الرئيسية » تحرر الكلام » “تقريرُ مصيرنا”، أولى وأوجب..

“تقريرُ مصيرنا”، أولى وأوجب..

جوان 1992: إغتيال رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد بوضياف، انتقاما من سياسته، والتي رمت، إضافة إلى الإصلاح الداخلي، تحسين العلاقة بين الأشقاء، في المغرب، والجزائر، وهذا على عُهدة الوزير الأول السابق، في عهد الرئيس الراحل، الشاذلي بن جديد، عبد الحميد الابراهيمي.

ديسمبر 2016 : المملكة المغربية، تنجح في توقيع اتفاقية، لمدّ خط أنابيبٍ، للغاز الطبيعي، بينها، وبين نيجيريا، و بلدان إفريقية أخرى، مع إمكانية مدّه إلى أوربا.

المشروع كان جزائريا ـ نيجيريا، ومنذ العام 2002، إلى غاية التوقيع الرسمي، بين وزير الطاقة حينها، شكيب خليل، ونظيره النيجيري، العام 2009 ، ليظفر المغرب الشقيق، بالصفقة “الكعكة”، مؤخرا، فلماذا يا ترى؟..اسألوا شكيبا، يرحمكم الله..

أما بعد:

محاولات توريط الجزائر لدول شقيقة، في سياق، إحباطات سياسية ،واقتصادية، داخلية، تنظير وهمي، يهتدي بناموس أبدي مقرف، “المؤامرة” ، و “الأيادي الخارجية”..؟

تهويش، ونعيق، وطرائف مواقف متناقضة، تطعن أي أفق لانفتاح حداثي، يجمع المُتن، ويُبدّد الفتن، ما ظهر منها، وما بطن.

هو الامتداد المتواصل، لتطرّف سلطوي، يُخمد المعركة الأم ـ بناء نزيه، وصلب لمؤسسات الدولة، واحترام قيم الجمهورية، بعيدا عن مفارز الاستبداد، والديكتاتورية، إضافة إلى التقسيم العادل، للثروة المتهالكة، بفعل الأيادي الداخلية” المُحصّنة”، في محميات الجزائر “المُتفرّدة”، ووقف التكسّب، من اقتصاد الريع ـ، باقتفاء قبيحٍ، لهوامش تستنزل الفُرقة، والكراهية، وبمواقيت منتقاة، ضد مصير أخوي، مشترك التاريخ، واللسان، والعقيدة، بضاعةُ من يريدون زجّ الجزائريين، في أتون خلافاتهم الشخصية، ومراتع صراعاتهم، على الحكم، و الثراء الفاحش، وذلك كله من أجل أن تسكن المطالب المشروعة، وتسكت الألسن، عن من عزل البلاد، واستنفذ كل دعائم، خندقة البلاء، بالافتراء على الغير.

تصيّد سافر للمكائد، والفخاخ، هوية من تقيّد، برمزية المُقبّلات، و تجندل بالمسكّنات، للتلكؤ في تحصين، سلطة التنفيذ، والتشريع، والقضاء، والإعلام، المتداعية واقع عين بأثر.

عقائد ديبلوماسية الجزائر، وثوابتها التاريخية، في مهبّ الريح، مُساندات سياسية، لأنظمة إنقلابية، وكسر الحصار عنها، ومواقف مخزية، لشدّ أزر حكام عرب مجرمين، والإطراء على حشودهم، الطائفية، المُنكّلة بالأطفال، والنساء، في المحافل القارية، والدولية.

إنه مبدأ” تقرير المصير” المُفارقة، والذي لم يستقر، إلا على ثبات، شغب ملف الصحراء الغربية، وترسيخ روح استعمارية، موغلة في التاريخ، للأستاذين سايكس، وبيكو.

دفاع مستميت، عن حدود رسمها الاستدمار الغاشم، والذي يصرّ على ضرب الذاكرة الجمعية، لشعب جزائري، لم ولن ينسى، جرائم الإبادة الجماعية، في مقابل إصرارٍ ذليلٍ لقادتنا، في التمسك بحبال ودّ، ووصال، القردة المخنثين، المُتهكّمين على الجزائر، والدفاع عنهم، في ترويج، دوافعهم الحضارية، في غزونا، هي رغبة، وهوس المتحكمين، في رقابنا.

قداسة، وتبعية تاريخية، من الراحل بومدين، إلى السيد عبد العزيز بوتفليقة، تُوثق كلها، لضرورة أن نعيش مع إخوتنا، في احتقان، وتشنّج دائم، ومتطور، ضمن ملاحم، أم درمانية، متجددة، بسرّ عداء واضح، فلا أقاليم ترابية، متنازع عليها، ولا حقوق إنسان مُنتهكة، وإنما مداراة فساد، وقمع، واندثار سياسة، واقتصاد، وأمام هذا الميثاق الغليظ، لقياداتنا الرشيدة، المدنية، والعسكرية، يجد الشعب الجزائري فاصلا، بعيدا عن التفاخر بالتناقر، والذي لايعنيه أبدا، ليُبرق رسالة إيجابية، عاجلة، مفعمة بالوطنية، والحيوية، مفادها “دعونا نُقرّر مصيرنا أوّلا، فذلك أولى، وأوجب.”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.