الرئيسية » تقارير » من خلف الكواليس ووسط سرية تامة: هكذا تعقد التجارة بين إسرائيل ودول الخليج !

من خلف الكواليس ووسط سرية تامة: هكذا تعقد التجارة بين إسرائيل ودول الخليج !

 

كشف مدير عامّ شركة عرب ماركت (Arab Markets)، الاسرائيلية إليران ملول عن حجم نشاط الشركات الإسرائيلية ودول الخليج, مشيراً إلى أن هذا “الانجاز” ما كان له أن ينجح لولا “السرية التامة”.

 

جاء ذلك خلال مقابلة نشرتها صحيفة “المصدر” الاسرائيلية الناطق باللغة العربية, لافتة إلى أن نشاط ملول يرتكز في التجارة مع شركات مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الأردن ومصر.. وفق أقواله، تُعقد التجارة مع الدول العربيّة تحت غطاء ثقيل من السرية، حتى أن إسرائيل ليست لديها معطيات دقيقة حول حجمها. !

 

ما هي مجالات التجارة بين الإسرائيليين والعرب؟ يقول ملول.. “تُجرى التجارة في مجال التكنولوجيا والمواد الصناعية الخام، إضافة إلى مجالات سرية أخرى, لم يكن هذا السؤال هو الوحيد الذي حظي بإجابة قصيرة, فلم يحظَ أيضا السؤال كيف بدأت أعماله التجارية مع العالَم العربي بإجابة موسعة، بل تضمنت العبارة عن طريق تناقل “الأخبار بين الأشخاص”.

 

أية دولة عربية هي الأفضل لإسرائيل لإجراء علاقات تجارية؟!

لمزيد الدهشة- يقول الموقع الإسرائيلي- فإن العرب هم الذين يتوجهون ويبادرون أكثر, بالمُقابل يتغلب الخوف على حب الاستطلاع لدى الإسرائيليين. بما أن ملول يعمل في هذا المجال منذ ثماني سنوات، يتعرض في أحيان كثيرة إلى صعوبة في عقد صفقات بسبب الشكوك طويلة السنوات بين الإسرائيليين والعرب. “فمن جهة، هناك شركات إسرائيلية منتجاتها ملائمة للبيع في الدول العربية، ولكنها ليست مستعدة لإرسال عمالها إلى هذه الدول، ومن جهة أخرى، هناك شركات إسرائيلية نجحت “بالتمتع” بالتجارة مع العالَم العربي، وباتت ترغب في عقد المزيد من الصفقات معه”.

 

وبشكل شخصي، يشير ملول إلى الدولة ذات الاحتمال المرتفع للمبادرين الإسرائيليين وفق اعتقاده. “تشكل السعودية سوقا قويا جدا. يعتبر سوقها صعبا في الواقع، ولكنه السوق الأهم في الخليج، ولديها احتمال مرتفع من حيث حجم التجارة مع الإسرائيليين”.

 

“هناك سبب منعكم من أن تسمعوا عن شركتنا حتى يومنا هذا”

تؤثر الأحداث الدبلوماسية والأزمات السياسية في نشاطات المجتمَع، ولكن وفق أقوال الخبير ملول فإن “هذا يؤثر بشكل أساسيّ في الصفقات الجديدة، لكنها لا تؤثر في الصفقات الجارية”. يضيف ملول موضحا أنه رغم عدم الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط، فإن حجم نشاط شركته آخذ بالازدياد سنويا فحسب. “نتابع عملنا التجاري أثناء الأزمات أيضا. فمنذ البداية نعرف أننا  نعمل في مجال معقّد وحساس لذلك نحن مستعدون لكل السيناريوهات”.

 

يحافظ ملول جدا على خصوصية زبائنه طيلة المحادثة وعلى عدم الكشف عن تفاصيل قد تعرضهم للخطر… فقد منحت له هذه السرية شهرة جيدة في الدول العربيّة. قائلأً ” هناك حالات كان في وسعنا توفير مبالغ مالية تصل إلى عشرات تكاليف الإنتاج على مصنع عربي باستخدام التكنولوجية الإسرائيلية، ولكن رجل الأعمال العربي يتساءل “ما الفائدة من توفير أربعة ملايين دولار، إذا بدأ الزبائن بمقاطعة منتجاتي والتشهير بسمعتي بعد صفقة كهذه”.. إحدى المهام الخاصة بشركتنا “عرب ماركت” كما يقول هي ضمان السرية حول عقد الصفقة. “هذا هو السبب أنكم لم تسمعوا عن شركتنا حتى يومنا هذا”.

 

الأفضلية الإسرائيلية

نجح أحد مشاريع ملول في الخليج في السنة الماضية بعد أن اختار زبون من الخليج اقتراحه رافضا اقتراحات أوروبية أخرى، رغم أنه كان يعرف أن ملول وشركته إسرائيليين. “كل من يعمل في مجال التجارة في يومنا هذا في الدول العربيّة، ظاهريًّا لديه المزيد من الأسباب لاختيار عدم التجارة مع إسرائيل، ولكن هذا صحيح حتى تظهر الحاجة إلى أفضلية التفوق التكنولوجي والتوفير الاقتصادي”.

 

ولكن هناك أفضلية أخرى لدى الإسرائيليين مقارنة بالأوروبيين-كما يقول الموقع- وهي القرب الجغرافي بين إسرائيل ودول الخليج. “تصل البضاعة التي تخرج من إسرائيل خلال عشرة أيام تقريبا إلى كل مكان في الشرق الأوسط. بالمقابل، إذا اشترت إحدى الدول العربية بضاعة من أوروبا فإن وصول البضاعة إليها قد يستغرق شهرا حتى شهر ونصف.

 

خفض مستوى التجارة أثناء رمضان، وعدم خوف ملول من اتفاقية سلام

عندما يتحدث ملول عن شركائه التجاريين في الدول العربيّة هناك شعور واضح من التقدير والاحترام لهم. “نحترم شركاءنا جدا، ونعمل كل ما في وسعنا من أجلهم. فنحن نبذل قصارى جهودنا لتلبية طلبات الشركات العربية”. يؤثر العمل مع شركاء مسلمين في دوام عملي أيضا بصفتي رجل أعمال يهودي. يوضح ملول أنه “من يعمل أقل أثناء شهر رمضان” كشركائه المسلمين.

 

أثناء المقابلة سأل ملول إذا كانت اتفاقيات السلام المستقبلية بين إسرائيل والدول العربية ستلغي الحاجة إلى خدمات شركته. كانت إجابته قصيرة وهادفة. “لسنا بحاجة إلى اتفاقية سلام للعمل، ولكنها لن تؤثر في مصالحنا التجارية بل على العكس. سنواصل نشاطنا على أي حال، حتى وإن أغلِقت غدا المعابر الحدودية”. !!

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “من خلف الكواليس ووسط سرية تامة: هكذا تعقد التجارة بين إسرائيل ودول الخليج !”

  1. لو عدنا لعقدين من الزمن حين كان الانجليز يبحثون عن بديل لهونج كونج قبل تسليمها للصين وكانت الكويت مرشحه لولا ان غزو العراق حال دون اتمام هذه الصفقه ، وفيما بعد كانت الامارات هي الخيار الثاني حيث تم الاتفاق على ضخ استثمارات ضخمه في مجال البناء والاتصالات والبنا التحتيه في مقابل تتفيذ بعض المخططات الشيطانيه .. ولمن اراد المزيد فليراجع مقالات نعوم تشوفسكي ليعلم كيف تدار الامور في مزارعنا العبريه .

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.