الرئيسية » الهدهد » رضاء بلحاج لـ”وطن”: “النداء” في تونس صار واجهة لحماية الفاسدين وتسريب القروي لا أخلاقي

رضاء بلحاج لـ”وطن”: “النداء” في تونس صار واجهة لحماية الفاسدين وتسريب القروي لا أخلاقي

حاوره: عبدالحليم الجريري (تونسوطن) ولد رضاء بلحاج في 16 فيفري 1962 بالعاصمة تونس، وهو محام  ورجل سياسي تونسي.

 

شغل منصب وزير معتمد لدى رئيس الحكومة في حكومة الباجي قايد السبسي، ثمّ أصبح في 2015 مديرا لمكتب رئيس الجمهورية التونسية إلى غاية 2 فيفري 2016.

 

هو اليوم عضو اللجنة التسييريّة لحركة نداء تونس وهو من المجموعة التي عارضت مبدأ التوريث بشدّة في حزب نداء تونس وانشقّت عن المجموعة المعروفة بمجموعة حافظ قائد السبسي.

 

معروف بعداوته السياسية لشخصيات مهمّة من بطانة رئيس الجمهورية الحالي السيد الباجي قائد السبسي مثل السيد سليم العزابي والسيد نور الدين بن تيشة ونجل الرئيس السيد حافظ قائد السبسي وغيرهم، وقد حاول السيد حافظ مدير حزب النداء التنفيذي إقصاءه من خلال مذكرة إيقاف عن النشاط صلب الحزب لكنّه رفض الإنصياع إليها خاصّة وأنه يعتبر نفسه قياديا مؤسسا لحزب نداء تونس ووجوده شرعيّ أكثر من غيره.

 

في الآونة الأخيرة وقعت صنصرة حلقة من برنامج “الموعد” الذي كان رضاء بلحاج حاضرا فيها، ما دعاه إلى إقامة ندوة صحافية يفسّر فيها دقائق هذه الحادثة وتفاصيلها، وقد تدخلت مجموعة أثناء الندوة لتشغب وتشوّش عليها لغايات أوضحها لنا السيد رضاء بالحاج من خلال حوار أجرته معه صحيفة “وطن”.

 

رضاء بلحاج قال لـ”وطن” إنّ ابن الرئيس وزوجته وغيرهما كانوا يتدخلون في عمله أيام توليه رئاسة الديوان الرئاسي وأنّ استقالته من الديوان كانت موقفا فرديّا اتخذه باختياره لهذا السبب وغيره، كما أشار إلى أنّ القول بأنّه تأثر نفسيا من مغادرته لإدارة مكتب الرئيس مجاف للحقيقة ما دام كتب استقالته بيده، مضيفا أنّ الذين فهموا أنه متأثّر نفسيا أوّلوا الواقعة كما شاؤوا، وأشار إلى أنّه يملك نفس الأفكار التي آمن بها منذ مشاركته في تأسيس نداء تونس ويريد المواصلة في بناء المشروع الذي يؤمن به، وهو التأسيس لنداء تونس حداثي يحقق التوازن في المشهد السياسي.

 

وانتقد رضاء بلحاج بشدّة الإنتدابات الأخيرة لنداء تونس معتبرا إياها انتدابات لرموز آخر أيام نظام ابن علي بل الذين أضرّوا ببن علي منهم، قائلا إنهم من رموز الدعاية الرديئة للنظام السابق وأنّه يمكن الحكم بالإعدام على النداء في شكله الحالي الذي أراده له حافظ قائد السبسي، وفي ما يلي نصّ الحوار كاملا:

 

-لو تفسر لنا لماذا صنصرت حلقتك على قناة حنّبعل تحديدا؟

–هي سابقة من نوعها، فمنذ مدّة هنالك توجّه نحو محاصرة الإعلام خاصة في ما يتعلق بالأخبار التي تخصّ مناطق النفوذ، والحوار الذي كنت أعتزم إجراءه على قناة حنبعل فيه حديث حول النظام السياسي، فكان موقفي أنّ النظام رئاسي وأنّ مراكز القرار ليست كلها عند الرئيس، ثم تطرّقت لدوري كمدير ديوان ربما ودور حركة النهضة في إضعاف النداء واختراقه، كذلك مسألة حكومة الوحدة الوطنية وحيثيات إزاحة الحبيب الصيد، كل هذه الأشياء أقلقت أصحاب النفوذ خاصّة وأنني دخلت أكثر في التفاصيل بحكم معرفتي ببعض الخفايا، وربما اعتبروا أن إثارتي لهذه المواضيع في هذه الفترة الحساسة لا يجب أن تحدث، كما أرى أنّ حركة النهضة أقلقها كلامي لأنّه متعدد المحاور، وأهم هذه المحاور هي زيارة المستير التي حدثت بطريقة فجّة أعادتنا إلى مظاهر ابن علي حيث رأينا تلك الصور الكبيرة ورأينا المدينة تحاصر، كذلك محور مدير الديوان وتأثيره على الحكومة وتدخلات العائلة الحاكمة.

 

-من الذي أرسل لك المجموعة التي أفسدت ندوتك التي أقمتها لتوضيح ما وقع في الحلقة الممنوعة؟؟

–هو بالتأكيد منسّق النداء عن دائرة تونس 2 وهو معروف بتعاملاته التي من هذا النوع كما أنّ الذي أسماه على رأس دائرة تونس 2 هو حافظ قائد السبسي ابن الرئيس، والشخص الذي يؤثر في هؤلاء ويقودهم من قديم هو حاجب الرئيس كريم بالضيافي، هؤلاء هم من كانوا وراء عملية إفساد ندوتي من خلال الشغب والتشويش وهو ما لم يحدث حتى في عهد ابن علي، فكانت سابقة خطيرة خاصّة مع حضور شخصيات وطنيّة.

 

-ماذا تعتبر هذا التصرف؟

–هو مرتبط كما قلت بإرجاعنا إلى المربّع الأوّل بطريقة فجّة.

 

-انت الآن في أي موقع سياسي تحديدا؟

–أنا في جبهة الإنقاذ، وفي الهيئة التسييرية لحركة نداء تونس.

 

-ماهي علاقتك بالسيد نور الدين بن تيشة؟

–علاقتي به انقطعت منذ مدّة طويلة، وحدثت بيننا حروب إعلامية منذ في السابق لأنّه من العناصر التي تطبّق سياسة التدخّل في الإعلام وتوجيهه واختيار المواجهين في المنابر وهذا تعودنا عليه منه، وحتّى المذكرة الأخيرة المسربة عن الرئاسة تؤكّد هذا الطرح لأنّها  تتحدّث عن الحملة الداعمة لقانون المصالحة.

 

-والسيد حافط قائد السبسي؟

–علاقتنا منقطعة.

 

-إذن كيف لم يقع إقصاؤك من نداء تونس إلى الآن؟

–القرار برفتي اتخذ أصلا ضدي وضد أربعة عناصر أخرى أو ثلاثة، لكننا اعتبرنا أنفسنا شرعيين في النداء ولم نستجب للقرار، مدير المكتب التنفيذي حافظ قائد السبسي يتصرّف بمفرده ونحن لا نخضع له ولا لقراراته، ويمكن أن تقول إنّه يوجد نداءان.

 

-هنالك من يقول إنك تأثرت نفسيا بعد إقالتك من الديوان الرئاسي لذلك بدأت توجّه سهامك الى رئاسة الجمهورية، ما رأيك؟

–هي أولا إستقالة وليست إقالة، ولديّ ما يفيد بذلك، وأنا استقلت رفضا للممارسات التي أصبحت تحدث في القصر كتدخّل العائلة في أشغال ديواني.

 

-من من العائلة تحديدا؟

–الإبن والزوجة والعائلة ككلّ، واستقالتي كانت موقفا فرديّا اتخذته باختياري، وحتى الرئيس الحالي عندما قرر إنشاء حزب نداء تونس قالوا له إنه لديه ولع بالسلطة، وأوّلوا كما شاؤوا لذلك لا غرابة عليهم بأن يقولوا إنني تأثرت نفسيا من مغادرتي الديوان، والحقيقة باختصار هي أنني رأيت أن ما يحدث في الحزب من توريث للسلطة وما يحدث في القصر من تدخلات في عملي لم يعد يتماشى مع قناعاتي، فقط، والآن لدي نفس الأفكار وأريد المواصلة في بناء المشروع الذي نؤمن به، وهو التأسيس لنداء تونس حداثي يحقق التوازن في المشهد السياسي.

 

-يقال إنّ الرئيس عرض عليك إما أن تستقيل من النداء أو الإستقالة من الديوان الرئاسي فاخترت الإستقالة من الديوان، وهذا التخيير لم يعرضه عليك بنفسه بل أرسل إليك السيد سليم العزّابي يخبرك به وهذا ساءك حسب علمنا، ما رأيك؟

–أجل حصل هذا، لكنه لم يفرضه عليّ بل خيّرني وترك لي فترة للتفكير.

 

-لكن هذا يدلّ أنك كنت ذاهبا نحو الإقالة فاستقلت مسبقا حفظا لماء وجهك.

–يمكنك اعتبارها ما شئت، لكن ما أنا متأكّد منه هو أنني اختلفت مع القصر في بعض الممارسات فخيّرت الإستقالة وبيننا الدليل والبرهان، أنا يوم 2 فيفري قدّمت الإستقالة ويوم 3 فيفري قبلت.

 

-تتهم السيد سليم العزابي بأنه ممن أطاحوا بحبيب الصيد، لماذا أطاح به يا ترى؟؟

–لا أريد الدخول في التفاصيل، لكن السيد سليم العزابي كان له دور سلبي في الإطاحة بالحبيب الصيد كما لحافظ قائد السبسي اليوم دور في محاولات الإطاحة بيوسف الشاهد.

 

-توجد محاولات للإطاحة بيوسف الشاهد اليوم؟

–نعم وهنالك تسريبات الهيئة السياسية للنداء تثبت ذلك، نفس العملية التي حدثت عندها للصيد، هنالك أطراف تريد إعادة الحركة مع يوسف الشاهد لأنّه ليس طيّعا بالقدر الذي كانوا ينتظرونه.

 

-لماذا أطيح بالحبيب الصيد حسب رأيك؟

–لأنّه مارس صلاحياته ولم يستجب لإملاءاتهم كما كانوا ينتظرون.

 

-ما الذي جعله من المغضوب عليهم يا ترى؟

–تطبيقه لسياسات مستقلّة عن إملاءاتهم كما قلت لك، لم يكن يستجيب في التسميات إلى المعيار الحزبي بل كان يأخذ بعين الإعتبار الكفاءة، ومثلا لم يستجب في التحوير الوزاري إلى توصيات النداء، وهذا ما نراه يحدث مع الشاهد الآن.

 

-الرئيس، أليس لديه يد في كلّ هذا؟

–الرئيس متماه مع طلبات إبنه.

 

-هنالك من يذهب إلى أنّ الرئيس يعدّ ابنه لخلافته، ما رأيك في هذا الطرح؟

–هنالك دوائر تفكّر في هذا لكن لا مجال إليه وتونس بعد الثورة لم تعد تقبل مثل هاته الأشياء كما أنّ السيد حافظ غير كفئ وإيصاله إلى السلطة يمكن له أن يضرّ بالبلاد.

 

-بالعودة إلى يوسف الشاهد، يمكن أن يقال قريبا حسب رأيك؟

–في الحقيقة هنالك تمشّ داخل النداء نحو إضعافه وإزاحته، لكن مصلحة البلاد اليوم تقتضي  أن تستقرّ رئاسة الحكومة.

 

-ولكنه عيّن بمباركة من رئيس الدولة واقتراح منه، كيف يتم الإيقاع به كما تفضلت؟

–الدوائر التي تحت الرئيس هي التي ترمي إلى هذا والشاهد لا يستطيع تلبية أوامرها لأنه لديه حدّ أدنى من النزاهة والوطنية، والأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج لا يمكن لها تلبية رغبات ضيّقة.

 

-ما رأيك في الانتدابات الجديدة في نداء تونس؟؟ برهان بسيّس مثلا!

–الإنتدابات الجديدة كارثة على الحزب لأنها استجلبت رموزا لآخر أيام نظام ابن علي بل الذين أضرّوا ببن علي منهم، لأنّ ابن علي كان له جانب إجابي وله رجالات دولة، لكن هذه الإنتدابات لم تشملهم بل شملت رموز الدعاية الرديئة له ضدّ الحركات الإحتجاجيّة التي حدثت في الثورة، ويمكن الحكم بالإعدام على النداء في شكله الحالي الذي أراده له حافظ قائد السبسي.

 

-وماذا يمثّل لك انتداب برهان بسيّس بالذات؟

–هو رمز الأيّام الأخيرة لبن علي، من هو رمز الدكتاتوريّة والفساد الذي كنّا نشاهده في الشاشات قبل الثورة؟ أليس هو؟

 

-يعني أن النداء قد يلبس رداء الفساد والدكتاتورية في حلّته الجديدة؟

–ليس هكذا بالضبط، لكن إرجاع رموز الأيام الأخيرة من نظام ابن علي إلى النشاط له رمزيّة سلبية وخطيرة، لو انتدبوا شخصيات دستورية لها قيمتها ووزنها لكان أفضل.

 

-قلت إن المنضمين الجدد للنداء يعملون لصالح النهضة وأنّ النهضة ساهمت في تشتيت النداء، كيف!؟

–يمكن أن تقول إنّها من خلال مساندتها لهذا الشق ساهمت في تقسيم النداء وأضرّت حتّى بنفسها لأنّ التوازن في المشهد السياسي يخدمها ويخدم النداء ويخدم الإنتقال الديمقراطي ككل، ففي إضعافها للنداء ضرب ضمنيّ لها وهي آخذة في نقل مشكلة النداء إلى نفسها.

 

-ولكن الإنتدابات الأخيرة من اختيار السيد حافظ قائد السبسي، والسيد حافظ له تسريب مؤخرا يقول فيه إن أفكاره تتضارب جوهريّا مع أفكار حركة النهضة، فكيف تقول إن انتدابات السيد حافظ تخدم النهضة؟

–هو يقول هذا ولكن ارتباطاته وعلاقاته معروفة، وأمله في التدرّج نحو مسؤولية كبرى لا يمكن أن يتمّ إلا برضاء حركة النهضة أو جزء منها.

 

-جبهة الانقاذ تعتمد في ما تعتمد على عدم التحالف مع النهضة، هل لهذا جاءت؟

–النداء عندما أنشئ كبرنامج كان مضادّا للنهضة بالمعنى الديمقراطي من دون إقصائها، والمشهد يقتضي وجودها، واليوم في المشهد السياسي لم يعد هنالك تمايز، حيث نجد الكتلة النيابية للنداء والتي تتبع حافظ قائد السبسي متناغمة مع النهضة، والنهضة أحيانا هي التي تسيّر هذه المجموعة في البرلمان للتصويت على مسائل خطيرة مثل المجلس الأعلى للقضاء والقانون المتعلق بالمناجم والطاقات الذي صوّتوا عليه مؤخرا، فبالنسبة للناخب إختلط مشروع النداء والنهضة، وجبهة الإنقاذ والتقدّم هي بمثابة برنامج حركة نداء تونس لكن في شكل تحالف وائتلاف له برنامج حداثي من دون معاداة النهضة.

 

-هنالك في جبهة الانقاذ من هو متخوف من مجرد وجود سليم الرياحي فيها، لماذا يا ترى؟

–لا أعلم لماذا يتخوّف هؤلاء، فالرجل ساند الباجي قائد السبسي مساندة مطلقة في الدورة الثانية، شارك في الحكومات سابقا، كما شارك في صياغة وثيقة قرطاج وهو اليوم سند للجبهة ولكن يبدو أنّ البعض يريدون إبعاد الديمقراطيين عنها، نحن اليوم إذا لم ننشئ قطبا موازيا لحركة النهضة فالإنتقال الديمقراطي في تونس مهدّد بالإنتهاء.

 

-ولكن يمكن أن تكون حركة النهضة هي المهيمنة في إطار ديمقراطي.

–إذا لم يكن هنالك شروط للتداول السلمي على السلطة فلا يوجد هنالك ديمقراطية، تماما مثل ما هو عليه الحال في تركيا، إذا لم يتوفر توازن في المشهد السياسي فهذا يعبّد لنظام استبدادي.

 

 

-اذا تواصلت وضعية النداء على هذا الحال هل يمكن لنا أن نراك تلتحق بالمشروع أو مستقبل تونس لصاحبه الطاهر بن حسين؟

–لا هذا غير مطروح، وخيار جبهة الإنقاذ استراتيجي لا رجعة فيه، سنكون في الجبهة سواء باسم النداء أو بنداء جديد.

 

-ما السر وراء انضمامك للنداء وقد كنت قبل الثورة قريبا من حزب التجديد؟

–قربي من التجديد قديم جدا، منذ أيام الجامعة، والتفكير السياسي لديّ تغيّر بعد الثورة، حيث أصبح الأمر متعلقا بانتقال ديمقراطي كما أنّ النداء يحوي مجموعة من الروافد كالليبيراليين واليساريين والنقابيين والدستوريين وغيرهم، وبإمكانك اعتباري قريبا من اليسار.

 

-هنالك من يقول إنّ النداء جاء أصلا من أجل ضرب حركة النهضة، وبزوال السبب يتصدّع البنيان، ما رأيك في هذا الكلام؟

–النداء كان ممكنا أن يستمرّ إلى ثلاثين سنة، لكن مسألة التوريث هي التي قوّضت المسار كلّه، ربّما كلامك صحيح وقد جئنا للتصدي لحركة النهضة.

 

-لماذا بقيت النهضة متماسكة خلافا لحالكم، رغم أن قواعدها متباينة الآراء؟

–أرى أنها ستتشتت هي أيضا والأيام بيننا، فالعديد من المنتمين إليها سوف يتحولون نحو أحزاب أكثر راديكاليّة كالتحرير أو الحراك أو التيار.

 

-أحزاب المعارضة تُجمع على أنّ حزب النداء جاء لحماية رجال الأعمال الفاسدين وليعيد التوازن للمنظومة القديمة، ما رايك في هذا الطّرح؟؟

–رجال الأعمال كانوا مكوّنا صغيرا في النداء.

 

-لكنّ أموالهم كبيرة.

–دعم رجال الأعمال لنا ليس خارج القانون، بل ينص عليه قانون الأحزاب، وانخراط رجال الأعمال معنا لم يكن كبيرا ودعمهم لنا قانوني.

 

-شفيق الجراية كان من أبرز داعميكم، ألا يدلّ هذا على أن له مصالح أراد حمايتها من خلالكم؟

–لكن أيام الحملة الإنتخابية لم يكن أحد من رجال الأعمال متحققا من النجاح، والنداء اليوم تحوّل لواجهة تحمي الفاسدين، خاصّة مع الإنتدابات الأخيرة.

 

-وسابقا ألم يكن كذلك؟

-لا.

 

-على ذكر الفساد والفاسدين، ما رأيك في قانون المصالحة الذي يطرحه رئيس الجمهورية؟

–أظن أنه يتوجّب على البلاد طيّ صفحة الماضي وأن تقع المصالحة، لكن مشروع المصالحة مرّ بمراحل وقد تقدمنا به عندما كنت مديرا للديوان الرئاسي وهو دستوري لكن حسب ما سمعت وقع تغيير بنود فيه، مع هذا وأمام الوضع الذي تعيشه البلاد أقول إنه لا بدّ من التوافق، جبهتنا مع المصالحة لكن في إطار العدالة الإنتقالية.

 

-قلت كلمة حقّ في الرئيس السابق المنصف المرزوقي، هل جاءتك توبيخات من مناوئيه؟

–لا يجرؤون على ذلك لأنهم يعرفون موقفي ويعلمون أنني أقول كلمة حقّ في صاحبها، المرزوقي له سلبيات وإيجابيات وأنا تحدثت عنها جميعها.

 

-لم يتصل بك أحد من القصر ليتذمّر من ذلك؟

–لا لأنني في قطيعة معهم، لكنني أتصور أن كلامي لم يعجبهم.

 

-ما علاقتك بقصر قرطاج اليوم؟

–قطيعة تامّة.

 

-لا نفهم كيف لم تؤثر عداواتك مع الحاكمين في القصر على علاقتك بالهيئة التسييرية في حزب النداء؟

–يجب أن تعرف أنني من مؤسسي نداء تونس، لكن عداوتي هذه على عكس كلامك أثّرت على علاقتي بالنداء من خلال إحالتي على لجنة النظام لكن لم يؤخذ ضدي قرار مكتوب، كله مشافهة.

 

-ما مدى جاهزيتكم للانتخابات البلدية المقبلة؟

–بصدد السعي إلى تجهيز الجبهة كي تصبح هيكلا إنتخابيا، وأتصوّر أن يكون لنا وزن فيها، ونحن نعتبر محطّة الإنتخابات البلديّة محطّة هامّة.

 

-ما رأيك في التسريبات الأخيرة للسيد نبيل القروي؟

–إذا كانت ثابتة تقنيّا فأنا أعتبرها ممارسات خاطئة ومدانة.

 

-هذا أقصى ما يمكن أن تصفها به؟ هنالك من يعتبره مافياويا أو غير أخلاقي حتّى.

–نعم أعتبره تصرفا غير أخلاقي، حتى من وجهة نظر أخلاقيات المهنة، وأظنّ أنه يضرّ بالمشهد الإعلامي.

 

-والتسريب الذي سبقه للسيد حافظ قائد السبسي؟

–هي تسريبات في مجملها تعبّر عن هيمنة على الحكومة وعن عقلية الغنيمة، لكنها غير منظّمة وأهدافها ليست واضحة.

 

-ما تعليقك على انحدار الدينار التونسي نحو التعويم؟

–أعتقد أن وثيقة قرطاج حوت مبادئ عامّة ولم يقع تحديد برنامج اقتصادي دقيق واقتصر الأمر على تطبيق إملاءات صندوق النقد الدولي والتي بالضرورة تؤدّي إلى هذه النتائج وإلى تدحرج الدينار نحو التعويم.

 

-هل باستطاعة تونس أن ترفض الإئتمار بأوامر صندوق النقد الدولي؟

–يمكنها التفاوض معه بشروط أفضل، لو أنه يوجد حول الحكومة حزام سياسي قويّ ولو وقع تشريك اتحاد الشغل في الحكومة كما يجب في الإختيارات فإنّ ظروف التفاوض كانت لتكون أفضل.

 

-ما رأيك في الأوضاع المحتقنة اليوم في بعض جهات البلاد؟؟

–مسألة طبيعية بالنظر إلى الوضع السياسي ونظرته للمنوال التنموي، ما لم يتغيّر خيار الحكومة ولم تخفّض من حدّة التباين بين الجهات ولم تستجب لاستحقاقات الثورة وتوغلت أكثر في الخيارات الليبيرالية سوف يظلّ الوضع على ما هو عليه، ويجب التعاطي مع هذه الإحتجاجات السلمية بالتفاوض.

 

-ما هو الحلّ من أجل تجاوز هذه الأزمة الاجتماعية التي تمر بها البلاد؟

–أعتقد أن الأزمة اليوم تتمثّل في أزمة حكم ولا يمكن تجاوزها إلا بصدمة، أي بإعادة التفاوض حول مفهوم الوحدة الوطنيّة، وإعادة تشريك كل القوى الوطنية فيها.

 

-ما هو تعليقك على زيارة بعض نواب المجلس الى سوريا ولقاء بشار الأسد؟

–زيارتهم للأسد لا تعني مساندته.

 

-لكنها تعني التطبيع معه.

–من حقّ النواب زيارته، وقد زاره نوّاب من البرلمان الأوروبي، وحتى من باب معرفة مسائل التسفير، أعتقد أن هذه الزيارة فيها إيجابيات.

 

-هل أنت مع تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد؟

–نعم وأرى أن طرد السفير من قبل الرئيس السابق لتونس كان خاطئا.

 

-أنتم في الحكم، لماذا لم تعيدوها؟

–كان من المفروض السير نحو إعادتها، والعلاقات مع نظام لا تعني بالضرورة الرضاء عنه.

 

-ولكن هذا ألا يبرر أن تكون هنالك علاقة بيننا وبين الإسرائيليين؟ إذ بإمكاننا القول إنّ التطبيع مع إسرائيل ليس بالضرورة تعبيرا على الرضاء على سياستها.

–المقارنة لا تجوز، لأنّ إسرائيل تعتبر قضية قوميّة واتخذت في شأنها قرارات من الجامعة العربية ولا مجال لإسقاطها على النموذج السوري.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.