الرئيسية » تحرر الكلام » أي رب لن يقاتل في الموصل حتى أتضرع إليه

أي رب لن يقاتل في الموصل حتى أتضرع إليه

السلام إليكِ بقدر عطش الموصل إلى السلام

عزيزتي:

الساعة الآن الثمانون من البراميل المتفجرة، والمائة من صورايخ الغراد القاتلة، والآلاف من قنابر الهاون المبعثرة، بحسب توقيت موصل المنكوبة، وفق التقويم الدولي العاهر.

صديقتي أنا في هذا الوقت اكتب أليك والحيرة تحاصرني كما تحاصر جيوش التدمير الحدباء، أنا حائراً في هذا الوقت، أي رب أتضرع إليه؛ فربي وخالقي ومولاي، توقفت عن الدعاء أليه، فبالأمس شاهد شريط فديو لمقاتلين  “سنة ” يقولون أن الله معنا، ونحن نستعد لاقتحام الموصل، والنصارى أولئك الذين جاءوا من ديار الغرب، يقولون أن العذراء المسالمة، تقاتل في الصفوف الأمامية، حتى إنني قرأت قبل أسبوع تقريراً، يقول بان هناك يهوداً يقاتلون على أطراف الموصل، بكل تأكيد ربهم هو قائدهم، فاليهودي دائماً بالصدارة، فما بالك بربهم، حتى من ليس له رب، أولئك الشيوعيين أحفاد ستالين الأوغاد، جاءوا يقاتلون وهم الرأسمالية، في الموصل، آلا من يخبرهم بأن البغدادي شيوعي.

البغدادي، اليوم من سردابه، يصرح، بأن ربه سوف ينصره هو أيضا، يا صديقتي أنا تائه بين هذا العدد من الأرباب، حائراً، أي رب أتضرع أليه، رب يتخذ من قضية الموصل الحياد، أو على الأقل التحفظ حتى لو كان شكلي ؛كتحفظات الأمم المتحدة، فقط أتضرع إليه لينقذ مليون إنسان، وبعبارة مليون سني، أتعلمين ماذا شاهدت اليوم، وانأ أتابع مواقع التكالب الجماعي، شاهدت تعليقاً لأحدى الوحوش، التي تقيديها شاشات الحاسوب، من ارتكاب ابشع المجازر الدموية، يقول أنها مدينة المليون داعشي.

أنت لاتعلمين ماذا يعني أن يكون المرء داعشياً عند هؤلاء، أسمعتي بسقر ذلك الذي اخبرنا عنه الله سبحانه، لاشيء أمامه، أن الرب عندما يضعك في سقر، لا يأتي بعائلتك وإخوتك، وأمك، وأصدقائك، لا يقوم بزلزال عارم في مدينتك، لايحرق منزلك، لا يسرق أثاثه؛ لأنك اخطئتي، لكن هنا الأرباب يعاقبون حتى الممرضة، التي حملت الطفل، الذي صار بدون سبب داعشياً، أنهم يتوعدون مدينة الربيعين، بسنوات من العذاب والجحيم.

الجحيم الآن وردني منه عاجلاً، وإنا اكتب إليك، حيث وصلت لي رسالة من صديقي يقول:  ” بأن منزل جارهم قصف، وجميع أفراد العائلة لقوا حتفهم، والجثث على الأرصفة، والسماء تمطر صواريخ، والبشر، يفرون منها، وأهلي لا اعلم عنهم شيئاً، تأمل الجحيم جيداً ” يصف لي جحيم أنا عشته، أخبرته وفر عنك الوصف، فقد عايشت هكذا جحيم، لكن ادعوا الله أن ينقذهم، لم أطيل بالمواساة معه؛ فالمواساة في الحروب أهانه.

قد تسالين أي تحرير هذا؟

أنهم يحررون رغبتنا من الوجود إلى العدم، يحررون حياتنا من البقاء، إلى الموت، يحررون رؤؤسنا من الأجساد إلى الأرض، حتى يداعبوا وحشيتهم، باللعب برؤؤسنا وحرقها، أنهم يحررون أيماننا بالله, إلى الكفر، أنهم يحررون إنسانيتنا، حتى نكون مثلهم مجرمين, أما التحرير من داعش مبررات لا أكثر, كمبررات القضاء على احفاد يزيد, وبقايا البعث المقبور,واربعة ارهاب والقاعدة …إلخ

لكن مع كل هذا الألم يا أنتِ، أبقى أتألم وأتوجع أكثر من القادم إليها، فالموصل قطعة من الفردوس تحاصرها، قطيع ذئاب جائعة من كل حدب، ومن والأعلى أرباب وطائرات أولئك الذئاب، أما الأسفل فذلك لجنود البغدادي حصراً, لينسحبوا بهدوء, ليخلفوا مشهداً من فصول القيامة, فأدعي معي يا صديقتي لمدينة المليون مظلوم للنجاة، للحياة، للخلاص، للأمل، تضرعي معي للرب، بان يحفظ أولئك الأطفال المذعورين، ويرحم أولئك الذين تحترق قلوبهم وجعاً, على أحبائهم الذين علقوا بهذا الجحيم، ادعي بقين الحلاج بربه، ولن يخيب الله ظن عبده.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.