الرئيسية » تحرر الكلام » يكفينا جعجعه

يكفينا جعجعه

التغيير لا يبدأ من خلف الكيبوردات ولا من خلال نشر البوستات المستنكره ولا الفيديوهات التي تُطالعنا كل يوم لِتَصم آذاننا بأصوات غير مريحه من خلال شخوص هَمُهم الظهور فقط والحصول على الإعجابات وتداول الفيديو ليحقق شهره وهو جالس في صالون منزله .

رسالتي إليكم اليوم جمله بسيطه هي …. الثوار لا يموتون وهم من يغيرون الواقع لأفضل منه …. وما هذه المنشورات القويه التي نقرأها كل يوم إلا فقاقيع صابون تنتهي بمجرد أن ينتهي القارئ من تصفحها فيتلاشى تأثيرها بعد الإنتقال إلى موضوع حياتي آخر يُشغله وما أكثر ما يُشغل المواطن العربي هذه الأيام فَعَقلُه يضج بما يستحق وما لا يستحق .

نحن شعب طيب بفطرته وساذج ولا يعلم كيف تُدار الأمور السياسيه والإقتصاديه ولا يعلم شيئاً عن ذاك الخرمنجي الذي يُدخن السيجار ويجلس في غرفه سوداء يتابع المشهد الداخلي عن بُعد فَيُطلق القنابل التنويريه والفتاشات ليجمع أكبر قدر ممكن من ردود فعل الشارع والمتابعين ليصوغ القرارات على هذا الأساس ويمررها للعمل بها .

دعوني أهمس لكم سراً … أصحاب القرار في أي حكومه من حكومات دول العالم الثالث لا يخافون ولا يرتعبون من منشور على مواقع التواصل الإجتماعي ولا يثنيهم عن أي قرار سيتخذونه حتى وإن كان سيؤثرعلى شريحه واسعه من المواطنين فهي تستطيع قمع وإخراس أي شخص يثير البلبله حولها وعليها وبأدواتها المعروفه وجيش المتملقين وماسحي الأحذيه من الكتاب والصحفيين .

ماذا الآن …؟ الآن نحتاج لثوره أدبيه عقلانيه خلاقه على النفس وسلوكنا اليومي بالتعامل مع السطله والمحيطين والشارع وفي البيت والأسره والجامعه وصاحب الدكان وعامل الوطن لخلق جيل يتسلح بالأخلاق ومتمسك بها وبضوابط تجعل منه إنساناً مثقفاً يعي ويفهم حقوقه فيطالب بها وما عليه من واجبات فيلتزم بها ويؤديها عندها فقط الحكومات تحسب ألف حساب قبل الإقدام على إتخاذ أي قرار وتمريره .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.