الرئيسية » الهدهد » صحيفة: ترامب غير نظرته تجاه الأسد بعد لقاء ابن سلمان وتدخل عسكري أمريكي عبر الأردن

صحيفة: ترامب غير نظرته تجاه الأسد بعد لقاء ابن سلمان وتدخل عسكري أمريكي عبر الأردن

حذرت الاستخبارات الروسية نظام “الأسد” والمليشيات الإيرانية، من تحركات أمريكية على الحدود الأردنية، بعد تواتر الأنباء عن قرب تدخل عسكري وشيك بقيادة أمريكية لإنشاء منطقة عازلة.

 

وتوقعت المخابرات الروسية قصفاً أمريكياً مكثفاً لدمشق يشمل القصر الجمهوري الذي يقطنه “الأسد”، وهو ما أكده مصدر إيراني حضر الاجتماع الثلاثي الذي جمع وزارء خارجية رسيا وإيران ونظام “الأسد”.

 

من جهتها، نشرت صحيفة “إزفيستيا” الروسية، تقريراً يصادق على هذه الأخبار، وقالت في تقريرها يوم أمس، إن القادة السوريين يخشون غزو القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية والأردنية جنوب البلاد بذريعة محاربة الإرهاب.

 

وقالت مصادر في أجهزة الأمن السورية لصحيفة “إزفيستيا” إن الخبراء يعتقدون أن الولايات المتحدة ستضمن وجودها في هذه المنطقة الاستراتيجية، وستحاول تشكيل منطقة عازلة لتفصل سوريا عن الجولان المحتل من قبل “إسرائيل”، هذا سيكون بمثابة حافز إضافي للمعارضة المسلحة، التي، بعد الضربات الصاروخية الأمريكية على القاعدة الجوية السورية، لا ترى حاجة ملحّة لإيجاد حل سياسي للصراع.

 

وتابعت الصحيفة: تعتقد دمشق أنه في المستقبل القريب ستدخل القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية والأردنية على الأراضي السورية، من منطقة درعا، بحسب المصادر في الأجهزة الأمنية السورية التي نقلت عنها صحيفة “إزفيستيا”.

 

ووفقاً للتقارير، يتم الاستعداد للغزو بحجة قتال تنظيم “داعش”.

 

وتابعت الصحيفة: الآن يسيطر على معظم محافظة درعا الجبهة الجنوبية جماعات من المعارضة المسلحة تشكلت في عام 2014. وهي تحصل على الأسلحة والذخيرة من الأردن، وهناك يعمل مدربون عسكريون غربيون يدربون مقاتلي المعارضة، وبالإضافة إلى ذلك يوجد في محافظة درعا إرهابيون من تنظيم “داعش”، وعلى أراضيها هناك قوات سورية أيضاً.

 

ووفقاً للمدير العام لمعهد المشاكل الإقليمية والخبير دميتري جورافلوف فإن التدخل المحتمل من قبل أمريكا والقوات الخاصة البريطانية والأردنية، سيكون للحرب ضد السلطات في دمشق.

 

وقال الخبير إن الضربات الأمريكية على المطار العسكري بيّنت أن مشكلة واشنطن الرئيسة هي بشار الأسد، والآن يريد الأمريكيون أن ينتقلوا إلى مرحلة الوجود العسكري في جنوب سوريا.

 

وأكد العميد السوري المتقاعد علي مقصود أن الوجود العسكري الأمريكي في جنوب البلاد في المقام الأول سيكون مهماً لحماية حليفها الرئيس في الشرق الأوسط “إسرائيل”.

 

وقال علي مقصود للصحيفة: ربما سيتم إنشاء منطقة عازلة تفصل بين سوريا وهضبة الجولان وتل أبيب، وبالتالي سيتم إغلاق مسألة عودة الجولان إلى سوريا.

 

وكان مصدر إيراني قد كشف أن محور مباحثات وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسوري وليد المعلم التي أجريت بعد قصف الشعيرات هو تغيّر الموقف الأمريكي تجاه سورية، والوضع على جبهتها الجنوبية.

 

وقال المصدر الذي رافق الوزير الإيراني في زيارته الأخيرة لموسكو إن “لافروف” أبلغ “ظريف” و”المعلم” بأن الاستخبارات الروسية رصدت تحركات على الحدود الأردنية السورية، وكشفت خطة أمريكية مضمونها أن تقوم الولايات المتحدة بقصف دمشق والقصر الجمهوري بشكل مكثف مثلما قصفت مطار الشعيرات بصواريخ التوماهوك، كي تمهد الأرضية لدخول المعارضة دمشق، وإسقاط الرئيس بشار الأسد.

 

وأوضح أن أحد أهداف قصف مطار الشعيرات كان كشف مدى فاعلية الأجهزة الدفاعية الموجودة في سوريا، مؤكداً أن الروس طلبوا إلى الإيرانيين والسوريين الاهتمام بموضوع الهجوم على دمشق عبر البوابة الجنوبية، ونصحوا “الأسد” وعائلته بالانتقال إلى مكان آخر خارج القصر الجمهوري يكونون فيه بمأمن من هجوم مباغت.

 

وبيّن أنه تقرر خلال المباحثات أن تقوم إيران بتأمين فوري لمقاتلين يتم نقلهم إلى الحدود الجنوبية لسوريا؛ لدعم القوات الموجودة هناك، لافتاً إلى أن “حزب الله” اللبناني نقل بالفعل ألفاً من عناصره نصفهم خبراء مدفعية وصواريخ من الجبهات المختلفة في سوريا إلى الجبهة الجنوبية.

 

وأكد المصدر أن “لافروف” أخبر المجتمعين أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون طلب إلى الروس، خلال زيارته لموسكو، وقف دعم “الأسد” والقبول بشخص آخر، حتى ولو كان من المجموعة الفعلية الحاكمة، كي يرأس حكومة انتقالية تسيّر الأعمال إلى حين تشكيل أخرى توافقية جديدة تشمل كل الأطراف.

 

وأوضح أن “تيلرسون” أكد أن “ترامب” غيّر موقفه بعد لقائه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبعض الزعماء العرب، ووصل إلى نتيجة هي أن أي مشروع حل سياسي لن ينجح ما دام “الأسد” موجوداً في السلطة، وكي لا تواجه سوريا مشكلة فراغ أمني وحكومي كما هي الحال مع ليبيا، فإن من الأفضل أن يتنحى “الأسد” عن السلطة بأي حجة يراها هو وحلفاؤه مناسبة، ويتسلم شخص آخر، يتم التوافق عليه، الحكم بدلاً منه، ويتم تشكيل حكومة انتقالية بعدها.

 

ولفت المصدر إلى أن “تيلرسون” ذكر أن واشنطن كانت مضطرة لمهاجمة مطار الشعيرات؛ بسبب الضغوط الخارجية والداخلية، وفي حال لم يشارك الروس الولايات المتحدة في إيجاد حل نهائي للأزمة السورية، فإن “ترامب” سيضطر إلى اتخاذ أي إجراء تراه إدارته مناسباً لإنهاء ذلك الصراع.

 

وأكد أن “لافروف” شدد على معارضة موسكو فكرة أن يحل شخص آخر مكان “الأسد”؛ إذ لا يوجد أحد بالمواصفات التي يبحث عنها الأمريكيون، فجميع الشخصيات السورية اليوم إما بجانب “الأسد” أو ضده.

 

وأفاد المصدر بأن جلسة المباحثات انتهت قبل مدتها الزمنية المحددة؛ لأن الروس أبلغوا حلفاءهم بمعطياتهم، وتقرر أن ينقل الوزيران الإيراني والسوري المعطيات الجديدة إلى حكومتيهما.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.