الرئيسية » تحرر الكلام » البيئة المحيطة برؤية المملكة 2030م (5)

البيئة المحيطة برؤية المملكة 2030م (5)

بالرغم من أن رؤية المملكة 2030م تُحاط بتعتيم وضبابية مقصودة وغير مقصودة ، ولا يمكن لأحد أن ييقن بالخطوات التي قطعتها الرؤية ، هل لا تزال مجرد فكرة تراود الأمير محمد بن سلمان وفكر فيها وأعرب عنها بصوت مسموع ، أم أنها في مرحلة الدراسة والتحليل ، أم أنها قي مراحل التنفيذ الأولى !

الراجح أن ليس ثمة مؤشرات تبرهن على أن الرؤية قد بدأ الإعداد لها ، أو أنها على وشك أن توضع على أرض الواقع ، وسبب ذلك هو أن البيئة داخل المملكة وفي محيطها الإقليمي غير مواتية لاستقبال الرؤية وتفعيلها .

إن ثمة محفزات عديدة تنبئ عن أن الرؤية سوف تنجح ، من هذه المحفزات أن المملكة تجتمع لديها كافة المؤهلات والمقدرات اللازمة لنجاح الرؤية ، ومن المحفزات أيضاً أن المملكة في حاجة ماسة لهذه الرؤية التي تمثل نقلة تاريخية لا بد منها لتأمين مستقبل الدولة السعودية قي ظل ظروف إقليمية وعالمية متقلبة وغير مواتية ، ومن المحفزات كذلك أن الرؤية ستوطد مكانة النظام السياسي ، وستوثق عرى التلاحم بين النظام والشعب .

وبالرغم من المحفزات المذكورة إلا أن ثمة إشكالات ومخاوف ، جعلت من المنطقي أن يردد الكثيرون أن الرؤية قد يصعب الشروع فيها في الوقت الراهن ، وأنها بالرغم من أهميتها إلا أنها طموحة بشكل يجعلها أقرب إلى اليوتوبيا منها إلى الرؤية الواقعية العلمية المنهجبة القابلة للتطبيق ، ويذكر البعض في ذات السياق أن للرؤية أو بالأحرى لصاحبها الأمير محمد بن سلمان خصوماً ظاهرين ومستترين في الداخل وفي الإقليم قد يعرقلون تنفيذها .

من هنا خرجت الأراجيف والمثبطات ، وقراءة سريعة لمصادر تلك الأراجيف والمثبطات توصلنا إلى أن مصدرها الرئيس هو أوروبا وأميركا وإسرائيل ، وهذه مفارقة لا ينبغي أن تمر مر الكرام ، فلماذا يشكك هؤلاء في رؤية المملكة 2030م ، لأن هؤلاء لا يريدون تقدم المملكة ، وأن تقدم المملكة يضير هؤلاء ويؤثر على مصالحهم .

وثمة ملاحظة أخرى لماذا لم نلحظ إهتماماً أكاديمياً برؤية المملكة 2030م ، ولم نلحظ كتابات متخصصة تقيّم وتقوّم الرؤية ، هل هناك إعراض ؟ أم انعدام ثقة ؟ أم خوف من المجاهرة بالحقيقة ، كل هذا وارد ، وكل هذا أيضاً يكثف ويكتل الشكوك حول الرؤية .

من أجل هذا رأينا أن نتناول مسألة لعلها الأهم على الإطلاق فيما يخص رؤية المملكة 2030م ألا وهي تهيئة البيئة الداخلية والإقليمية والعالمية ، حتى يمكن وضع الرؤية على أرض الواقع وتفعيلها بكفاءة . 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.