الرئيسية » تحرر الكلام » جرو يحمل فِكر الكلب

جرو يحمل فِكر الكلب

مازلت أذكر ذاك اليوم كالحُلم حين توجهت برفقة والدي رحمه الله من قريتي الصغيره إلى مدينة إربد عام 1982 وكنت بحوالي العاشره من العمر وقمنا بزيارة جار لنا يملك محل تجاري فيها وإلتقينا برجل يجلس برفقته سوري الجنسيه كان قد هرب من محافظة حَماه ليقيم في الأردن بعد الأحداث هناك وحرب الإباده التي قام بها النظام بحق أبناءها من على يد الجيش وكان قائد الحمله هو العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري حافظ الأسد وذهب ضحية هذه الحمله العسكريه عشرات الآلاف من المدنيين العُزل وتدمير المدينه كامله على رؤوس أصحابها .

تكلم ذاك الرجل السوري بحرقه عما حدث وكيف تم قتل وإعتقال أبنائه من خلال هذه الحمله العسكريه ثم أخرج من جيبه ورقه وهي عباره عن رساله من إمرأه قريبه له كان قد قُبِضَ عليها وتم إيداعها بإحدى سجون النظام السوري قام بتمريرها بسياق الحديث عن المجزره التي خدثت في حماه لوالدي والذي قرأها بصوت مرتفع ومازلت أذكر كلماتها التي تقول : نستحلفكم بالله أن تدمروا السجن فوق رؤوسنا لنموت فلقد قام الجنود بإغتصابنا وحملنا منهم .

قال المتنبي : مات في البَرِيةِ كَلبٌ إسترحنا من عواه ….. خَلَف الملعون جرواً فاق بالنبح أباه .

ماجرى قبل أربعةٍ وثلاثين عاماً في حماه المسلمه يجري الآن في حلب فالأحداث تتشابه تُغتصب العِفَه وتموت تحت الأنقاض وتداس بعجلات الدبابات وتُهدم البيوت على أصحابها ويُحرق ساكنيها ويباد أهلها بأيدي جيش النِظام السوري وإيران وروسيا وتهمتهم أنهم مسلمون على سنته صلى الله عليه وسلم فأي شرف بقي لنا نتغنى به بعد أن هُتكت أستار فضيلة أخواتنا هناك .

من آخر حُصون السُنَةِ الآن وأقسم بالله ترد رسائل من إخواننا هناك في حلب يستفتون الشيوخ هنا في الأردن إن كانوا يستطيعون قتل أنفسهم وأبنائهم ونسائهم قبل أن تقتلهم قوات النظام وإيران وروسيا وقبل أن تغتصب نسائهم أمامهم .

حلب تُباد الآن بأيدي الخونه ومن وقف بصفهم من كفره ومجوس وروس ويهود ولم يجتمع على بلد مثلها وأستنكر هذا الصمت الرسمي من الدول العربيه وإطمئنانهم لما يحدث فيها وأين هي جامعة الدول العربيه وما الداعي لوجودها إذاً إن لم تكون لها كلمه في مثل هذا الظرف الأليم .

والله والله والله ثلاثاً إن سقطت حلب ستأتي علينا جميعاً أياماً سوداء لا يعلم بها إلا الله .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.