الرئيسية » الهدهد » المونيتور: في السعودية فقط.. حفلات الغناء تفتح أبواب الشر

المونيتور: في السعودية فقط.. حفلات الغناء تفتح أبواب الشر

“برعاية الأميرة عادلة بنت الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث وحضور عدد من الأميرات السعوديات شهدت العاصمة الرياض في 14 فبراير الحالي حفلا غنائيا للفنانة السعودية وعد وكان مخصصا للنساء فقط، تكريما لذكرى الفنان السعودي الراحل طارق عبد الحكيم المتوفى عام 2012”.

 

وأطلق بعدها مغردون سعوديون في العاصمة الرياض هشتاغ نطالب_بمحمد_عبده_بالرياض ، بعد الإقبال الكبير الذي شهدته الحفلة الغنائية الحاشدة التي شارك فيها الفنان السعودي محمد عبده مع اثنين من الفنانين الخليجيين داخل الصالة المغطاة في ستاد “الجوهرة” الرياضي بمدينة جدة الساحلية 30 يناير الماضي، وحضرها أكثر من 6 آلاف سعودي كلهم من الرجال. حسب ما ذكر موقع المونيتور الأمريكي.

 

وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وطن أن المفتي العام في السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وهو قائد المؤسسة الدينية في السعودية وحفيد محمد بن عبدالوهاب كان الصوت البارز الذي صرح علنا عن موقفه من الحفلات الغنائية في مقابلة مع قناة “المجد” السعودية في 13 يناير الماضي، قائلا: إن الحفلات الغنائية والسينما يشكلان ضررا وفسادا، وإنهما من أبواب الشر على المسلمين.

 

واستطرد الموقع: وبعد يومين من تصريح عبد العزيز آل الشيخ الرافض لإقامة الحفلات الغنائية ودور السينما، قام رئيس الهيئة العامة للترفيه أحمد الخطيب، التي أنشئت بأمر ملكي في 8 مايو الماضي بزيارة آل الشيخ ليشرح له خطة هيئة الترفيه المستقبلية وبرامجها وطمأنته إلى مراعاة الضوابط الشرعية، التي تطلق عادة على الفصل بين الرجال والنساء خلال إقامة الحفلات الغنائية.

 

وأوضح المونيتور أنه على الرغم من أن أغلب أعضاء هيئة كبار العلماء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعتنقون المنهج السلفي الذي يعتبر الغناء من لهو الحديث المحرم، خصوصا إذا كان مصاحبا للموسيقى والاختلاط بين الرجال والنساء، إلا أن هؤلاء العلماء وأصحاب المناصب الدينية الذين تم تعيينهم من قبل الديوان الملكي يخفون آراءهم الحقيقية تجنبا لغضب الديوان الملكي ويمتنعون عن التصريح العلني بما يعتقدون أنه مخالف للقرارات الملكية وللتوجهات الجديدة للديوان الملكي الأكثر انفتاحا المتعلقة بالحفلات الغنائية والعروض السينمائية المعتمدة في برنامجها الترفيهي لعام 2017 الذي أعلنت عنه هيئة الترفيه التي يرعاها محمد بن سلمان ضمن برنامج رؤية 2030.

 

ورغم أن كل المهرجانات الثقافية والحفلات الغنائية لا تقام في السعودية، إلا بعد الحصول على موافقة من أمير المنطقة أو من يمثله، وأغلب الأغاني السعودية يكتبها شعراء أمراء مثل بدر بن عبد المحسن وسعود بن عبدالله، إلا أن السلفيين يتحاشون توجيه النقد العلني إلى أفراد الأسرة المالكة ويوجهون جام غضبهم وعباراتهم المسيئة ضد الفنانين المشاركين بالحفلة، وفي مقدمتهم الفنان السعودي محمد عبده.

 

كما سبق وأعلن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد خلال مؤتمر صحفي في عام 2009 عن إلغاء الحفلات الغنائية نهائيا من المهرجانات السياحية السنوية التي تقيمها مدينة أبها منذ صيف 1998 والاكتفاء بالأنشطة الثقافية والفولكلورية، استجابة في ما يبدو لضغوط المتشددين السلفيين حينها، رغم أنه علل قراره للإعلام بأنه لا يعتبر الحفلات الغنائية من الفعاليات المهمة، وأنه متحفظ على إقامتها، وقد وجد هذا القرار ارتياحا لدى المحافظين.

 

وأصدرت الرياض في وقت سابق قرارات عدة تهدف إلى إضعاف نفوذ المتشددين في المؤسسات الدينية مثل قرار مجلس الوزراء الصادر في إبريل عام 2016 بإعادة تنظيم صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنعها من ملاحقة الأشخاص أو القبض عليهم واستجوابهم وقد نفذت الهيئة ذلك القرار، وكذلك الأمر الملكي الصادر في ديسمبر الماضي بإعادة تشكيل هيئة كبار العلماء وزيادة عدد أعضائها الـ19 الموجودين منذ عام 2013 إلى 21 عضوا مع استبدال تدريجي للأعضاء المتشددين فقهيا بآخرين معتدلين يتوافقون مع السياسة الجديدة للديوان الملكي في الرياض التي تسعى إلى انفتاح المجتمع السعودي خاصة فيما يتعلق بنظرته المحافظة تجاه الفنون والمرأة.

 

واختتم المونيتور بأن النظام الملكي في السعودية يستمد شرعيته من الشريعة الإسلامية، ويلتزم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما جاء في المادة 23 من النظام الأساسي للحكم الدستور، وهذا يعني أن الرياض ما زالت في حاجة إلى المؤسسة الدينية ودعاتها السلفيين لتثبيت شرعيتها السياسية، ولأن نظام الحكم الملكي المطلق فيها لا يقبل بفكرة التحول إلى ملكية دستورية برلمانية فهو مضطر في سعيه لتحقيق رؤيته الاقتصادية إلى احتواء كبار علمائه ودعاته الغاضبين، إما بعزلهم وتهميشهم وإما بتقريبهم وإغرائهم بالمنح المالية والوظيفية، وفي الحالتين ستفقد الحكومة السيطرة على آلاف الشباب المندفعين دينيا، وهؤلاء سيصل بهم الحال إلى أن يفقدوا الثقة برجال الدين المقربين من الحكومة أو فقد تواصلهم بالعلماء المعزولين والمغضوب عليهم، وفي الحالتين ستفتح أبواب الشر على المؤسستين السياسية والدينية على حد سواء.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.