الرئيسية » الهدهد » تل أبيب: مجموعة من 5 حتى 6 أشخاص من فتح ستتسلّم القيادة بعد عبّاس ودحلان ليس بينهم

تل أبيب: مجموعة من 5 حتى 6 أشخاص من فتح ستتسلّم القيادة بعد عبّاس ودحلان ليس بينهم

لا تُخفي تل أبيب “توجّسها” و”قلقها” من التغييرات التي قد تعصف في المناطق الفلسطينيّة المُحتلّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ، الصراعات الداخليّة المُتوقعّة، بحسب المصادر الإسرائيليّة الرسميّة، على خلافة رئيس السلطة، محمود عبّاس.

 

ويزداد الاهتمام الإسرائيليّ بهذه التطورّات على وقع المُستجدّات الأخيرة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدوليّ الأخير، الذي أكّد عدم قانونيّة المُستوطنات في الضفّة الغربيّة.

 

وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسيّة رسميّة في تل أبيب إنّه على مدى نحو عشر سنوات، منذ رحيل الرئيس الشهيد، ياسر عرفات وانتخاب محمود عبّاس رئيسًا فلسطينيًّا، كانت الضفّة الغربيّة الحلبة الأكثر هدوءً بين إسرائيل والفلسطينيين، وإحدى الحلبات الأكثر استقرارًا وهدوءً في منطقة الشرق الأوسط كلّه، والتي واجهت في السنوات الأخيرة حالةً منه عدم الاستقرار في كلّ مكانٍ، على حدّ تعبيرها.

 

واليوم، عندما أصبح واضحًا أنّ الحلبة السياسيّة الفلسطينيّة تستعّد لليوم “الذي يلي” عبّاس، يُقدّر مسؤول رفيع المستوى في تل أبيب أنّ الضفّة الغربيّة ستُصبح أحد الأماكن التي تترقبها إسرائيل بحذرٍ في السنوات القادمة، كما أفاد موقع (المصدر) الإسرائيليّ، المُقرّب جدًا من وزارة خارجيّة الدولة العبريّة.

 

وتابع المسؤول عينه قائلاً:”نحن نُقدّر أنّ قوة عبّاس قد ازدادت بعد مؤتمَر فتح، ولكنّه استدرك وأكّد على أنّ هذا هو إنجاز قصير الأمد فقط. لافتًا إلى أنّ ليس هناك “وجه جديد” مناسب في قيادة فتح. فالجيل الشاب، بحسبه، منفصل عن الواقع ولا يكترث لما يحدث في التنظيم، على حدّ وصفه.

 

ويُقدّر المسؤول أيضًا أنّ عبّاس سيعتزل عمله السياسيّ لأيّ سببٍ كان، وهناك تقديرات أنّه لن يحّل مكانه شخص واحد، وذلك لغياب أيّ شخص يحظى بقوةٍ أوْ شعبيةٍ كافية الآن. وبحسبه، فإنّ السيناريو الأكثر احتمالاً هو أنّ مجموعة من نحو 5 حتى 6 مسؤولين من فتح سيُديرون الأمور معًا خلال السنة الأولى، وسيتولى خلالها واحد منهم الزعامة الفلسطينية.

 

وأردف المسؤول في سياق حديثه عن القياديّ المفصول من فتح، محمد دحلان، والذي يعتبره عبّاس خصمًا لدودًا، إنّ قلق عباس مُبالغ فيه وأنّ حماس وفتح لا تريدان أنْ يكون دحلان زعيمًا في المستقبل، ولذلك فإنّ احتمالات اختياره ضئيلة. حسب ترجمة رأي اليوم.

 

فيما يتعلّق بحماس، قال المسؤول، تُقدر إسرائيل أنّ الحركة تمُرّ في أزمةٍ صعبةٍ في مجال العلاقات الخارجيّة، تؤدّي لأزمةٍ اقتصاديّةٍ صعبةٍ أيضًا.

 

وفي الوقت الذي يُحاول الجناح العسكريّ في حماس تعزيز علاقاته مع إيران، يُحاول الجناح السياسيّ التقرّب من إيران ودول الخليج من خلال المناورة، دون نجاح، مثلما حدث مؤخًرا، عندما عبّر نشطاء في حماس عن تعاطفهم مع سكّان حلب السوريّة أثناء انطلاقة المعارك، وتعرّضوا لانتقادٍ شديدٍ من إيران، على حدّ زعمه.

 

وبرأيه، تُعاني حماس من عجزٍ ماليٍّ، وتتصدّر أولوياتها زيادة قوتها العسكرية. مثلا، يؤكّد المسؤول، يُستغل معظم الإسمنت الذي يصل إلى قطاع غزة، أكثر من مليون طن، لبناء الأنفاق، فيما يفرض نشطاء حماس أيضًا ضرائب على كلّ شاحنة أغذية وبضائع تصل إلى القطاع. رغم هذا كله، فإنّ وضع حماس الاقتصاديّ ما زال صعبًا، لافتًا إلى أنّه من الصعب تقدير كيف ستُدير الحركة أمورها في السنة القادمة، في حين يعتقد مسؤولون في إسرائيل أنّ الأصوات الداعمة لإيران ستزداد.

 

جديرُ بالذكر أنّه في مُحاضرةٍ مُغلقةٍ أمام وسائل الإعلام، عُقدت الشهر الفائت في تل أبيب، حذّر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيليّة (أمان)، الجنرال هرتسي هليفي، من أنّ الوضع الأمنيّ في الضفّة الغربيّة المُحتلّة سيتفاقم وسيتصاعد في العام المُقبل 2017، عازيًا هذا الأمر إلى تضعضع وتراجع مكانة عبّاس، وذلك على خلفية الصراعات التي تشهدها الساحة الفلسطينيّة لليوم الذي يلي رحيله السياسيّ، على حدّ تعبيره.

 

وبحسب الجنرال الإسرائيليّ فإنّ الوضع الأمنيّ في مناطق السلطة الفلسطينيّة لن يكون مُستقرًا في العام القادم، مُشيرًا إلى أنّ هناك العديد من الجهات التي ستحتّج على قيادة عبّاس، ومن الناحية الأخرى، أضاف، بأنّ حركة حماس تُريد استغلال الوضع وتسجيل الإنجازات، وهذا الوضع، برأيه، سيضع إسرائيل أمام تحديًّا.

 

وبحسبه، فإنّ تراجع عدد العمليات في الأشهر الأخيرة مرّده الثمن الباهظ لها بالنسبة للفلسطينيين، بسقوط عددٍ كبيرٍ من المُنفذّين، علاوة على محاربة إسرائيل لمنفذّي العمليات، وذلك من خلال الامتناع عن فرض العقوبات الجماعيّة على الفلسطينيين بالضفّة.

 

وكان لافتًا للغاية أنّ هليفي تجاهل بالمرّة دور الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة، كما لم يتطرّق، بحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة، إلى مسألة التنسيق الأمنيّ بين إسرائيل والسلطة الفلسطينيّة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.