الرئيسية » الهدهد » محلل سياسي لبناني: الصراع في سوريا غدا مجسماً صغيراً لصراعات أكبر

محلل سياسي لبناني: الصراع في سوريا غدا مجسماً صغيراً لصراعات أكبر

قال محلل ومفكر سياسي لبناني إن “الثورة السورية ليست يتيمة ومظلومة فحسب بل هي حالة نادرة من التخلي” مشيراً إلى أن “كل حركات التحرر الوطني والنزاعات المسلحة لم يتم منع وصول السلاح المضاد للطائرات إليها إلا في الحالة السورية.

 

ووصف أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس, المركز الدولي للجيوبوليتيك الدكتور خطار أبو دياب الصمت إزاء ما يجري في سوريا بـ “العهر الدولي” وهذا العهر–كما قال-ليس فقط في التدخل الروسي الكبير والانخراط الإيراني في الحرب, ولكنه أيضاً في السياسة الأمريكية الفاشلة والتي أوصلت سوريا إلى ما وصلت إليه.

 

وحذّر أبو دياب في لقاء مع موقع “informna palmإ من الحرب الباردة يقودها السيد بوتين ويدعمها أوباما الذي يحاول فرض عقوبات دون أن يذهب بعيداً في مجابهة روسيا مع أن ذلك سيكلف الولايات المتحدة والدول الأخرى-كما قال- كثيراً فيما بعد, خاصة إذا تعاون نظام الحكم الروسي مع مجموعات أكثر تشدداً, وإذا لعب لعبة الافتراء و لعبة الابتزاز الذي يمتد من دمشق و حتى كييف.

 

ورأى أبو دياب أن المسألة السورية مرت بمراحل متعددة، فالنظام لم يكن يتصور أن الناس ستكسر جدار الخوف, وبأن ما حصل في تونس و مصر و ليبيا واليمن لن يصل إلى سوري ولكن فتيان درعا وشباب سوريا وشاباتها في دمشق وأماكن أخرى –كما قال- انطلقوا لمساندة أطفال درعا, الذين تعرضوا لأقسى وسائل التعذيب من قبل عاطف نجيب وغيره, مطالبين بالحرية. فلم يكن هناك إسلاميون ولا شيوعيون و لا يساريون أو أي تطرف أو ليبيراليون موالون لأمريكا أو للروس بل كان هناك شعب تم سحقه تحت آلة القمع والظلم والطغيان,والتى بدأت ليس فقط مع “الحركة التصحيحية”, بل منذ عهد الانقلابات العسكرية و كل ذلك الطغيان الذي حل على أرض سوريا.

 

ووصف أبو دياب نظام الأسد بالـ” النظام الشمولي الشخصي وهو نظام ”كل شئ أو لا شئ”. مشيراً إلى أن “روسيا تخشى من حل واقعي في سوريا, فذلك يمس بصورتها, و إيران تعتبر سوريا المحافظة35. وأردف المفكر اللبناني أن “الصراع في سوريا غدا مجسماً صغيراً لصراعات أكبر. فالآن نرى كيف يتم تجميع قوات رعد الشمال, وسمعنا من كيري عن وجود قوات تركية في سوريا. ومع كل الطروحات من تقسيم و فدرالية نحن أمام أمر واقع أن هذه الحرب غدت مفتوحة وطويلة و أي حديث عن تسويات يبقى مجرد حديث في دائرة التمنيات”.

 

ولفت أبو دياب إلى أن ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا سيحدد الوضع الإقليمي ككل وسوف يُعاد –كما قال- رسم التاريخ والجغرافيا انطلاقا من سوريا، منوّهاً إلى أن “انتصار المحور الإيراني-الروسي في سوريا سيكون كارثة كبرى على المنطقة ونهاية عملية للموقع العربي. وبالنسبة للبنان تحديداً” وأردف أن “حزب الله مجرد اسم لبناني ولكنه في حقيقة الأمر ينفذ الإرادة الإيرانية وقد أدرك هذا الحزب أن سقوط النظام في الشام سيؤثر عليه, فاعتبرها معركة حياة أو موت ودفع مئات القتلى و الجرحى والمعاقين وجرى تحييد ثلث قواته العسكرية عبر الساحة السورية، وبالرغم من ذلك فهو مستمر في غيه و يتدخل في العراق واليمن والبحرين والكويت, محاولاً أن يكون الذراع الإقليمية لإيران.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.