الرئيسية » الهدهد » إسرائيليون على وسائل التواصل يُناشدون حكومتهم بحرق القرى العربيّة ومساجد الداخل

إسرائيليون على وسائل التواصل يُناشدون حكومتهم بحرق القرى العربيّة ومساجد الداخل

لليوم السادس على التوالي تُواصل وسائل الإعلام العبريّة حملتها التحريضيّة ضدّ الفلسطينيين من طرفي الخّط الأخضر. الحملة، التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، تُعتبر بحسب مُراقبين، من أعنف وأشرس الحملات ضدّ الفلسطينيين، وخصوصًا في الداخل الفلسطينيّ، أيْ ضدّ العرب الذين يحملون الهويّات الإسرائيليّة منذ إقامة الدولة العبريّة في العام 1948.

 

ومن الأهميّة بمكان، التشديد في هذه العُجالة، على أنّ وسائل التواصل الاجتماعيّ تعُجّ بالتحريض من الإسرائيليين ضدّ الفلسطينيين، ولم يقُم أيّ مسؤول إسرائيليّ رسميٍّ أو غيرُ رسميٍّ بإدانة هذه الموجة السافرة من التحريض الشعبيّ، ناهيك عن التحريض المُنظّم والمُمنهج من قبل الإعلام والوزراء والنوّاب في الكنيست ضدّ عرب الـ48.

 

وقد انتشرت كالنار في الهشيم العبارة التاليّة في موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك): الموت للعرب، بالإضافة إلى ذلك، ظهرت مُطالبات من إسرائيليين، من الحكومة أنْ تقوم بحرق القرى العربيّة وإضرام النار في المساجد لكي “يتعلّم العرب درسًا”، على حدّ تعبيرهم. كما كتب أحدهم أنّه “يجب حرق العرب جميعهم”.

 

المُستشرق الإسرائيليّ، د. غاي بخور، كتب على صفحته في الـ(فيسبوك): منذ 150 سنة يُحاول قوميون عرب وجهاديين حرق “محصولنا”( القصد بلادنا)، لماذا؟ لأنّ النجاح مُنقطع النظير لبدولتنا يحرق لهم القلوب”.

 

وزير الأمن الداخليّ، غلعاد أردان، وهو من صقور حزب (الليكود) الحاكم، قال في حديثٍ أدلى به للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ إنّه سيُطالب بإنزال عقوباتٍ صارمةٍ بحقّ العرب الذين قاموا بإشعال الحرائق عن سبق الإصرار والترصّد. وأضاف قائلاً في معرض ردّه على سؤالٍ إنّه سيعمل من أجل هدم بيوت منفذّي هذه العمليات الإرهابيّة وعلى خلفيّةٍ قوميّةٍ، على حدّ تعبيره.

 

في السياق عينه، أفادت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ أنّه في أعقاب موجة الحرائق، قررت الشرطة العمل على مستوى سريٍّ وإذابة قوات خفيّةٍ تبقى قرب المناطق المشتعلة. وفق ترجمة رأي اليوم.

 

وأضاف التلفزيون، نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب، أنّ وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد أردان عمل مع الجيش من أجل السماح للشرطة بالحصول على رصدٍ جويٍّ أفضل عمّا يحدث في المنطقة.

 

وأشارت إلى أنّ مسؤولين في جهاز الأمن العّام (الشاباك) لم يُسارعوا لتسمية موجة الحرائق تلك بإرهاب مقصود، بالرغم من أنّ المعطيات في المنطقة تُشير إلى أن ّحرائق كثيرة حدثت عمدًا، على حدّ تعبير المصادر عينها.

 

وأوضحت أنّ بيّنات كثيرة تدّل على أنّ عددًا من المعتقلين خططوا لحرق المناطق وأعدّوا لها مسبقًا باستخدام أدواتٍ معينةٍ، لكنّ أغلبهم ينفون قيامهم بعمليات إحراق لـ”دوافع قوميّةٍ”.

 

ونقلت القناة عن عضو الكنيست العربي أحمد الطيبي قوله “أغلبية ساحقة من رؤساء البلديات أعربوا عن استعدادهم لاستيعاب أشخاص أخلوا بيوتهم، إنها مسألة مهمة للشراكة المدنية التي لم نلامسها بها منذ سنوات عديدة، يجب أنْ نركز على هذا الأمر”.

 

وذكر الطيبي أنّ ما حدث في الأيام الأخيرة هو إشارة على رغبة بالشراكة والتعايش. أغلب تلك الحرائق ليست بفعل فاعل، لكن في حال اتضح أنّ الأمر مخالف لذلك فسيأخذ القانون مجراه، على حدّ تعبيره.

 

إلى ذلك، قال البروفيسور يوسف جبّارين، من معهد الهندسة التطبيقيّة في حيفا (التخنيون)، قال إنّه في كتابه الأخير (The Risk City) قام بتنظير “مدينة الخطر”، وببحث مدن العالم الكبيرة، نيويورك، باريس، لندن، موسكو، بيجين وغيره. وتابع: كتبت عن كيف أدّى تغيير المناخ نتيجة تلويث الجو منذ الثورة الصناعيّة إلى كوارث مناخية وبيئية في مدن العالم في السنوات الأخيرة.  فهكذا العواصف التي دمرّت وأحرقت مئات المباني في نيويورك كعاصفة ساندي.

 

وأضاف البروفيسور جبّارين: تُوافقني هذا الرأي وكالة الفضاء الأمريكيّة NASA. كتبت أيضًا، أردف، عن حيفا وكيف تحولت في السنوات الأخيرة إلى مدينة خطر. وقدّمت بالكتاب خارطة للحرائق المتوقعّة في حيفا نتيجة التغيير المناخيّ العالميّ.

 

وأوضح البروفيسور العربيّ، وهو من مدينة أم الفحم في المثلث الشماليّ، أوضح قائلاً: تبينّ لنا مدى دقتها عند تحليل الحريق الأخير. وكذلك قدّمنا سيناريوهات للدمار المتوقع في المدينة نتيجة الارتفاع الجاري في مستوى البحار في العالم وكيف سيُغرق الـ(تسونامي) المتوقّع أجزاء من المدينة.

 

وبحسبه، كذلك الأمر، المخاطر الناجمة عن المواد السامّة في خليج حيفا كالأمونيا. حيث تُبين الخارطة التي نشرها إمكانية وقوع الحرائق في حيفا نتيجة الأزمة المناخيّة. وما حدث في الأيام الأخيرة ما هو إلّا مثالاً صغيرًا لذلك، على حدّ تعبيره.

 

أمّا التأثير المناخيّ، شدّدّ البروفيسور جبّارين، فلا علاقة له “بالإرهاب الفلسطينيّ”، فهي الصناعة والمواصلات ووسائل الإنتاج العالمية. والمسؤولية غربية أولاً وعالميًا ثانيًا، ولا علاقة لها “بالإرهاب الفلسطينيّ” كما يُحرّض عَلِينا رئيس الوزراء نتنياهو.

 

وهذه السنة، أضاف، سنقول إنّ شتائها الأسوأ منذ سنين، والصيف الأشّد منذ عشرات السنين. فالخطر في العالم هو صنع الإنسان، وهو ليس فلسطينيّ الجذور. ولفت أيضًا إلى أنّه قد يقوم أفراد بالعمل أوْ العمل المقصود، لكن ليس هذا ما حدث في حيفا، على حدّ قوله.

 

من ناحيته تطرّق الكاتب والمُحلل الفلسطينيّ، أليف صبّاغ إلى قضية دفع التعويضات في حال أعلنت الحكومة الإسرائيليّة عن الحرائق كأعمالٍ عدائية؟ وكيف تتحرر شركات التامين من دفع التعويضات؟. وقال على صفحته في موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) إنّه لا بدّ من التذكير أيضًا بأنّ الادعاء القائل إنّ 50 بالمائة من الحرائق تمّت على خلفيةٍ عدائيةٍ تعني أنّ الحكومة الإسرائيليّة ستُعفي نفسها من التعويض عن الأضرار التي تصيب العرب، أيْ أنّها ستُعلن عن هذا الحريق عملاً عدائيًا وعن حريق آخر غير عدائيّ، على حدّ تعبيره.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.