الرئيسية » تقارير » الدب الروسي يستيقظ من سباته العميق فاحذروا

الدب الروسي يستيقظ من سباته العميق فاحذروا

“ليس هناك شك بأن التطورات الراهنة تشير إلى إعادة تشكيل وتوزيع النفوذ على المورد الأكثر أهمية، والسيطرة على مستوى العالم. فمنذ تسعينات القرن الماضي كان واضحا أن روسيا سقطت من القوة العظمى، وبقيت الولايات المتحدة الأمريكية المجثم الوحيد، لذلك من دون صعوبة كبيرة تمددت الولايات المتحدة وعززت مصالحها، سواء في حالة كوسوفو، أو في حالة أفغانستان، أو الحرب في العراق ولم يكن أحد حينها على ما يبدو قادرا على وقف الشرطي العالمي”.

 

هكذا بدأت صحيفة “يسرائيل ديفينس” تقريرها مشيرة إلى أنه منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، يستخدم الرئيس السوري سلاح غير تقليدي ضد المعارضين، ولأن الرئيس باراك أوباما أعلن في الولايات المتحدة عدم رغبته في أن يكون شرطي العالم، امتنع عن ممارسة التهديد ضد سوريا بناء على النطاق الذي توفر له مع الروس، ويبدو أنه منذ ذلك الحدث روسيا تسعى إلى توسيع نفوذها على الأقل في الشرق الأوسط.

 

وأوضح الموقع العبري في تقرير ترجمته “وطن” أن فلاديمير بوتين يدير شؤون روسيا في السنوات الـ 15 الأخيرة (فترة واحدة رئيسا للوزراء وفترتين رئيسا للبلاد)، وكان يعمل قليلا جدا خلال هذا الوقت ضد الشيشان، وضد الإرهاب، وضد جورجيا، وضد أوكرانيا، لكنه في الآونة الأخيرة وسع فيلق الهواء في سوريا عبر الهجمات السيبرانية ولم يترك دليلاً واحداً ضده هناك, فيما ظل الغرب يمضي الساعات حريصا جدا على ألا تحدث مواجهه بينه وبين بوتين، وأصبح في المنطقة من الصعب تحديد أي شخص يفكر في استعراض العضلات أمام القيصر الروسي الحديث.

 

واستطرد يسرائيل ديفينس ” في الواقع بوتين يفعل ما يشاء وأحيانا يفعلها بمكر، ليستعيد نفوذ روسيا والوصول إلى البحر الأسود، والقدرة على تحفيز أسطول البحر الأبيض المتوسط، مع الحفاظ على المصالح الإقليمية في اللاذقية وطرطوس وسوريا, كما انه شريك بارز في حرب أهلية دامية تجري هناك في سوريا.

 

وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعد سلوك الرئيس الروسي عندما استخدم عبارات التهديد ضد الغرب، والتي كما ذكر أنه طالما لم يكن هناك استجابة من الغرب فأن بوتين سوف يستمر في أعماله والمهاترات التي فعلا جمعت الكثير من الغنائم.

 

وتقول الصحيفة ” أنه من المرجح أن ليس هناك نية لدى بوتين للدخول في صراع مع أمريكا، وبالتأكيد لأن الاقتصاد الروسي في انخفاض، ولكن التاريخ يبين أن الروس ليسوا خائفين من المواجهة طالما أنها تخدم استراتيجيتهم.

 

ولفت الموقع إلى أن روسيا أرض غنية بالموارد الطبيعية، ولكن سيئة للغاية في مستوى المعيشة، باستثناء بعض المراكز الثقافية في موسكو وسانت بطرسبورغ التي كانت دائما مزدهرة.

 

ولكن علينا النظر في حجم انسحاب الولايات المتحدة من موقع القوة العظمى الوحيد، الأمر الذي أتاح لبوتين فرصة لإعادة الدولة ونفوذ روسيا في العالم، ويعمل بشكل أكثر انتشارا.-.  لقد تعلمنا من التاريخ كما يقول يسرائيل ديفينس- أنه عندما تحدث في الواقع الحرب، قد تندلع بسبب سوء تقدير من أنواع مختلفة، وخصوصا في ظل الأزمة التي تشهد نموا سريعا، وتخرج عن السيطرة فسياسة الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة بالتأكيد تعطي سببا وجيها للاعتقاد بأنها ذاهبة إلى وميض أولا، وفقط في هذا المعنى يكفي لكي لا يكون ردع للإجراءات المستقبلية من جانب بوتين.

 

ومن الواضح أن المواجهة العسكرية أكثر صعوبة من الناحية الاقتصادية لروسيا، لكن المجهول في المعادلة أنه ليس بالضرورة التوازن الاقتصادي هو الأكثر أهمية، وقد أظهر الشعب الروسي عبر التاريخ ثباتا ملحوظا أمام جيوش قوية، مع القدرة على التوصل إلى قرار والرد على الهجمات.

 

وأبرز مثال هو الحرب العالمية الثانية، حيث كانت روسيا على تناقض صارخ مع الولايات المتحدة في ظل الحرب الشاملة التي شملت حرب تعبئة وصعبة من الناحية الصناعية التي أودت بحياة أكثر من 20 مليون شخص.

 

وحتى مع ذلك، عندما استيقظ الدب الروسي وصل الغزو النازي في عملية “بارباروسا”، ورغم أنه تكبد خسائر فادحة لكنه تمكن من استعادة ورفع نفسه في الحرب، وفي الهجوم المضاد انتهت برلين.

 

واختتم الموقع العبري بأنه على الغرب فهم التوازن والمخاطر، والاستعداد للاستجابة لاستفزازات بوتين الذي لا يزال يستخدم ألعاب الإنترنت بوكر دون الكشف عن كل البطاقات، وعلى أساس أن الغرب دقيق جدا يجب رسم بعض الخطوط الحمراء من حوله. وعلاوة على ذلك، نظرا للتخفيضات العميقة التي نفذت في الجيوش الغربية وخصوصا تشكيلات الأرض، فإنه لديهم سبب وجيه للخوف.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.