الرئيسية » تقارير » “ساينس مونيتور”: بين أمريكا والسعودية اشتباك يتعقد بشكل متزايد

“ساينس مونيتور”: بين أمريكا والسعودية اشتباك يتعقد بشكل متزايد

“عندما صوت الكونغرس في الولايات المتحدة لصالح تجاوز الفيتو الرئاسي وتمهيد الطريق لمواطني الولايات المتحدة لمقاضاة الدول الأجنبية الداعمة للإرهاب، سلط الضوء على الضعف الكبير في العلاقات الأمريكية السعودية، فإقرار العدل ضد الرعاة من قانون مكافحة الإرهاب فضلا عن وجود مخاوف متزايدة ضد المملكة العربية السعودية التي تستهدف المدنيين في اليمن، يصور أن واشنطن والرياض باتا حلفاء يصطدمان في القيم الأساسية”، هكذا وصفت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور المشهد الراهن في العلاقات السعودية الأمريكية.

 

وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير ترجمته وطن أن كثير من أعضاء الكونغرس والمرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون يتهمون بشكل متزايد المملكة العربية السعودية بكونها حاضنة للإرهاب والمخالفة لحقوق الإنسان، خاصة في ظل نشر المملكة العربية السعودية للمذهب الوهابي ودعم القيادين البارزين في الجماعات مثل تنظيم القاعدة، لذا فإن المشهد بعيون السعودية، يؤكد أن الولايات المتحدة تعاقب ظلما حليفا رئيسيا. فالمملكة العربية السعودية تقول إنها تحاول إصلاح علاقاتها مع هذا التفسير المتطرف للإسلام، وترى نفسها أيضا ركيزة في مكافحة الجماعات الإرهابية مثل ما يسمى بالدولة الإسلامية.

 

واعتبرت ساينس مونيتور أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية بالفعل هو الكثير ولكن ليس للحد من التطرف ومكافحة الإرهاب، لكن بهدف الحفاظ على شرعيتها القائمة على أساس الوهابية”. ويقول بروس ريدل، وهو مسؤول المخابرات السابق: ” من وجهة نظر السعوديين، فقد تم تضييق الخناق على الدعاة ونشر خطاب الكراهية بعد أن أصبحت هدفا لتنظيم القاعدة في عام 2002. هذا وقد اشتملت الخطة السعودية إعادة المئات من رجال الدين والمدرسين في المساجد والمدارس في جميع أنحاء البلاد. وتم القبض على أكثر من 1600 مشتبه به في كونه من أنصار الدولة الإسلامية في جميع أنحاء البلاد خلال العامين الماضيين.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن السعوديين والأسرة المالكة يدعمون النشاط الإرهابي من خلال القوى الإسلامية الراديكالية في الشرق الأوسط، طبقا لتصريحات النائب دانا روراباتشر من ولاية كاليفورنيا. وقد تفاقمت العلاقة المتوترة مع أمريكا بسبب صعوبة أن تثبت الرياض بصورة قاطعة أو دحض روابط المسؤولين السعوديين مع الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة. كما تعتبر كلينتون واحدة من أشد منتقدي المملكة العربية السعودية وأعربت عن تأييدها لقانون جاستا وبعد مجزرة أورلاندو في يونيو انتقدت السعودية ووصفتها بأنها لا تفعل ما يكفي لوقف المواطنين من تمويل المنظمات المتطرفة. ودعت الرياض إلى التوقف عن دعم المدارس والمساجد المتطرفة التي وضعت الكثير من الشباب على الطريق نحو التطرف، خاصة وأنه قد نفذ هجوم أورلاندو من قبل رجل كان قد سافر إلى المملكة العربية السعودية.

 

وأكدت ساينس مونيتور أن احتمال وصول كلينتون أو دونالد ترامب لمنصب الرئاسة في أمريكا يمكن أن يسرع شعور المملكة العربية السعودية بأنها تحتاج إلى البحث في مكان آخر عن حلفاء. “كنا نفضل أن نبقى حلفاء مع الأمريكان، ولكن علينا أن ننظر إلى بدائل”، هكذا يقول مقرب سعودي من القصر الملكي، الذي هو غير مصرح له التحدث إلى الصحافة.

 

وعلى أثر ما سبق، اتجهت السعودية لعقد مبادرات مع الصين، وتعتبر الرياض أكبر مستهلك للنفط السعودي ومستورد أسلحة. ولكن محاولاتها المماثلة للتقرب من روسيا انحرفت عن مسارها بسبب سياسات النفط، ودعم موسكو للرئيس بشار الأسد في سوريا، والمحاذاة مع منافسة المملكة العربية السعودية في المنطقة وهي إيران. وفي المدى القريب، كما يقول المراقبون قد تتعقد العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية.

 

وتعتبر هذه العلاقة بين الولايات المتحدة من وجهة النظر السعودية هي الأكثر أهمية لأمنهم، ويمكن أن يتم اعتبارها حجة مماثلة بالنسبة للولايات المتحدة وهذا لن يتغير، ولكن العلاقة بشكل واضح تحت ضغط اليوم. وفي الأسبوع الماضي، جلبت الحرب الأهلية والتدخل السعودي في اليمن توترا إضافيا لهذه العلاقة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.