الرئيسية » تقارير » ستراتفور: روسيا تتطلع للخروج من المستنقع السوري.. لا تريد التورط كأمريكا في العراق

ستراتفور: روسيا تتطلع للخروج من المستنقع السوري.. لا تريد التورط كأمريكا في العراق

نشر معهد ستراتفور الأمريكي تقريرا عن سيطرة النظام السوري على مدينة حلب, لافتا فيه إلى انه مع بسط النظام نفوذه على حلب استطاعت بذلك القوات السورية الموالية للأسد تأمين أكبر انتصار لها في الحرب الأهلية التي استمرت 6 سنوات تقريبا في البلاد.

 

وأوضح المعهد الأمريكي في تقرير ترجمته وطن أنه يبدو أن الأسد قد نجا من تهديد خطير ببسط نفوذ إدارته على أجزاء رئيسية من البلاد، حيث لعب الدعم العسكري والدبلوماسي والمالي من إيران وروسيا دورا كبيرا في فوزه، ولكن على الرغم من القضية المشتركة في سوريا والموارد الكبيرة التي أنفقتها روسيا وإيران، إلا أن كل منهما كان له أهداف وتطلعات مختلفة.

 

واستطرد المعهد الاستخباري أن روسيا أظهرت تعهدها بالمحافظة على دعم الموالين لها في سوريا، ولكن التزام موسكو في النزاع ببساطة لا يرقى إلى مستوى طهران، حيث من خلال تدخلها في سوريا روسيا تسعى لزيادة مكانتها في الشرق الأوسط وإظهار مكانتها العالمية، والحد من خطر التطرف وتحقيق النفوذ في المفاوضات مع الغرب، بينما إيران من ناحية أخرى ترى أن الحرب الأهلية السورية مواجهة حاسمة في معركة وجودية تتصل مباشرة بالأمن الجيوسياسي.

 

كما أن إيران ملتزمة بتحقيق انتصار عسكري كامل بغض النظر عن التكلفة، ولكن روسيا أقل رغبة في الاستمرار في المشاركة في صراع مفتوح في سوريا وستنسحب حينما تصل حملتها إلى نقطة عالية، ولكن الحرب في سوريا لم تنته بعد.

 

وأشار ستراتفور إلى أنه حتى عندما كانت القوات الموالية لروسيا قد فازت في معركة حلب خلال ديسمبر 2016، وخسرت مدينة تدمر لصالح الدولة الإسلامية، فإن مخططو الدفاع الروسي يدركون أن الحل العسكري سيكون من المرجح أن يتطلب سنوات من التدخل الإضافي، ولكن مزيد من سنوات التدخل في سوريا سيؤدي إلى تراجع التصور الحالي للفعالية العسكرية الروسية ويمكن أن يورط موسكو في مستنقع الشرق الأوسط ولا يختلف وضعها عن الولايات المتحدة في العراق، لذا تبحث روسيا اليوم عن مخرج.

 

وأكد ستراتفور أنه بالنسبة لروسيا تخليص نفسها بنجاح من سوريا يحتاج أن يكون هناك حل سياسي تفاوضي للصراع، ومن شأن هذه العملية أن تتطلب مشاركة قوات المتمردين ومؤيديهم الأجانب لا سيما تركيا، وتحقيقا لهذه الغاية فإن موسكو تعزز بثبات حوارها مع أنقرة بشأن سوريا حتى قبل دفع الأخير إلى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.