة العربية الإسلامية المنعقدة في المملكة العربية السعودية في 21 مايو الماضي، بعد أن وصف تنظيم الدولة الإسلامية وحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” بـ”الإرهابيين” “يجب على جميع الدول أن تحارب حماس أينما كانوا، فحماس تقتل الشعب الإسرائيلي بدون أي ذنب وتدعم العمليات الإرهابية في إسرائيل، فالولايات المتحدة لا تستطيع وحدها أن تحاربها فيجب علينا أن نضع أيادينا في أيدي رؤساء الدول العربية ونقف يد واحدة في وجهها“.

 

ووسط ترحيب الزعماء العرب بكلمة ترمب، ألقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كلمة عقب كلمة الرئيس الأمريكي، جاء فيها ”أنا أدعم كل من يحارب الإرهاب ولكن يجب أن نفرق بين الإرهاب وبين الاحتلال، فعندما تحتل دولة دولة أخرى فهنا يجب أن نعرف ونحارب هذا الإرهاب فحماس تدافع عن أرضها“.

 

وفي هذا التقرير تكشف صحيفة “وطن” النقاب عن تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية ومشاركة النظام السعودي في الحرب على حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وتضييق الخناق عليها لتقديمها لقمة صائغة للاحتلال الإسرائيلي.

 

فعلى غرار التطبيع المعلن بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربيّة، خيّرت القيادة السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، التطبيع السري مع الاحتلال الإسرائيلي طمعا في إرضاء إدارة البيت الأبيض.

 

ورغم عدم حديث المسؤولين السعوديين بصراحة عن تطبيع بلادهم مع الإسرائيليين، إلا أن تقارير إعلامية عربية وغربية، أكدت وجود تعاون سري في عديد المجالات بين تل أبيب والرياض وصل في فترة من الفترات إلى زيارة الواء السابق في القوات المسلحة السعودية أنور عشقي على رأس وفد مرافق له إلى إسرائيل.

 

عشقي يزور إسرائيل

ففي شهر يوليو الماضي، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن زيارة قام بها الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي إلى إسرائيل للقاء كلا من مدير عام وزارة الخارجية “دوري غولد” ومسؤول التنسيق الأمني في الضفة الغربية المحتلة “يوآف مردخاي” في فندق “الملك داود” في مدينة القدس المحتلّة.

 

وبعد نحو شهر من هذه الزيارة المستفزّة للرأي العام العربي الرافض لزيارة إسرائيل، كشف عشقي مجدّدا عن أنه يخطط لتكرار زيارته لإسرائيل، مؤكدا أن أحدا لم يحقق معه بعد الرحلة الأولى.

 

وقال عضو الكنيست عن حزب “ميريتس” اليساري عيساوي فريج، والذي كان من بين من التقاهم عشقي والوفد السعودي إن “السعوديين يرغبون بالانفتاح على إسرائيل، وهذا يعتبر أمرا استراتيجيا بالنسبة لهم وهم يرغبون باستكمال ما بدأه الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ولديهم الرغبة بالتقارب مع إسرائيل، هذا أمر واضح للعيان”.

 

عشقي الذي يرأس حاليا “مركز الأبحاث الاستراتيجية والقانونية”، ومقره في جدة، والذي سبق وأن عمل مسؤولا في الخارجية السعودية لبعض الوقت، علاقته بإسرائيل ليست جديدة، فقد أزيح الستار عن اتصالاته مع إسرائيل في حزيران/يونيو 2015 عندما ظهر في واشنطن إلى جانب السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، دوري غولد، أحد المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصاحب كتاب “كراهية المملكة: كيف تدعم المملكة العربية السعودية الإرهاب العالمي الجديد؟”.

 

تركي الفيصل يناظر يعقوب عميدور

وقبل ذلك بأشهر، نظم معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مناظرة تحت عنوان “محادثة حول الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط”، جمعت الجنرال الإسرائيلي، يعقوب عميدور (احتياط) مستشار الأمن القومي السابق بحكومة بنيامين نتنياهو، مع رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، وجه فيه حديث لعميدور قائلا “وقع اتفاقية السلام ويمكنك زيارة السعودية”.

 

كما كشف الأمير تركي الفيصل عن رغبة السعودية في بدئ تعاون شامل مع الاحتلال الإسرائيلي في شتى المجالات، حيث قال “إننا بالعقل العربي والمال اليهودي يمكننا المضي قدما”، مضيفا ”أقول دائما للمشاهدين اليهود أنه بالعقول العربية والمال اليهودي يمكننا المضي قدما بصورة جيدة، وفكروا ما يمكن تحقيقه في المواضيع العلمية والتكنولوجيا والمسائل الإنسانية والعديد من الأمور الأخرى التي بحاجة إلى النظر إليها”.

 

يشار هنا إلى أن الجنرال المتقاعد يعقوب عميدور أكد أن هناك لقاءات إسرائيلية سعودية غير رسمية  وأنّ هذه الجلسة ليست الوحيدة التي جلس فيها مع تركي الفيصل، فبعد هذا القاء بأشهر، نشرت تسيبي ليفنى، صورة على حسابها الشخصى على “تويتر” جمعتها بتركي الفيصل، على هامش اجتماعات منتدى دافوس الاقتصادى، وعلَّقت عليها بأنهما ناقشا الأوضاع في المنطقة ومستقبل عملية السلام، بصحبة وزير الخارجية الأردنى، ورئيس بنك الاستثمار الفلسطيني.

 

يذكر أن الأمير تركي كان قد كتب مقالا نشره في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، جاء فيه “كم سيكون باعثا على البهجة والسرور أن أتمكن من دعوة ليس فقط الفلسطينيين وإنما أيضا الإسرائيليين الذين أتقابل معهم للمجيء لزيارتي في الرياض، ولزيارة مسقط رأس أسلافي في الدرعية، التي لقيت على أيدي إبراهيم باشا نفس المصير الذي لقيته القدس على أيدي نبوخذ نصر وعلى أيدي الرومان”.

 

سلمان الأنصاري يدعو إلى التحالف مع إسرائيل

من جهة أخرى، دعا الكاتب والباحث السعودي سلمان الأنصاري، مؤسس ورئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية (سابراك)، والتي تعرف باللوبي السعودي في أمريكا، إلى تشكيل تحالف متكامل بين المملكة العربية السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أن هذا التحالف ليس من مصلحة البلدين فحسب، ولكن أيضا في مصلحة الشرق الأوسط بشكل أكبر وحلفائهم العالميين.

 

وقال الأنصاري في مقال نشرته صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أواسط شهر أكتوبر الماضي، إن وجود إيران كعدو مشترك يسرع أي نوع من التقارب بين ما اعتبرهم من أقوى دول منطقة الشرق الأوسط (السعودية وإسرائيل)، مشددًا على أن الأهم من التقارب، هو تأسيس علاقة أكثر متانة وعمقًا بين البلدين والتي تتشكل في سياق شراكة اقتصادية مفيدة للطرفين.

 

دور سعودي بارز في نزع سلاح “حماس”

على صعيد آخر، وصل التعاون السعودي الإسرائيلي الخفي إلى تفاخر قادة الاحتلال الإسرائيلي بدور السعودي وحليفتها الإمارات في نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بعد الحرب على غزة منتصف العام 2014، حيث فاجأ وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز مقدم نشرة أخبار القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي حينما قال له إن على إسرائيل أن تحدد دورا لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في عملية نزع سلاح حماس. وحينما سئل عما قصده بذلك، أضاف بأنه ينبغي استخدام الأموال السعودية والإماراتية لإعادة بناء غزة بعد تعطيل حماس.

 

وفي شهر نوفمبر 2014، نقلت الإذاعة العبرية، عن مصدر سياسي إسرائيلي بارز قوله إن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها السعودية لعبت دوراً في تقليص عمليات تهريب السلاح للمقاومة في القطاع بشكل جذري.

 

وذكر المصدر أن السعودية مارست ضغوطا كبيرة على الرئيس السوداني عمر البشير لكي يوقف التعاون مع الإيرانيين في تهريب السلاح للمقاومة في غزة، وإنهاء دور السودان كمحطة لنقل السلاح الإيراني.

 

وأشار المصدر إلى أن السعوديين استغلوا حاجة البشير للشرعية الإقليمية والدولية في أعقاب صدور قرار محكمة الجنايات الدولية باتهامه بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، وطالبته بوقف التعاون مع الإيرانيين كشرط لتطبيع العلاقات معه، وهذا ما حدث بالفعل.

 

ونوه المصدر إلى أن السلاح الإيراني الذي كان يتم تفريغه في ميناء “بور سودان” السوداني يتهم تهريبه براً عبر مصر إلى سيناء ومنها إلى قطاع غزة.

 

وشدد المصدر على أن الدور السعودي تكامل مع الدور الذي تقوم به السلطات المصرية التي قامت بهدم مئات الأنفاق التي كانت تستغلها المقاومة في نقل السلاح من سيناء إلى القطاع.

 

يذكر أن  عاموس جلعاد، رجل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الذي كان همزة الوصل بين إسرائيل ومصر في عهد مبارك والذي كان يشغل وقتها منصب مدير دائرة السياسات والعلاقات السياسية العسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلي، كان قد أخبر الأكاديمي جيمز دورسي بما يلي “كل شيء تحت الأرض، لا شيء معلن. إلا أن تعاوننا الأمني مع مصر ودول الخليج لا مثيل له. نعيش الآن أفضل فترات العلاقات الأمنية والدبلوماسية مع العرب.”

 

 

قد يعجبك أيضاً

4 رأي حول “بعد تصريح “الجبير” الأخير.. “وطن” تفتح ملف تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية وتكشف المستور”

  1. حفتر وغيرهم سيذهبون لمزبلة التاريخ. فقد فضحت ثورات الربيع العربي كل المتآمرين. وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا

    رد
  2. المستور يعلمه الكثير من العرب…آل سعود وعصابة ابناء زايد او مايسمى آل نهيان وآل زايد..من اصول يهودية حسب ما توصل اليه الكثير من المؤرخين العجم دون العرب…هذه الاسرة آل سعود وآل نهيان من بقايا يهود خيبر وبني قينقاع الذين كانوا يستوطنون يثرب…آل سعود هم قاعدة الصهيونية

    رد
  3. تنويه هااام ((يذكر أن الأمير تركي كان قد كتب مقالا نشره في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، جاء فيه “كم سيكون باعثا على البهجة والسرور أن أتمكن من دعوة ليس فقط الفلسطينيين وإنما أيضا الإسرائيليين الذين أتقابل معهم للمجيء لزيارتي في الرياض، ولزيارة مسقط رأس أسلافي في الدرعية،((قلعة الدرعيه هي اخر معقل لليهود في جزيرة العرب وكانت اول مقر حكم لال سعود بعد ان تم ترميمها والاستيلاء على جزيرة العرب )) هل هذه صدفه .. لنقرأ ما بين السطور لعلنا نعلم حقيقة ما يجري

    رد
  4. الأغلبية من العرب يعرفون أن تعاون الأسرة المالكة السعودية مع الحركة الصهيونية بدأت مع سيطرة قبيلة آل سعود على بلاد نجد والحجاز بدعم بريطاني كامل قبل قيام دولة الكيان الصهيونى،وأن النظام الوهابي السعودي الفاسد كان أول من آوى الهاربين من جماعة الإخوان المسلمين من مصر وكافة أنحاء العالم العربي،وأنهم هم وليس غيرهم من يقف وراء القاعدة التي أنجبت داعش والنصرة وأخواتهما،لكن فيما يتعلق بحماس تحديدا فإنني كمواطن فلسطيني لا أقبل بإتهامها بالإرهاب رغم خلاف الجذري معها،فقد جعلت من لفظة(المقاومة)صنما مقدسا يمنع المساس به،صورت للعالم أنها المقاومة الوحيدة وهذه كذبة كبيرة فهناك تنظيمات مقاومة أخرى لم تتوانى لحظة في مقاومة الإحتلال،وحماس(تحكم)القطاع وأهله منذ عشر سنوات بالحديد والنار،فسجونها تمتلئ بالمقاومين والصحفيين وكتاب الرأي،كل ما وصل لإغاثة أهل القطاع وبإسمهم باعته حماس جهارا نهارا في أسواقها المركزية بلا حياء،إحتكرت تجارة الأنفاق،أهانت الناس وعذبت وقتلت بإسم المقاومة والتي كان ضحاياها من أبناء الناس البسطاء والمدنيين وممتلكاتهم فيما لم نرى قيادي حمساوي إلا بعد الإعلان عن وقف مؤقت الغارات الصهيونية، فكان يظهر أحدهم على أطلال بناية وأمامه كم كبير من الميكروفونات ليشبعنا جملا رنانة لا تغني ولا تسمن من جوع،ويرى الجميع الآن النتائج،حيث تقوم شرطة حماس بحماية مشددة للحدود مع العدو لمنع أي عمل ضده،……..الخ فالقائمة تطول،ومع هذا فيبقى خلافنا مع حماس(سياسي بحت)وتبرأ من أي طرف آخر ينعتها بالإرهاب
    لقد جمعت مئات ملايين الدولارات لحماس من الشعب السعودي وتحت أنظار النظام،فما الذي يجري اليوم؟؟ إنه (الناتو العربي الصهيوني)الجديد المعلن من أرض الحرمين

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.