الرئيسية » تقارير » “واشنطن بوست”: دون الاكتراث بمواطنيها.. مصر تمضي قدما في تنفيذ شروط النقد الدولي واغضاب آل سعود

“واشنطن بوست”: دون الاكتراث بمواطنيها.. مصر تمضي قدما في تنفيذ شروط النقد الدولي واغضاب آل سعود

 

أشادت رئيس صندوق النقد الدولي بتدابير التقشف الأخيرة التي تم تطبيقها في مصر، داعية المجلس التنفيذي بوضع اللمسات الأخيرة على صفقة تقديم قرض قيمته 12 مليار دولار للمساعدة في إعادة بناء اقتصاد أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان.

 

وأوضحت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير ترجمته وطن أن المشاكل المالية طويلة الأمد في مصر تفاقمت خلال الأسابيع الأخيرة وسط نزاع مع المملكة العربية السعودية، التي قدمت مليارات الدولارات من المساعدات بعدما أطاح الجيش بالرئيس المنتخب في عام 2013 ولكن مؤخرا تم قطع شحنات الوقود منذ الشهر الماضي بسبب خلاف يتعلق بالنزاع السوري.

 

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن رئيس صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أشادت بقرار مصر الأسبوع الماضي الخاص بتعويم عملتها وخفض دعم الوقود، والتدابير التي أدت لرفع أسعار السلع الأساسية، معتبرة أن هذا من شأنه أن يدعم احتياطياتها، ويجذب الاستثمار الأجنبي ويخفض العجز في ميزانيتها، لكنه سيكون له ارتدادات قوية على المواطنين.

 

“لقد شرعت السلطات المصرية في تنفيذ برنامج الإصلاح الطموح لوضع اقتصاد البلاد على مسار مستدام وتحقيق النمو الغني بالوظائف”، هكذا قالت لاغارد مضيفة أنها ستوصي بأن يوافق المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على طلب مصر للحصول على 12 مليار دولار كقرض دولي.

 

وطبقا لواشنطن بوست فإنه برغم أن مصر تكافح للتعافي من سنوات من الاضطرابات في أعقاب ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. لكن يخشى النظام من ردة فعل المواطنين بعد الارتفاع الحاد في الأسعار وتدابير التقشف التي قد تشعل المزيد من الاضطرابات، خاصة في ظل تراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار في البنوك وهو الأمر الذي أثر على استيراد الأدوية والسلع الضرورية في البلاد.

 

وعلى صعيد متصل، أيدت محكمة مصرية في الوقت نفسه الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا الخاص بإلغاء قرار الرئيس عبد الفتاح سيسي الخاص بنقل اثنين من الجزر الاستراتيجية على البحر الأحمر للمملكة العربية السعودية، وهي خطوة قد تزيد من تصعيد التوتر بين الحليفين. حيث كانت السعودية قد وافقت في إبريل الماضي على تزويد مصر بنحو 700 ألف طن من الوقود شهريا لمدة خمس سنوات على فترات سداد سهلة، لكنها قالت يوم الاثنين إن شحنات الوقود تم تعليقها إلى أجل غير مسمى.

 

ويأتي ذلك التطور بعد أن أغضبت القاهرة السعوديين الشهر الماضي بالتصويت لصالح قرار في مجلس الأمن تدعمه روسيا حول سوريا وتعارضه الرياض. وتعتبر المملكة العربية السعودية هي الداعم الرئيسي للمتمردين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، في حين تخشى مصر من صعود المتشددين ودفعت إلى حل تفاوضي الذي يبقي الأسد في السلطة.

 

ومصر تعمل على دعم العلاقات مع روسيا، وهي حليف رئيسي للأسد, وتوقف شحنات الوقود دفع مصر للتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن واردات من العراق، التي تعتبر ضمن تحالف وثيق مع المنافس الإقليمي الرئيسي للمملكة العربية السعودية وهي إيران.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.