الرئيسية » الهدهد » كاتبة أمريكية: الشباب المصري يعاني حالة من الإحباط.. وهذا سبب فشل ثورة يناير

كاتبة أمريكية: الشباب المصري يعاني حالة من الإحباط.. وهذا سبب فشل ثورة يناير

سجلت الصحفية والكاتبة الأمريكية رايتشل أسبدن في كتابها “جيل الثورة”، إحباط عدد كبير من شباب مصر، معتبرةً أن كثيرًا منهم يؤمن أنه لم يعد كافيًا لمصر، بدليل إقبال نسبة كبيرة منهم على الهجرة، لتستشهد الأخيرة بقصص تحمل معاناة عدد من الشباب بعد الثورة والتي انتهى بعضها بالهجرة، لتصف الأخيرة الصراع النفسي الذي يدور بشكل يومي في عقول الشباب بأنه صراع بين السياسة والطبيعة الإنسانية.

 

واهتمت صحيفة نيويورك تايمز بعرض جانب نقدي للكتاب، لتصف الأخير بأنه صراع مصيري بين الرضا بالأمر الواقع والتغيير، لتنقل تساؤلات “أسبدن” حول إمكانية حدوث تغيير حقيقي في العالم العربي، وفي العالم بالتبعية، وحالة الاضطراب والعنف المتبادل سواء من الجانب الثوري أو السلطوي، لتتابع الأخيرة ولماذا كان الكثيرون مستعدون للمخاطرة بكل شيء في ثورة 2011 ليركنوا إلى الراحة بعدها بعامين رغم تعرضهم لظروف قاسية.

 

وعرضت الصحيفة في تقريرها جانب من الشخصيات المحورية في كتاب “أسبدن” موضحةً أن الكاتبة انتقلت إلى مصر عام 2003 ووقعت في غرامها من اللحظة الأولى لتمكث فيها وتتعلم اللغة العربية، وتستلهم منها كتابها الأول، مضيفةً أن شخصية “أمل” على سبيل المثال قد تشكل مفاجأة للبعض، فهي فتاة التي كسرت جميع “التابوهات” بخروجها من قريتها والذهاب للقاهرة للاستقلال لتبدأ “أمل” مرحلة جديدة بتحديات جديدة يظهر فيها التكلفة القاسية من التمرد، وتصل الحبكة الدرامية إلى أقصاها عندما تلجأ أمل المسلمة إلى الكنسية لمساعدتها إلا أن أهلها يحبسونها في القرية خوفًا من إشاعات عن تغييرها دينها، ليمنعوها عن إكمال مسيرتها في التعليم وتنتهي قصة أمل بالزواج من أجنبي والهجرة.

 

وأوضح التقرير، أن الكاتبة لا تلقي باللوم بشكل مطلق على النظام، مستشهدًا بجانب من التناقضات الأخلاقية التي وضعتها في إحدى شخصياتها “مازن” متعدد العلاقات النسائية إلا أنه في الوقت ذاته يتمنى أن يحظى بتلك الفتاة البريئة التي لا تعرف شيئًا عما يحيط بها.

 

وأورد التقرير عددًا من الانتقادات الموجهة إلى الكاتبة، كونها بنت قصصها على فترة الـ18 يوما من أحداث ثورة يناير، لتصف ميدان التحرير بمرادف للأمل، إلا أن كتابها لا يتطرق بما فيه الكفاية لتلك الفترة، حتى الشخصيات تشهد حيرة موترة ومربكة أحيانًا كثيرة وتناضل تحت وطأة صراعات متشعبة لتحقيق التوازن سواء من العائلة، الأصدقاء، الإيمان وفوق ذلك كله السياسة.

 

وخَلُصت “آسبدن” في كتابها إلى أن السبب الحقيقي وراء فشل ثورة يناير هو أن الشباب سعوا إلى التغيير من خلال أفقهم المحدود للغاية وهو السياسة والسلطة في الوقت الذي كان يجب أن ينظروا فيه إلى الصورة الكلية سواء دينية أو عائلية أو مجتمعية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.