الرئيسية » الهدهد » “هافينغتون بوست”: السيسي يراهن على تحالف بوتين وترامب.. لكن ماذا لو لم يحدث؟

“هافينغتون بوست”: السيسي يراهن على تحالف بوتين وترامب.. لكن ماذا لو لم يحدث؟

ذكرت مصادر مقربة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن العام القادم سيكون “عام مصر بامتياز”، مشيرةً إلى إن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي سيكون لها شبه تحالف استراتيجي مع كل من روسيا بقيادة فلاديمير بوتين وأمريكا بزعامة دونالد ترامب.

 

وتشير تلك المصادر إلى أنه بكل ثقة فسيتعافى الاقتصاد المصري، ودورها الاستراتيجي في المنطقة أيضا لدرجة أنها ستتخلى عن المساعدة من حكومات دول الخليج الغنية.

 

وأضافت صحيفة “هافينغتون بوست” في تقرير ترجمته وطن أن هناك طفرة قومية ووطنية في مصر إلى جانب وجود رهان على العلاقة الخاصة بين ترامب وبوتين، والاعتقاد السائد أن القيادة المصرية حققت نجاحا في استخدام التحالفات الاستراتيجية مع القوى العالمية بقيادة روسيا، كما أن كثيرين في مصر احتفلوا بفوز دونالد ترامب أكثر من الناخبين الأمريكيين. وواحد من الأسباب الرئيسية هو كراهية المصريين تجاه المرشحة الديمقراطية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، التي يتهمونها جنبا إلى جنب مع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بتأييد الإخوان المسلمين.

 

وأوضحت الصحيفة الأمريكة أن العلاقة الحميمة بين ترامب وبوتين، تقوم على النحو الذي اقترحه الرئيس الأمريكي الجديد خلال حملته الانتخابية، لكن قد يكون لذلك تأثير حاسم على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بما في ذلك منطقة الخليج، وهذا لا يعني بالضرورة أن مصر ستكون الرابح الأكبر وأن الخاسر الأكبر هي دول الخليج العربي، ولكن تبقى الحقيقة الواقعية أن مصر قررت استخدام البراغماتية القومية لذلك توجهت لدعم جهود روسيا في سوريا على الرغم من الاتهامات بارتكاب جرائم حرب هناك.

 

وأكدت “هافينغتون بوست” أن الطبقة الحاكمة في مصر رفعت أيديها عن المسئولية الأخلاقية حول المدنيين السوريين، لأنه يبدو أن حاكم مصر قد عقد العزم على محاربة الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين كأولوية مطلقة، وقررت دعم الجهود التي تبذلها روسيا وإيران بقيادة الولايات المتحدة والميليشيات العميلة المتحالفة في القتال للحفاظ على الأسد في السلطة.

 

وأشارت الصحيفة الأمريكية أنه بالمثل، ألمانيا تحاول أيضا غض الطرف عن الانتهاكات الروسية الإيرانية في سوريا. حيث ترى برلين نفسها باعتبارها همزة الوصل في العلاقات الغربية الروسية الإيرانية لأنها تلعب دورا رئيسيا في جعل الاتفاق النووي مع إيران يتم، والطبقة الحاكمة والنخبة في ألمانيا حريصون على حماية هذه الصفقة، وبالتالي حماية إيران من المساءلة عن أعمالها الهجومية في سوري.

 

واعتبرت “هافينغتون بوست” أن مصر في المنطقة العربية مماثلة لألمانيا في أوروبا، من حيث موقفهما من تصرفات إيران في سوريا، لكن الفرق هو أن ألمانيا تلعب دورا قياديا في التأثير بالعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا من وجهة نظر استراتيجية، في حين أن مصر تركب ذيل المعطف في هذه العلاقات.

 

ويبدو أن مصر ليست استثناءً أو خارج الرهانات، كما أن الطبقة السياسية والنخبة في القاهرة غاضبون من دول الخليج، خاصة المملكة العربية السعودية، لذا هم على استعداد للمقامرة بالعلاقات معها على الرغم من تداعيات ذلك على الاقتصاد المصري.

 

واختتمت “هافينغتون بوست” بأنه القيادة المصرية قدمت مؤخراً بشكل واضح دعمها لجيش النظام في سوريا، وقررت أن مصلحتها تكمن في أن تصبح القطب الرابع من محور روسيا وإيران والنظام السوري. ورغم أن مصر قد لا تكون القطب الرابع من الناحية العسكرية، لكنها ستكون بالتأكيد واحدة من أضلاع المحور من الناحية السياسية والاستراتيجية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.