الرئيسية » تقارير » الإسرائيليون يصرخون.. كنا نعتقد ترامب المسيح الذي سيخلصنا من العذاب لكنه قد يكون أكبر كابوس لنا

الإسرائيليون يصرخون.. كنا نعتقد ترامب المسيح الذي سيخلصنا من العذاب لكنه قد يكون أكبر كابوس لنا

 

“من مسيح جاء بأعجوبة لتخليص إسرائيل من عذاب سلفه، يمكن أن يكون ترامب أكبر كابوس لليمين الإسرائيلي”.

 

هذا ما خلص إليه “حامي شيلو” مراسل صحيفة “هآرتس” في نيويورك، تعليقا على المكالمة الهاتفية التي جرت الأسبوع الماضي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).

 

وقال “شيلو” إن هذه المكالمة يجب أن توتر المستوطنين اليهود في إسرائيل، كونها تظهر رغبة ترامب في التوصل لـ”اتفاق شامل لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني” وتؤكد أنّه “آن الأوان لإنهاء المسألة” مثلما أعلن البيت الأبيض بعد انتهاء المكالمة.

 

وأضاف: “لم ينتبهوا في اليمين خلال الاحتفال برحيل أوباما بأنه أيضًا أعلن عن نيته نقل السفارة الأمريكية للقدس وكذلك تعهد مساعدوه لإسرائيل بأنها تستطيع العمل كما يحلو لها”.

 

ولفت إلى أن ترامب كرجل أعمال يرى  أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ممكن، ويطمح في التوصل لـ”أصعب اتفاق”، الأمر الذي دق ناقوس الخطر في اليمين.

 

“شيلو” أشار إلى أن ما يزيد الطين بلة، أنه في حين كان أوباما مضطرا للأخذ في الاعتبار نفوذ اللوبي الموالي لإسرائيلي والأغلبية الجمهورية في الكونجرس، والكتلة المتشددة في حزبه الديمقراطي، فإن ترامب لا يكترث بكل هذه الأمور، فالحزب الجمهوري لن يتجرأ على معارضته، كما فعل مع أوباما، وهو ما تجلى في المرونة المثالية التي يبديها الجمهوريون تجاه القضايا الداخلية والتوجهات التي يتبناها ترامب كإلغاء قانون التأمين الصحي الذي أقره أوباما، أو في الشئون الخارجية، كالتقارب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

الصورة الكاملة قد تتضح خلال المباحثات التي يجريها المبعوث الأمريكي جاسون جرينبلات الذي يزور إسرائيل ورام الله حاليًا.

وبحسب مراسل “هآرتس” فإن الدول العربية “المعتدلة” قد أوضحت لترامب أنه ليس هناك حل للمسألة باستثناء حل الدولتين في إطار مبادرة السلام السعودية.

 

وأوضح أن الدول العربية  “المعتدلة”، مثل نتنياهو تمامًا تسعى لتعزيز مكانة ترامب في مواجهة إيران، لكنها وبعكس رئيس الحكومة الإسرائيلية، أوضحت للرئيس الأمريكي الجديد أن الطريق الوحيد لتشكيل جبهة سنية يمر عبر حل القضية الفلسطينية، أو على الأقبل إظهار تقدم ما باتجاه الحل، مضيفًا “عندما فهم الرئيس الفلسطيني عباس نهاية الأسبوع أن ترامب استوعب الرسالة، قفز من الفرح”.

 

“إذا أعلن البيت الأبيض في عهد أوباما بعد مكالمة مع عباس اعتقاده أن معاهدة سلام إسرائيلية فلسطينية “سيكون لها أصداء إيجابية في المنطقة والعالم”، لكانوا انقضوا عليه في اليمين الإسرائيلي والأمريكي بغضب شديد؛ لأنه تجرأ على الربط بين تسوية الصراع وبين مشاكل أخرى بالمنطقة، ولأنه يميل لقبول الحجة السلبية حول مركزية الصراع في النسيج الإقليمي، لكن عندما يقول ترامب ذلك، يصمتون جميعا كالسمك، وهو ما سيستمر أيضا لاحقا”. بحسب “شيلو”.

 

وأضاف مراسل الصحيفة في نيويورك”على تلك الخلفية، تردد أمس كلام حول مؤتمر سلام إقليمي يفكر ترامب في عقده، في الأردن، أو مصر، وربما في السعودية. منذ فوزه في الانتخابات بذل ترامب والبيت الأبيض جهدًا ملحوظًا لحل الخلافات مع السعودية ودول الخليج، التي فضلت عليه كلينتون”.

 

واستعرض “شيلو” عددًا من الخطوات التي يرى أنها تظهر ميل ترامب لتوطيد العلاقات مع الرياض قائلاً: ”رغم حقيقة أن 15 من أصل 19 إرهابيا أسقطوا برج التجارة العالمي، جاءوا من السعودية، فلم يدرجها ترامب في قائمة الدولة التي يحظر هجرة مواطنيها للولايات المتحدة”.

 

وزاد بالقول :”ترامب على وشك المصادقة على صفقة سلاح بقيمة 390 مليون دولار مع السعودية.. ويسعى لتكثيف الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن، ومن المتوقع أن يزور خلال الأسبوع الجاري، وزير الدفاع وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان البيت الأبيض، لترتيب كل هذه الخطوات مع ترامب”.

 

“ليس أقل من ذلك” لدى ترامب وأسرته علاقات اقتصادية في عدد من دول الخليج. واعتادوا الانشغال مع كبار المليارديرات الذين هم على شاكلتهم، ويتحدثون لغتهم، وليس مع رؤساء وزراء يدخنون السيجار الكوبي ويحتسون الشامبانيا الوردية لدى منتجي هوليوود (في إشارة لنتنياهو المتورط في قضايا فساد). من هذا المنطلق، تواصل السعودية استخدام تأثيرها الكبير على وزارة الخارجية الأمريكية، المستمر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، رغم أن الولايات المتحدة أقل تعلقًا بالنفط السعودي أكثر من أي وقت مضى”.

 

مراسل “هآرتس” قال إن إسرائيل فضلت إخراج علاقاتها الخفية مع الدول السنية للعلن في محاولة لإقناع العالم برُمّته، أنه يمكن التأقلم والاندماج في الشرق الأوسط رغم استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

 

واستدرك “لكن تلك الجبهة السنية سيف ذو حدين: بعد أن استثمرنا معها الكثير من الجهد، سيكون من الصعب للغاية رفض طلبها بتسوية القضية الفلسطينية، خاصة إذا ما كانت تلك الخطوة مدعومة من قبل ترامب”.

 

المصدر: ترجمة وتحرير مصر العربية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.