الرئيسية » الهدهد » الراشد يرد على وزير الخارجية العماني: مسقط أقرب للنظام الإيراني منها إلى شقيقاتها الخليجية

الراشد يرد على وزير الخارجية العماني: مسقط أقرب للنظام الإيراني منها إلى شقيقاتها الخليجية

شن الإعلامي السعودي المعروف عبدالرحمن الراشد هجوماً على سلطنة عمان بعد لقاء لوزير خارجية سلطنة عمان، يوسف بن علوي، في صحيفة «عكاظ»

وقال الراشد: “للذين لا يفهمونها، عُمان دولة غامضة، مع أنه يمكن تبسيط أسس سياسة السلطنة الخارجية، على الأقل كما نفهمها، في كلمة واحدة، العزلة. حكومة مسقط اعتزلت الدخول في النزاعات الإقليمية لعقود، وإن كانت لها مواقفها التي تعبر عنها.”

واضاف في مقال له بصحيفة “الشرق الأوسط”: “لا تستطيع كل الدول أن تتبنى المنهج العُماني لأن معظم النزاعات تفرض نفسها. فالكويت احتلها صدام، والسعودية كانت تواجه المصير نفسه لو لم تقاتله. الإمارات لها جزر احتلتها إيران. البحرين مهددة بتغيير نظامها السياسي من قبل إيران. وليس كل السلام الذي نعمت به السلطنة كان نتيجة سياسة اعتزال الصراعات وتحاشي المحاور، هناك أيضًا العامل الجيوسياسي، فموقعها على الخريطة اختصر خياراتها على عدم إغضاب جيرانها في مجلس التعاون وإيران. وشدد الراشد على ان السلطنة محظوظة بانتمائها لمجلس التعاون، المكون من أنظمة مسالمة تشاركهم حدودها البرية. وهذا لا يقلل من حكمة السلطان قابوس، الذي تمسك لعقود طويلة بسياسة النأي عن الصراعات والمحاور، وابتعد عن إلزام بلاده بأي موقف قد يكلفها ثمنًا حسب قوله.

وقال الراشد في مقاله الذي اطلعت عليه “وطن” إننا لا نعرف دولة في العالم تستطيع أن تعيش بسلام فقط لأنها اختارت ذلك، تستطيع أن تعيش بسلام إذا سمح الآخرون لها بذلك، مثل سويسرا الدولة المحايدة، لأن هناك اتفاقًا على حيادها وقع في باريس عام 1815. حياد عُمان أيضًا من قرار جيرانها الإيرانيين والخليجيين، مع أنه لا تخلو تعاملاتها الخاصة مع النظام الإيراني من انزعاج عند جيرانها الخليجيين. لكنهم جميعًا حريصون على استقرارها، فالسلطنة مرت بمحنة الربيع العربي عندما اضطربت المنطقة كلها عام 2011، وتجاوزتها بدعم سياسي واقتصادي من دول مجلس التعاون التي وقفت إلى جانبها أمنيًا واقتصاديًا.

وأشار الراشد إلى اليمنالجار الوحيد الذي يمثل مصدر خطر محتمل لعُمان، أكثر من أي خطر عرفته السلطنة منذ السبعينات. وهو مصدر خطر قائم اليوم على السعودية. ولا تبدو سياسة مسقط حيال اليمن، من حديث بن علوي، مطابقة لبقية دول الخليج. والاختلاف معها يشمل كذلك رؤيتها للأزمة السورية. وفي كلتا الأزمتين، اليمنية والسورية، تبدو مسقط أقرب للنظام الإيراني منها إلى شقيقاتها الخليجية التي ترى أن النظام الإيراني خلف هذه الأزمات، وأنه صار يهددها أكثر من ذي قبل، وتحديدًا منذ بدء تفاوضه مع الولايات المتحدة، التي لعبت عُمان فيها دور ساعي البريد، ثم صارت مركز المفاوضات السرية على حد قوله.

وآردف الكاتب السعودي قائلا” قال لي أحد كبار المسؤولين الخليجيين، بعد افتضاح سر التفاوض في خبر بصحيفة الـ«وول ستريت جورنال»: «لا يُغضبنا أن تكون هناك مفاوضات بين العدوين، الإيراني والأميركي، ولا يزعجنا أن عُمان تلعب هذا الدور خلف ظهورنا في المطبخ السري، المهم هي النتائج، وسنكون سعداء إن قبلت إيران إيقاف كل مشاريعها العسكرية والعدائية مقابل تخلي الغرب عن المقاطعة والمواجهة». بكل أسف تبين لاحقًا أنها لم تكن مفاوضات سلام، بل مصالحة مختصرة بين إيران والغرب على حساب أمن دول الخليج، والمنطقة كلها.

وختم قائلا: اليمن أصبح ساحة للإيرانيين بعد مفاوضات مسقط، وإن لم يكن لها علاقة مباشرة، إنما تسبب تصالح واشنطن معهم في تجرؤ النظام في طهران على التصعيد وفتح جبهات جديدة. قادم الأيام، قد تثبت أن اليمن مصدر خطر على الجميع، لا السعودية وحدها، إذا تُركت إيران تستغله كما تحاول اليوم. ودون اتفاق سياسي يعيد الشرعية لحكم اليمن، الاتفاق الذي هندسته الأمم المتحدة، ودعمته عُمان ضمن المجموعة الخليجية، فإن اليمن سيتشرذم وحربه قد تصبح مزمنة، وليس من مصلحة عُمان، ولا السعودية، وبالتأكيد ليس الشعب اليمني مثل هذه النهاية المأساوية، لكن استمرار الحرب في اليمن يلائم فقط الاستراتيجية الإيرانية، التي تخوض حربًا ضد دول الخليج والمعسكر العربي، تدعم القتال على خريطة واسعة تشمل العراق، وسوريا، واليمن، والتوتر في البحرين ولا يلائم عُمان الدولة الأكثر حضارية وبعدًا عن الحروب.

قد يعجبك أيضاً

20 رأي حول “الراشد يرد على وزير الخارجية العماني: مسقط أقرب للنظام الإيراني منها إلى شقيقاتها الخليجية”

  1. وانت ليش ما تخجل على نفسك وتتكلم عن فضائح بلادك مع اسرائيل
    ليش ما تكتب عن دمار اليمن وخرابها
    وكذلك خراب سوريا بدل المصالحه
    ليش ما تكتب عن ان بلدك هددت كذلك قطر ابان ازمة الحدود وموضوع الاخوان
    اين هو قلمك العاقر عن تهديد السعوديه للكويت في موضوع الحقل النفظي المتنازع عليه على حدود الكويت

    لا تغطي عين الشمس بيدك التافه وبراس قلمك المكسور
    عمان يدين لها الجميع بالشكر على سياستها الموزونه والتي اخرجت الكثير من الايجابيات ولك ان تقرأ بالنت عن دور عمان الوسيط

    رد
  2. سلطنة عمان دولة مستقلة لها سيادتها
    ومن انت لتنتقد السياسة العمانية ووصفها بأنها ساعي بريد
    قم بإصلاح وانتقاد سياسة بلادك أولا
    لان السعودية أولى بك من الغير
    حفظ الله عمان وقائدها وشعبها من كل سواء و مكروه
    كفانا الله شر الأشرار وحقد الحاقدين وكيد الكائدين وعداوة الاهل والجار

    رد
  3. الحرب ليست حلا للمشكلات، وحرب اليمن أصبحت مستنقع دموي للمتحاربيين.
    إيران جار ابدي للخليج والتعامل معها بحكمة سيجنب الجميع الشقاق والحروب.
    أمريكا علاقتها بدول الخليج أكبر وأقوى من علاقة تلك الدول بعمان فلماذا لم تخبرهم عن المفاوضات السرية مع ايران ، وعمان ليست طرف في المفاوضات فهي مجرد وسيط لمنع انفجار الخليج .
    أمريكا ضحكت على دول الخليج في موضوع إيران من أجل بيع الأسلحة لهم ، وهم يتبعونها في كل شيء والان انقلبت عليهم والى المزيد من الابتزاز .
    المساعدات المقدمة من دول الخليج لعمان زهيدة جداً مقارنة ما تقدمه تلك الدول للآخرين مصر مثلاً، ولن تقبل عمان شراء مواقفها السياسية من أجل حفنة من المال، بل حتى مصر غيرت بوصلتها وانحازت لقرارها السيادي ولن تكون امعة لدول الخليج .
    فشل الحرب في اليمن جعل البعض يتخبط ويتهم عمان بالميل لإيران.
    الرئيس اليمني هرب من اليمن من خلال عمان ولو كانت عمان في صف الانقلابيين لما وصل السعودية بالدشداشة العمانية.
    إيران حليف اقتصادي للإمارات كبير وهي تحتل جزرها ولم تتهم بالاصطفاف مع ايران.
    دول الخليج وسياساته الفاشلة وتبعيتها المفرطة لامريكيا اوصلتها لحال من التخبط الذريع .

    رد
  4. أسأل الله أن يحفظ بلادي الغالية عمان وأهلها من كل أذى ومكروه وأن يعمها بالسلم والأمان وأن ينعم عليها من واسع فضله وجوده ويحفظ لنا القائد والسلطان والوالد قابوس وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية ويمن عليه بنعمائه. اللهم آمين

    وأسأله تعالى أن يحظ كافة بلاد المسلمين وأهلها من كل أذى ومكر وشر وأن يعيد الوحدة والوئام للأمة الإسلامية قاطبة. اللهم آمين

    رد
  5. طبعا المقال ردا على مواقف عمان في علاج و مساعدة الأشقاء اليمنيين . مع الإحترام للكاتب عبدالرحمن الراشد كثير من المعلومات و وجهات نظره في هذا المقال تجانب الصواب، عمان لم تتلقى دعم سياسي و اقتصادي من اي دولة خليجة ابان احتجاجات 2011 وتم حل جمع المطالبات بحكمة كبيرة من السلطان قابوس و بالعكس هناك من كان يؤججها.
    الأمن و السلم و التعايش مع الآخرين هو ما فطر الله به الإنسان و مطلب الإنسانية من ازل الأزل ،وقد انتهت مرحلة الحروب و القتل و الدمار عالميا و لنا في دول الغرب عبرة ولازال لدينا من يدعم الحروب و يزيد النيران حطبا و نفطا و غاز.
    عمان اقرب لأشقائها الخليجيين من ايران بالتاكيد و لكن مبدأ البعض هو اما ان تكون معي أو انت بالنتيجة ضدي.

    رد
  6. على من تتلو زبورك يادواود
    صدقا إن الشعب عندنا يحب ايران وليس حب الفهم والسلام بل حب المخدوع الذي لم يعرف عدوه. للأسف الشعب وخاصة جماعتنا الاباضية يكرهون الوهابية ويحاربونهم ولا ينتبهون لخطر الشيعة. اعلم سيكذبني الكثير ولن يصدقوني ولكن الأيام كفيلة بإظهار الحقيقة وكشف المستور. فالشيعة ولاؤهم لإيران وليس لنا ويظهرون الولاء بمبدأ التقية. وهناك أمر اخر محزن فجماعتنا يحاولون انتزاع مساجد أهل السنة الذين تعبوا واجتهدوا لبنائها ومثال ذلك جامع الكوثر في العامرات. فقد أدخلوا إماما اباضيا في جامع الكوثر وكنا شهودا وحجتهم تسامح مذهبي. ولكنهم لا يرضون بإمام سني في جوامعنا. حقيقة مؤلمة حينما بدأت بوادر الفتنة وقمنا بالتواصل مع الأوقاف لوأد الفتنة ولكن اتضح أن رجال الأوقاف متعصبون وهم خلف الأمر كله. ولدي الأسماء كاملة ونص المخاطبات ولكن سننتظر لنرى. صدقا إننا نردد شعارات جوفاء وربما بسبب تفاخرنا سلبنا الله النعمة. ابحثوا وفتشوا عن حقيقة عمان لتنصدموا بالواقع.

    رد
    • اخي الكريم عمان لاتعرف التفريق بين المذاهب منذا دخولها الاسلام وتوالت عليها ائمة وقادة عظام لغاية عصرنا هذا. ان كانو اباضية ولكنهم مسلميين لايكفرو احدا ولايأخذو حق احد. قدوتهم محمد صل الله عليه وسلم. عشنا مع اخواننا السنة والشيعة مئات السنين في وئام وسلام ولم تحدث بيننا فتنة. ولكن المذهب الوهابي الذي ادخل من الخارج الى بلادنا في فترة زمنية قصيرة بقوة المال وذلك لتغيير مذاهب اصيلة لها جذور هو الذي ادخل الفتنة بين المجتمع العماني واصبحو مثل القنبلة المؤقوتة ولو انهم قليلون .وهذا واضح لكل بصير. اخي الكريم اعطيك مثال عكس ماقلته انت بأن الاباضية يستولون على مساجد السنة على حسب زعمك والاصح (الوهابية)
      لدينا بمدينة مسقط تعايش بين المذاهب . نصلي في كل المساجد كانت للسنة او الاباضية. وجاءت الوهابية لتفرق بيننا وانتبه اخوتنا السنة لهذه الفتنه وقاموا بطردهم من مساجدهم. وكان هناك مسجد قديم للاباضية وله امام معين من الاوقاف كان يصلى به سابقا مفتى السلطنة فتم ترميمه من قبل احد رجال الاعمال السنة والذي لم يكن له هدف في الاستيلاء على المسجد ابدا فهو معروف بمحبته للجميع وعدم اهتمامه المسجد لمن جزاء الله خيرا. قاموا الوهابية بإنتهاز الفرصة والاستيلاء على المسجد مع انهم من منطقة بعيدة. وبعد ان تقدم الاهالي الي رجل الاعمال هذا تصرف بحكمه وقام بأرجاع المسجد لأهله. حفظ الله عمان وسلطانها المعظم. وابعد عنا الفتن ماظهر منا وما بطن.

      رد
  7. اولا مجلس التعاون الخليجي هو المحظوظ بوجود دوله لها ثقل سياسي كالسلطنه.. ثانيا السلطنة دوله قانون وسياده هي من تحدد سياساتها اتجاه اي دوله وفق مصالحها وأمن واستقرار حدودها وشعبها لا تملى عليها السياسات من الخارج.. عمان تنأى عن الدخول في صراعات وحروب صد الاخوة في حين سياسة التصالح والمفاوضات مطروحة لدرء الخلافات السياسية بين أفراد اي شعب وليس الدمار والقتل من سيحل هذه الخلافات…

    رد
  8. استغرب من الكات بالذي بتكلم بقلبه دون عقله ان سلطنة عمان الان تبني للمستقبل والذي لا يعلمه الا الله انها لا تنظر الى تحت اقدامها كما يفعل جيرانها والمثل يقول دوام الحال من المحال انظر الان الى المملكه ما حصدت من الحرب الذي كانت فيه الطرف المؤثر في العراق وسوريا ولبنان وتونس وليبيا ماذا حصدت من الحروب الا معادات العرب وغير العرب لها ماذا استفاد الشعب السعودي من الحروب اذا كانت الحرب مع اليمن لمنع المد الشيعي فهل صدام شيعي هل في ليبيا وتونس شيعه من كان السبب الرئيسي في انخفاظ سعر النفط من هو صديق امريكا من استعان بها في قتل المسلمين والان تجي انته وتتكلم عن دولة لا تريد الا السلام لا تريد حل الخلافات بالقوه من انته حتى تعلم العمانيين كيف يدرون دفة الحياة ستدور الدوائر وسينقلب السحر على الساحر وسترى من سيضحك في الاخر ولا اقول سوى اللهم احفظ جميع المسلمين واراضي المسلمين امين يارب العالمين

    رد
  9. ليس من السياسة معاداة دولة جارة ، ذات قوة وحضارة . وأمريكا تحكمها البراجماتية ؛ تميل مع مصالحها ، ولا يمكن الاعتماد عليها .

    رد
    • إذا لم تكن معي ، فأنت ضدي ، هذه هي القاعدة التي ترسخت في عقول الأخوة السعوديين .. بمعنى عطل كل مبادئك السياسية واغمض عينيك واركن عقلك على جنب واتبعني في خير الأمور وشرها والا فأنت تغرد خارج السرب وشكلك خائن وعميل لإيران !!
      هذه القاعدة بدأت تمارس الآن مع مصر لمجرد عدم توافقها مع السعودية بشأن الملف السوري ..
      ليطمئن الراشد وإخوانه .. هذه السياسة العمانية ليست وليدة اللحظة هي مبدأ سارت عليه السلطنة منذ مئات السنين واثبت فائدته .. مبدأ قائم على حسن الجوار دون ضعف في مواجهة وإلجام من يفكر بالمساس بأمننا وسلطنتنا .

      رد
  10. ببساطه مطلقه .. انبح كماتشاء فنباحك لن يتعدى أرنبه انفك لم يعد الشارع العربي مغفلا لكي يستمع إلى أفواه الحمقى والرعناء امثالك… أيها الكاتب الأحمق الجبان وطني اكبر من أن تدنسه اقوالك المزيفه وكلماتك المسمومه وطني ذكره نبي الله محمد لو أن عمان أتيت ما ظربوك وما سبوك وذلك إشاراه من شخصه أن بلدي أرض للسلام والأخلاق الشي الذي لا تعرف انت ومن خلفك عنه شيا

    رد
  11. ياستاذ الراشد عُمان لم ولن تسوق لمنهجها السياسي ولم ولن تفرض على أحد إتباع أسلوبها في التعامل مع الآخرين ولم ولن تقصي من إختلف معها ولم ولن تدعي بأن سياستها تتناسب مع الدول الاخرى. ما يناسب عُمان قد لا يناسب السعودية او البحرين او الامارات فلم ندعي بأن لدينا الحلول السحرية لكل مشكلة وبالتالي كلا أدرى بنفسه. لقد نصبت نفسك محللا سياسياً وإجتماعينا ونفسيا من خلال تفسيراتك لمقابلة وزير خارجية عُمان وما دار فيها لتدعي بأن عُمان تفضل علاقاتها مع ايران على حساب دول الخليج. وأخيرا أتمنى منك أن تتكرم علينا وتخبرنا عن الدعم المادي والامني لدول الخليج خلال تعامل السلطنة مع الاضطرابات عام ٢٠١١م؟ فيكفينا ضحك على الذقون ويكفينا من سياستكم الاقصائية وتشدقكم بالشعارات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

    رد
  12. عبدالرحمن الراشد والأمية السياسية
    بقلم/ علي بن مسعود المعشني
    يٌعرف الفيلسوف والمفكر العربي السعودي د. إبراهيم البليهي الجاهل بأنه ليس من لا يعلم ، بل من يعلم ولايعمل بما يعلم .
    عندما قرأت مقال ” عٌمان بين الخليج وإيران ” للكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد ، رئيس تحرير مجلة المجلة السعودية سابقًا ، والمدير العام السابق لقناة العربية السعودية ، ورئيس تحرير سابق لصحيفة الشرق الأوسط السعودية والتي تصدر من لندن . والمذكور إعلامي ومثقف سعودي محسوب على التيار الليبرالي في الأوساط الثقافية السعودية والوسط الشعبي ، تذكرت العبارة العلمية أعلاه للمفكر د.البليهي في وصف وتوصيف الجاهل .
    نشر مقاله في صحيفة الشرق الأوسط العدد (13839) الصادر بتاريخ 18أكتوبر 2016م . وحمل الكثير من الغلظة اللفظية والتضليل الفكري ، و”الصدق” كذلك من خزين العقل الباطن للكاتب ومن أوعز له ، من مشاعر حقيقية يكنونها للسلطنة قيادة وحكومة وشعبًا ، كون العقل الباطن لايكذب ولايستطيع الانسان التحكم به أو الاملاء عليه ، كالعقل الظاهر والذي يٌظهر عكس مايبطن في العادة والسيطرة عليه.
    رغم أن الأستاذ عبدالرحمن الراشد أتيحت له في حياته الوظيفية فرص قيادة منابر تعلم وتنوير لم تٌتح للملايين من أقرانه ، إلا أن مقاله عن السلطنة يٌمثل شهادة صريحة وإقرار كتابي منه لخلو عقله من أي علم أو معرفة أو دراية بالسلطنة وتاريخها وثوابت سياستها ولا بالسياسة ومقتضياتها ولا بمجلس التعاون الخليجي “ومنجزاته” العملاقة والتي صٌنفت من عجائب الدنيا “الثمان” !! .
    حتى لو أقر وأعترف عبدالرحمن الراشد وأقررنا معه بأنه مجرد عبد مأمور وقلم وظيفي ، فإن هذا أمر مشين لشخصه ولرسالة القلم ومهنية الإعلامي .
    يقول الراشد في مقاله ( للذين لايفهمونها ، عٌمان دولة غامضة ، مع إنه يمكن تبسيط أسس سياسة السلطنة الخارجية ، على الأقل كما نفهمها ، في كلمة واحدة ، العزلة . حكومة مسقط إعتزلت الدخول في النزاعات الإقليمية لعقود ، وإن كانت لها مواقفها التي تعبر عنها . ) .
    وهنا إقرار كتابي وإعتراف من الراشد بأنه يفهم عٌمان خلاف غيره ، وأن للسياسة الخارجية العٌمانية “أسس” ، أختصر الراشد تلك الأسس (بلغة الجمع) في كلمة العٌزلة ، ثم أردفها بالإقرار بإعتزال السلطنة الدخول في النزاعات الإقليمية ، وإن لها مواقفها المعبرة عنها .
    من الجميل أن يعترف الراشد بأن للسياسة العٌمانية أسس ، وأن السلطنة إعتزلت الدخول في النزاعات الإقليمية لعقود ، والسؤال للراشد مالعيب في وجود أسس للسياسة وإعتزال النزاعات !!؟ ، وماقولك فيمن لايفهم أسس السياسة ؟ ويحشر أنفه في كل نزاع تطوعًا وبلا طائل !؟ .
    نعم أخي عبدالرحمن ، فنحن في سلطنة عُمان نٌقر ونعترف ونحن بكامل قوانا العقلية والنفسية والجسدية ، وزادنا التاريخي والحضاري ، ورسالتنا العربية الإسلامية الإنسانية بأننا نعتزل الدخول في التزاعات الإقليمية والدولية – مالم تٌفرض كراهة علينا – وسنبقى على العهد إلى يوم يٌبعثون .
    ثم يقول الراشد ( ولاتستطيع كل الدول أن تتبنى المنهج العٌماني لأن معظم النزاعات تفرض نفسها ) . ونحن نسأل الأستاذ الراشد عن من خوله الحديث بإسم “كل” الدول ؟ ومن الذي أفهمه بأن النزاعات هي من السنن اللآزبة للإنسان والبشرية ؟ وأخفى عنه رسالة الإنسان وتكليفه في الإعمار والمحبة والسلام!؟
    هل خانتك الذاكرة أخي عبدالرحمن ونسيت مشاركة وحدات الجيش السلطاني العٌماني في تحرير الكويت عندما فٌرض علينا النزاع !؟ وهل يٌغضبك ممارسة السلطنة لسياسة السلام و”صفر مشاكل”!؟ .
    هل البحرين أخي عبدالرحمن مهددة بتغيير نظامها السياسي أم بالعبث بمكوناتها الديموغرافية والطائفية وتعريض سلمها المجتمعي لخطر عابر للأجيال وجعل عروبتها على المحك !؟ والعارف لايٌعرف .
    أين أقلامكم أخي عبدالرحمن ودموع تماسيحكم و”نخوتكم” و “فزعتكم”على الجزر الإماراتية الثلاث في عهد شاه إيران !؟
    من قال لك أخي عبدالرحمن بأن السلطنة لم تٌغضب أحد من جيرانها في مجلس التعاون وإيران ؟ أليس مقالكم هذا من علامات الغضب !؟ وهل سألت الساسة في إيران عن رضاهم التام عن كل سياسات السلطنة تجاههم وخاصة في فترة الحرب العراقية الإيرانية !؟ .
    وماهي الحظوظ التي جنتها عٌمان من الإنتماء لمجلس التعاون الخليجي دون غيرها من دول المجلس !؟ وهل أنت على يقين بأن أقطار الخليج جميعها لاتزال مسالمة !؟
    الحمدلله أخي عبدالرحمن أنك عدت لرشدك وصوابك وأنت الراشد في قولك : (وهذا لايقلل من حكمة السلطان قابوس ، الذي تمسك لعقود طويلة بسياسة النأي عن الصراعات والمحاور ، وإبتعد عن إلزام بلاده بأي موقف قد يكلفها ثمنًا ) .
    ماذا تقصد أخي الراشد من قولك :(إننا لانعرف دولة في العالم تستطيع أن تعيش بسلام فقط لأنها إختارت ذلك ) و ( حياد عٌمان أيضًا من قرار جيرانها الإيرانيين والخليجيين ، مع أنه لاتخلو تعاملاتها الخاصة مع النظام الإيراني من إنزعاج عند جيرانها الخليجيين . لكنهم جميعًا حريصون على إستقرارها ) .
    هل تعلم أخي عبدالرحمن بأن سلطنة عٌمان أقدم كيان سياسي في الوطن العربي ؟ وأن هذا الكيان السياسي المتكامل الأركان والسياسات والمعالم في قواعد السياسة المعاصرة عمره يزيد على ألفي عام ؟ هل تعتقد أخي عبدالرحمن بأن كيان بهذه العراقة والجذور العميقة في التاريخ والتجربة المتراكمة لقرون بحاجة إلى من يهديه صفة الحياد ويقرر له الإستقرار من عدمه !؟ .
    الحياد والإستقرار أخي عبدالرحمن ليست أمان تردد ولا أحلام تٌنسج بل سياسات تٌبنى بحرفية عالية ودهاء عميق مستلهم من إرث حضاري مرن وعابر للأجيال .
    هل تعلم أخي عبدالرحمن أن تحييد السلطنة هو قرار وقناعة دولية تتعدى الحدود وأن ذلك القرار وتلك القناعة نٌسجت بعقول وإرادة عٌمانية ثم سوقت بدهاء للعالم .
    مشكلتنا في السلطنة أخي عبدالرحمن – من منظور الآخرين بالطبع – أننا لانؤمن بعقلية البٌعد الواحد في سياستنا ولا في قاموس ثقافتنا ، فنحن ننظر للعالم كطيف واسع متعدد الأبعاد والملامح والأشكال والعاقل من يستطيع التكيف مع هذه الفسيفاء الهائلة من حولنا ، كما أننا نٌقر ونعترف ونحن بكامل قوانا العقلية والنفسية بأننا لانجيد سياسة اللعب بالبيض والحجر ولانرغبها على الإطلاق .
    نحن الآن أخي عبدالرحمن بلاشك مختلفون في وجهات النظر تجاه جملة من القضايا الإقليمية ، والإختلاف عند العقلاء ثراء وتكامل ، فالناس بخير ما أختلفوا فإن تساووا هلكوا ، فالأحياء يتدافعون ويختلفون فالناس لاتتساوى إلا في المقابر .
    ومابين الإختلاف والخلاف خيط رفيع وهناك من يدفع في المنطقة بالأوضاع إلى الخلاف والتناحر عبر ترويج فهمه الخاص للإختلاف وتوصيف طبيعة الأمور .
    نحن في السلطنة أخي عبدالرحمن نعاني من “فوبيا” مزمنة في سياستنا الخارجية وهي أن نكون تابع لأحد ، نحن نتعاون نعم ، ونحالف نعم ، ونتنازل للصالح الخليجي والعربي والاسلامي والانساني نعم ، ولكننا نشعر بالحساسية المٌفرطة تجاه دعوات كونوا معنا أو سيروا خلفنا بالترهيب أو بالترغيب ، كما إننا لانؤمن بالفجور في الخصومة ونتحاشى ذلك لأنه ليس من ديننا ولا من صميم أخلاقنا .
    إختلفنا مع الأشقاء في اليمن الجنوبي ثم تصالحنا وسمونا فوق كل الجراح والمؤامرت وطوينا الصفحة وبدءنا صفحة جديدة ومن أول السطر ، وقفنا مع مصر عام 1979م دون أن نستشير أحد أو نتبع أحد ، وتحملنا نتائج قرارنا ، بذلنا كل جهودنا للسيطرة على نطاق الحرب العراقية الإيرانية ثم بذلنا مساعينا الحميدة بقبول الطرفين لوقف إطلاق النار ، وكان للسلطنة الدور الأكبر في إنضاج قناعات الطرفين وتوقيع إتفاق جنيف في 8/8/1988م .
    وإستقبلنا جميع الأطراف وإستمعنا لهم بعد إحتلال الكويت ، وشاركنا بجيشنا في تحرير الكويت ، جنبنا المنطقة والعالم دمارًا لايعلمه إلا الله بجمع أطراف النزاع في الملف النووي ، ولازالت عقولنا وقلوبنا وستبقى مفتوحة لكل مسعى خير وسلام .
    مشكلتنا الحقيقية اليوم أخي عبدالرحمن لاتكمن في إختلاف وجهات النظر وتباين الآراء وتعددها كظواهرصحية ، بل أننا في زمن إختلطت فيه التوصيفات وتبدلت التعريفات ولم تعد هناك خطوطًا حمراء ولا ثوابت مقدسة ولو بحدها الأدنى ، فما أراه أنا خروجًا على شرعية الدولة وهيبتها تراه أنت ثورة ، وما أراه أنا مطالب إصلاحية سلمية تراه أنت خروجًا على ولي الأمر ، وما أراه أنا إرهابًا تراه أنت جهاد ، وما أراه أنا أسس ، تراه أنت تقاعس ، تمامًا كما خلطت بين النأي بالنفس والعزلة ، فالعزلة لاتنجب الحيادية ولاتجلبها مطلقًا .
    المشكلة الثانية أخي عبدالرحمن تكمن في أننا في السلطنة نعلم بيقين معنى الحروب وتداعياتها على الحرث والنسل والأجيال المتعاقبة ، ونعلم عن شرور الأحقاد والثأرات والإنتقام ، ونعلم عن دول الأيام بين الناس ، وهذا من واقع تجارب تاريخية ومعاصرة عشناها ، لذا فإننا نعف أن نكون طرفًا في إزهاق روح أو قطرة دم واحدة أو هدم جدار منزل واحد مالم يُفرض علينا ونٌدفع قسرًا لذلك ، فالحروب والخصومات والاحقاد ليست متعة ولا ملاذ لسوي واحد على وجه الأرض ، فجميعها مفاسد مدمرة عابرة للأجيال والحدود .
    وفي الختام أخي عبدالرحمن أقول وأذكر بأن عٌمان باب سلام فلا تغلقوه ولاتقلقوا منه ، ومعين عطاء خير لاينضب فلا تدنسوه ، وزاد تاريخ عميق فلا تتجاهلوه ، وكل ما أتمناه منك وأمثالك أن تعمل بماتعلم .
    وبالشكر تدوم النعم
    مسقط : 18/10/2016م

    رد
  13. كلما ذاع صيت عمان السلام
    تخرج لنا جرذان الظلام
    لتتفوه بهذا الكلام
    لأنها تعفنت في جحورها وأصيبت بإنفصام
    لا تقلقي أيتها الجرذان
    فعمان شامخة لا تهزها حتى تفاهات السعدان
    فهنا شعب أصيل لايعرف الخذلان
    لديه سيد حكيم قابوس السلطان

    رد
    • اسلوبك التهكمي يدل علي مستوي تفكيرك السوقي البذئ وهو أسلوب المفلسين لماذا لم تذكر ان الجبهة التي تحدثت عنها كان يوجد لها مكاتب تمثيل في بعض البلدان الخليجية السلطان قابوس هو رمز للحكمه والعقل لولا حكمته باستضافة مباحثات سريه بين ايران وامريكا لتم احراق المنطقه باسرها لا سمح الله بحرب الله وحده يعلم كيف ستكون “” مواقف عمان جميعها تصب في مصلحة البشريه والسلام ولم تكن يوما سببا باشعال الفتن والحروب

      رد
  14. نسي أستاذنا و الصحافي الكبير الراشد أن عُمان ظل في عنقها دين ثقيل للراحل شاه ِِ شاهْ الأمبراطور محمد رضا بهلوي، و الإيرانيين عموماً بحكم الشراكة في عقائد الروافض .فلولا التدخل الإيراني المسلح لسقط كرسي السلطان كابوس بسهولة نتيجة للحركة الثورية في ظُفار التي كانت تتمدد شرقا و بسرعة مذهلة آنئذ في أواخر سبعينيات القرن الماضي.
    – السلطان كابوس لم ينس هذا المعروف الإيراني ، و هو يرد الجميل لملالي طهران بإمداد الحوثيين و حليفهم الرئيس المخلوع طالح بالمعلومات و الذخيرة و السلاح و التموين و ذلك بطرق و وسائل سرية مُبتكرة غاية في الحيلة و النفاق.

    رد
  15. كل واحد منا يدافع عن مذهبه وعن قومه وعنصريته .وننسى ان الاسلام غير كل هذا الذي نتخاصم لاجله ..والقوميه العربيه غير هذه الاقليمية الضيقه والانسان العربي المسلم غير هذه الطائفيه النتنه …نتصارع كالوعول وننسى الوحوش الضاريه التي تتربص بنا لتنقض علينا جميعنا الغالب والمغلوب …وينسى حكامنا وكتابنا ومثقفينا مع كل هذه الانقسامات وهذا التشرم الذي نحن فيه اذ اصبحنا اكثر من 22دوله غثاء كغثاء السيل ليس لنا اي وزن ولو كوزن الذبابه ولا اي قيمه بين الامم…ننسى انه يتربص بنا حلف كافر ظالم وطاغوتي رهيب ممثلا في الصهيونية العالميه ويمثلها اليهود في فلسطين والصليبيه العالميه ويمثلها امريكا والروس ودول النصارى من ورائهم والصفوية المجوسيه العالميه ويمثلها الفرس المجوس في ايران ..ننسى هذا الحلف الرهيب الطامع في بلادنا لمكانتها الاستراتيجيه وخيراتها الثريه التي لوجمعت على بعضها لاصبحنا قوة عالمية مرهوبة الجانب ..ولكننا نتصارع فيما بيننا لارضاء اعدائنا الطامعين فينا ونبرر مواقفنا المخزيه وننسى مكرهم وخبثهم وحقدهم علينا جميعا وبدون اي استثناء ..نتصارع كالوعول وننسى الوحوش من حولنا المتربصه بنا ….

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.