الرئيسية » تحرر الكلام » دخلك مين الوطني: حوار مع صديقي الشيعي

دخلك مين الوطني: حوار مع صديقي الشيعي

ما ان جلس صديقي الشيعي, حتى بدأ استفزازه بعبارة “يا علي” ابتسمت ماكراً وهممت قائلاً “يايزيد مدد”, بكل روح طائفية, بدأ الحوار مع صديقي الشيعي المدعو (عبدالحسين المشطنح), وهو شاب يسكن في إحدى قرى العمارة.

المشطنح لديه تصورات غربية, منها بأننا نحن السنة مختلفين عن البشر, لنا إشكال وأقوال وسلوكيات مختلفة عن الكائنات الحية في هذا الكوكب, إذ هو لم يخرج من حدود قريته إلا هذه المرة, فلا يمتلك مصدر معرفي غير السيد المعمم, والرادود الأمي, اللذن  ينقلان إليه الحقائق عنا!

بدأ “عبدالحسين” يطرح تساؤلاته وهو يتفحصني بدقة؛ ليتأكد بأن السني كائن بشري, ليس كما صوروا له, بأنه زومبي او وحش فضائي, فهذه اول مرة يحظى بالمشاهدة والجلوس مع كائن سني, ومن الفلوجة بالتحديد, وليضع حداً للتوتر الذي خيم عليه, ويسارع من عملية الاستعياب, بادر بالسؤال لماذا انتم عملاء؟!

مع يقين كفري بالوطنية, والحادي بمسمياتها, لكن هذا السؤال يعتبر اهانة, أو اتهام كيدي بالشرف, نظرت إلى جواله فوراً, وسألته من صاحب هذه العمامة الكبيرة, كأنه آله يونانية مغتصبة؟

-خسئت يا وهابي هذا المرجع “السيستاني” قدس سره الذي نقلده.

-عفوا لم اقصد الإهانة, لكن شكله مثير للشتم, ولهذا سألت بكل بساطة, هو إيراني أليس كذلك؟

-الإسلام لايعرف حدود بين الأوطان.

-افهم بأن المرجع مهما طلب منك من عمل تقوم به اياً كان؟ لا تنزعج بحق عائشة ام المؤمنين, لكن هذا الانطباع الذي خرجت وانا اتابع قناتي وصال والصفا الوهابيتين!

-ليس الأمر بهكذا صورة وهابية, لكن هو مرجعي الديني وأي قرار وفتوى يصدر منه انا ملزم بتنفيذها حرفيا, سواء سياسية اجتماعية عقائدية.

-آه وتحدثني على الوطنية, يا للفيطي!

-ماذا قلت ؟

-لاشيء, كنت أتساءل ماهية أدلتك على كوننا عملاء؟!

-وهل يحتاج الوجود للإثبات وهل تحتاج الشمس لبرهان؟

-سيد عبدالحسين ارجوا ان تراعي غبائي وتجيبني؟

-السعودية الوهابية انتم عملاء لها “الموت لأميركا”

-طيب ماذا عن عمالتكم لإيران؟!

-احترم نفسك حامي عرضك

-صديقي عرضي إذا لم يحمي نفسه, فأنا أفضل إن يغتصب؛ على هكذا حماية مليئة بالشفقة والمنة, على أية حال يا صديقي سوف أبدء بالرد على هذه التهمة على الطريقة “القاسمية” لكن إياك إن تقاطعني, وألا يكون مصيرك كمصير ضيوف فيصل القاسم.

-يدعي ضيفنا الكريم بأننا عملاء ونداً للسعودية, ووسيلة لخدمة مشاريعها الوهابية, لااعلم من اين أتى ضيفي بهذا الادعاء, هل سبق وشاهد مليون زائر سعودي في مدن الفلوجة الرمادي أو حتى سامراء السنية؟!

-أو قد رأى سيارات بالآلاف تحمل لوحات الإحساء والرياض تتجول في كل أنحاء العراق بكل حرية؟ ام انه لديه وثائق تثبت بأن الجنرال “سلمان العزيز” يقاتل مع الميليشات السنية, فضلاً انتهاكه لسيادة العراق بتجواله من الانبار الى الشمال مروراً بدورانه في الجنوب وختام يومه بالاستجمام في بغداد؟!

-الا يعلم ضيفي الكريم بان حدود الانبار مع السعودية مغلقة منذ الاحتلال, لاتفتح الا في مواسم الحج, مقابل إن نقدم الملايين من الأموال العراقية, التي تذهب إلى جيوش الأمراء الذين لهم علاقات وثيقة مع إيران التي تقدسها!

-بينما حدود مع ايران مفتوحة يمكنه الذهاب بكل حرية, كل ما عليه حمل جواز سفره و50 دولار اجور النقل, ليتمتع بالجمال الايراني بكل انعتاق, وبالمقابل دخول الايرانيين الى العراق بالملايين!

-هل ينكر السيد “عبدالحسين” بان السعودية الوهابية عندما تلقي القبض على عناصر شيعية عراقية او ايرانية, تخطط للقيام بالإعمال الارهابية في مدن السعودية, يتم إطلاق سراحها أو على الأقل يحكم عليها بالسجن, ليخرجوا بعد شهور بتسوية سياسية, بينما أذا اشتبه بالمواطن السني العراقي يعمل مع الجماعات الجهادية, يتم القصاص منه بقطع الرأس فوراً وفق الشريعة الإسلامية!

-وهل ينكر ضيفنا “المشطنح” بأن السعودية, كان بإمكانها ولازال أن تفتح حدودها مع العراق, وتصدر إليه بضائعها ومنتجاتها في شتى المجالات بدلاً؛ من المنفذ الوحيد للسوق العراقي “ايران”, وتحصل السعودية من خلال هذا على مليارات الدولارات؟

– وخاصة هي متجه إلى الإفلاس نتيجة مص الأمراء للثروات السعودية, أو حتى تدعم السنة من خلال فتح هذه المنافذ وتكتسح الأسواق العراقية؛ لكنها لم تفعل, هل لديه ضيفي الشجاعة؛ ليسأل القيادة الايرانية عن السبب عدم اقدام السعودية على ذلك؟

-ألا يعي الضيف الكريم نحن السنة لنا موقف ساخط مع السعودية, فهي أصبحت كداعش, لم نجني منهم سوى السمعة السيئة وتوفير المبررات لقتلنا واتهامنا؛ بالعربي “خوازيق”!

-فاي دلالة وأي مستند في عمالتنا للسعودية يا شريك الوطن, أفحم سعير تساؤلاتنا, لكن هل تعلم متى نكون عملاء ونعترف بذلك يا سيد حسين؟

-عندما تفتح حدودنا مع السعودية كما هي حدودك مع إيران, وعندما ترى جنرال سعودي يتجول وله حرية كسليماني, وعندما يكون مفتي السعودية له عندنا قدسية كمرجعك الايراني, فيا صديقي يكفي ثرثرة؛ فعيون عبلة أصبح سجن ابوغريب!

إلى هنا خيم الصمت والذهول على صديقي الشيعي, كأنه ملائكة سمعت كفراً, ارتبك ولم يعد يعرف ماذا يتحدث, لكن سرعان ما تدارك نفسه أمام هذا السيل الجارف من الحقائق التي يحاولون تغييبها عنه!

فسألني ماذا عن عمالتكم لتركيا؟

– يا للكفر الذي تثيره تساؤلاتك يا شريك الوطن!

-يا صديقي لا اريد الإطالة اكثر, لكن اخبرني كم شيعي احتضنت تركيا ولازالت تحتضن ؟! وكم عدد الشيعة العراقيين على أراضيها من السنة وما اختلاف المعاملة بين الاثنان؟ وما مصير الشيعي المشتبه به بالعلاقات مع إيران والسني العراقي مع الجماعات السنية هل ذات المصير؟

-اما سياسيا تتهمون بأنها تتحكم بالقيادات السنية, يا صديقي لااعلم عن اي قيادة سنية تتحدث عنها الموالية لايران ام الموالية لايران؟!, الحديث اصبح ممل ,ما رأيك نوسع دائرة جدالنا إقليميا؟, لذا اخبرني ماذا تعرف عن العلاقات الإيرانية مع تركيا والسعودية؟

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.