الرئيسية » الهدهد » رسالة نارية بعثها “أبو مدين” إلى دحلان: تآمرت انت وعباس على عرفات وما يغيظ تمسح كلاكما بمعسكره

رسالة نارية بعثها “أبو مدين” إلى دحلان: تآمرت انت وعباس على عرفات وما يغيظ تمسح كلاكما بمعسكره

في رسالة عبرت عن حال الشعب الفلسطيني أرسل الوزير الأسبق والمحامي والكاتب فرح أبو مدين هذه الرسالة إلى القيادي الفتحاوي الهارب محمد دحلان واضعا النقاط على حروف فصول التأمر على الزعيم الشهيد ياسر عرفات ومتسائلا عن التحالف العباسي الدحلاني الذي انتهى إلى معارك كسر عظم بين الرجيل دفع الشعب الفلسطيني ثمنها.

وهذا نص الرسالة التي تم نشرها في أكثر من موقع

انتظرنا انتهاء موسم وحمى  الحفلة التنكرية المسماة المؤتمر السابع لنقول رأينا في بعض ما جري ويجري علي جثة الوطن من قادة وقيادات حفظت شيئا وغابت عنها أشياء , فالشيء هو السلطة والأشياء مصلحة الشعب والوطن .

ولقد خاطبت من قبلك برسائل مفتوحة لم تنقصها الصراحة الرئيس أبو مازن والأخ خالد مشعل والأخير بادر متصلا لتوضيح بعض الأمور مشكورا علي ذلك .

والذي حفزني للكتابة لك هي الهوجه القائمة كمعارك طواحين الهواء بينك وبين أبو مازن والكل يدعي امتلاك فتح والحقيقة وبالتالي القضية لدرجة توترت أعصاب الكثيرون من أنصاركم وذلك بالطلب منكم الاسراع في عقد مؤتمر مشابه لمؤتمر رام الله خاصة أن الشعب مغيب في الحالتين وهنا أعود بك الي البدايات يا أبو فادي كما تحب ان تخاطب فلقد كنت واعدا في البداية بحركة الشبيبة وغيرها من الأنشطة وأشهد أنك كنت مدمنا علي العمل وقتها ثم صدر قرار ابعادكم عن الوطن وأذكر المحكمة الصورية العسكرية والذي تولى الدفاع عنك المحامي خالد القدرة اذ كنت تذكره !؟

وبعد تنفيذ قرار الابعاد رافقنا القائد الكبير الدكتور حيدر عبد الشافي في زيارة تضامنية لمنزلكم المتواضع في معسكر خانيونيس وهو مجال للفخر أكثر ألف مرة من قصور المنافي كما وصفت الصحافة والزوار بيتكم حاليا هناك .

ثم جرت مياه كثيرة تحت الجسور وصولا الي اوسلو والاعداد لما بعد التوقيع ولقد كان لكم دورا بارزا ظهر بعد استلام قطاع غزة حيث توليتم قيادة الأمن الوقائي فعليا في حين كان اللواء مصباح صقر المعين رسميا حتي عزل ثم تدافعت الامور علي الارض ورسخت أقدامك في السلطة بشقيها الأمني والمالي وتفاصيل ذلك كثيرة وما يعنيني هنا العلاقة بينك وبين أبو مازن والتي دفع الشعب ويدفع وسيدفع ثمنا كبيرا لها كما هو واضح بما يجري فالمعروف أن ابو مازن لم يعد للوطن مع العائدين لأنه كان الرجل المركزي في اتفاق اوسلو وذهب الأخ أبو علاء قريع مع البعض لاقناعه بالعودة الا أنه رفض باصرار ولم يتدخل الرئيس عرفات في ذلك ثم فجاة توجهت انت مع خالد اسلام الي تونس وفي وقت قصير أقنعتم أبو مازن بالعودة للقطاع وما جري بينكم بقي طي الكتمان ولم يرشح شيء منك أو منه الا أن أبو عمار لم يكن غافلا عن ذلك وعلم بالتفاصيل بطريقته وسرب جزء منها وتوجس شرا من ذلك الحين وسارت المسيرة بعجرها وبجرها كما يقال وأصبحت أنت الصدر الحنون والراعي الحصري لأبو مازن وكان مكتبك في الأمن الوقائي بتل الهوا ملقى الخلان بعد أن أصبح الأمن الوقائي قوة أمنية ومالية كبيرة خاصة بعد الخطة الاقتصادية للسلطة التي قدمها جينوسار مدير الموساد سابقا وفرض الأمن الوقائي هيبته حتي علي بقية الأجهزة والمؤسسات حتي وصل الاعتداء الجسدي عليي بعض قادة الاجهزة ثم انفلت الفلتان بكل مصائبه وتلك قصة أخري معروفة للجميع .

وهنا أصبح التحالف الدحلاني العباسي متينا ومكشوفا ويعبر عنه بشخصك بالتحرك العلني المتصف بالخفة والجراءة واستعجال الأمور لدرجة محاولة انزال متظاهرين ضد الرئيس أبو عمار وليس هنا مجال للتفاصيل .

ولكن التحالف رسخ نفسه كتفا بكتف وكنتم من أركان مؤتمر كامب ديفيد الخطير برعاية كلينتون وظهر التمايز في تلك الفترة جليا بعد رفض أبو عمار قبول الصفقة ولكنها نسجت وفتحت لك بابا كبيرا مع الادارة الأمريكية بشهادة الرئيسان كلينتون وبوش علي التوالي وهذا ليس عيبا في هذا العصر فكل رؤساء وملوك العرب يريدون ويسعون الي ولوج ذلك الباب !! ثم انزلقت الأمور الي الانتفاضة الثانية (الأقصي) وباختصار وصلت الأمور الي حصار أبو عمار في المقاطعة وانقلب الغرب والعرب وبعض الفلسطينيين عليه حتي منع من القاء كلمته في مؤتمر القمة ببيروت الذي يخص فلسطين وانقطعت الاتصالات معه وهنا أجبر علي تجرع السم بالاقتراح المفروض بتنحيته جانبا عن ممارسة السلطة والاتيان بأبو مازن رئيسا للوزراء مع طاقمه وأنت منهم بصلاحيات شاملة كاملة وكان الوقع والواقع مريرا وثقيلا وبداية لم يقبل المجلس التشريعي الأول تغيير النصوص أو تنصيب أبو مازن ومن معه علي سدة الحكومة العتيدة وامتلاك القرار والادارة الا أن الرئيس عرفات ألقى بثقله مطالبا أعضاء المجلس قائلا الموج عالي ودعوا العاصفة تمر بعد أن أرانا من علي جسر المقاطعة الدبابات الاسرائيلية تحيط به وبالمقاطعة ومدافعها داخل الأسوار ولقد واجه أبو مازن صعوبة كبيرة في اقناع الرئيس والمجلس بكل أعضاء وزارته وتحديدا أنت وسلام فياض لما يمثله الأمن والمال من أهمية ثم قبل تولي سلام فياض المالية وأبقي الفيتو عليك حتي هاتفه الرئيس حسني مبارك محذرا من خطورة الموقف طالبا بقوة رفع الفيتو عنك قائلا سيب الجدع دحلان يخش الوزارة يا أبو عمار وهكذا كان .

وبقي المجلس التشريعي متخوفا من التحول السياسي وكانت قوة المجلس هي القوة الوحيدة في الساحة بعد قيام وزارة كتلك مما جعل شرط حصول الثقة مقترنا بتعهد الوزارة بتقديم تقرير مفصل خلال مائة يوم عن نشاطها وبدأت حكومتكم مسيرتها ولكنها كانت تحتاج الي الظهير الأمريكي والاسرائيلي ضمانا لنجاحها لذا عقد اجتماع قمة في العقبة ضم الرئيس الأمريكي بوش ورئيس وزراء اسرائيل الجنرال شارون أنذاك وبالطبع أبو مازن وأنت وأخرين اضافة الي المضيف الملك عبدالله الثاني وهنا وقعت الطامة الكبري حيث كان منتظرا موقف فلسطيني قوي من حصار أبو عمار وطلب فكه الا أنه تم تجاهل أبو عمار وحصاره وتكشف الأمر بعد ذلك أن دنيس روس العضو الفاعل في الوفد الأمريكي وهو صهيوني أصيل كان يسميه أبو عمار نجس روس طلب من الجانب الفلسطيني غض الطرف عن ذلك وقبلتم الطلب واشتعل الموقف بتعقيب من أبو عمار ورد من أبو مازن ولكن الأضواء الحمراء اشتعلت في أروقة المجلس التشريعي وقرر مبادرا طلب حضور الحكومة ورئيسها الي المجلس لمناقشة ما يجري والحقيقة أن المجلس كان قد عزم أمره علي الاطاحة بالحكومة وقلب الأمور رأسا علي عقب ولم يكن أبو عمار بعيدا عن ذلك وقاد هذا الاتجاه كتلة فتح وتيارها القوي وتذكر يا أبا فادي كيف كانت ظروف الجلسة صاخبة قبل بدايتها وأثنائها وأراد المجلس التصويت فورا لحجب الثقة الا أن الأخ رئيس المجلس أبو علاء قريع قال غدا نناقش تقرير الحكومة ورفع الجلسة رغم الاحتجاج الشديد وجرت حركة محمومة في العواصم المعنية بالتحديد واشنطن وتل أبيب وبعض العرب بالاتصالات وغيرها حيث قرر أبو مازن في ضوء ذلك تقديم استقالة الحكومة حتي لا يتم اسقاطها بفضيحة سياسية  وهنا تقرر شطب ياسر عرفات ( يمكن العودة لمقالنا ليلة أن تقرر اعدام ياسر عرفات ) بضوء أخضر أمريكي وبقرار اسرائيلي ويد فلسطينية وأصبح شهيدا شهيدا كما أراد وتم التغاضي طوال السنوات الماضية عن جريمة القتل والمؤسف أن كلاكما قبل وأثناء السابع تبادلتم تهم التورط في ذلك وأعتقد كمحامي أن أحدكم صادق الله أعلم وما يغيظ بعد كل هذا تمسح كلاكما ومعسكره بأبو عمار مما يثير العجب .

اختفى أبو عمار وذهبت مرحلة وأصبح أبو مازن رئيسا بالانتخاب وفي ظلال تلك المرحلة كانت الأمور بينكم سمن علي عسل حتي وصلنا الي انتخابات المجلس التشريعي الثاني بتعليمات الادارة الأمريكية وهنا بدأ التمايز والخلاف بينكم كل يريد النار علي قرصه وظهر ذلك جليا في اعداد القوائم المقترحة وكان البحث عن الولاء ثم الولاء وتصارعت وتسارعت الأمور وأدرتم معركة خاسرة بعد أن أقصيتم أصحاب الكفاءة وما أشبه الليلة بالبارحة واكتسحت حماس الانتخابات وليس سرا أن كثيرا من فتح وتيارها انتخبوا حماس عقابا ونكاية لقادتهم وهذا أخر الخطط المبيتة للخلافة وغيرها والسؤال الأن موجه لكما علي خلفية ما جري ويجري لماذا انفجر الخلاف .؟ وعلي ماذا ؟ هل من أجل فلسطين ؟ كلا وحاشى فمن أجل ماذا اذا ؟؟

في تقديري وتقدير الكثيرون مربط الفرس هو الخلافة والكرسي والمال علي هامش الحكاية ودعني أصارحك يا أبا فادي لم يكن أحدهم اللواء محمد نجيب ولم تكن أنت البكباشي جمال عبد الناصر والقياس كبير وبعيد ولكن مهزلة التاريخ تظهر أحيانا في عمل أدبي خلده الكاتب الروائي شكسبير في رائعته الملك لير  وأعتقد أنك اطلعت أو سمعت بها أثناء اقامتك الغير قصيرة في لندن حينما كنت تتعلم اللغة وأصول الدبلوماسية والحكم, وأصل الي هدفي من الرسالة لا تشد القوس الي مداه بفكرة المؤتمرات وما شابه أي ما كان اسمه فلقد أثخن الشعب بالجراح والحصار ويسعي متعبا وراء لقمة عيشة وغير معني بما يجري بينكم ولكن لسان حاله كالمثل الصيني انتظر علي حافة النهر حتي تصلك جثة عدوك ونصيحة أخري وطلب عليك بالتواضع فالمال والغرور أفة الانسان وأقول هذا ردا علي ما قلته للصحف الأجنبية أنك قوي وغني ولا غني وقوي الا الله يا محمد فمن لا وطن له يبقي معلق بالمجهول بين السماء والطارق وتعدد الولاءات والظروف والليالي من الزمان حبالي وهناك أمر أخر كما علمت أن هناك صحفي أجنبي يكتب كتاب عن سيرتك ونصيحة أوقفه ولسه بدري يا محمد

أما الطلب استمر في العمل الانساني بعيدا عن توظيف ذلك سياسيا وذلك بدفع رسوم طلاب الجامعات ولك القدرة المالية علي ذلك وبذل الجهد المستطاع نحو المعبر وكفى بذلك جهادا .

فريح أبو مدين

كاتب ووزير عدل فلسطيني سابق

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “رسالة نارية بعثها “أبو مدين” إلى دحلان: تآمرت انت وعباس على عرفات وما يغيظ تمسح كلاكما بمعسكره”

  1. مما لا شك فيه، ان حركة فتح (وم ت ف) اصبحت بعد اوسلوا بلا هدف، واصبح قادتها مثل بقية حكام العرب،يتنافسون على المناصب والمنافع التي تأتي معها. لقد اوقع بعرفات، عندما اوهموه ان قتال وتسليم حماس الى اسرائيل سوف يتوج بدولة ما على ارض فلسطين، وعندما افاق الرجل وحاول ان يصلح ما افسده بسذاجته، تمت تصفيته. وتحولت حركة فتح الى قوة امنية اسرائيلية، تمول من حكام العرب. آلغريب ان كثيرون من الفلسطينيين يؤيدودن فتح بقياداتها وعساكرها المسلطين على رقاب الشعب الفلسطينمي المحتل من اسرائيل وفتح في نفس الوقت.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.