الرئيسية » تقارير » واشنطن بوست: السعودية ينتظرها مستقبل قاتم والفكر الوهابي ينخر في جسدها

واشنطن بوست: السعودية ينتظرها مستقبل قاتم والفكر الوهابي ينخر في جسدها

وطنترجمة خاصة”- نشر دينيس روس، مستشار وزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والمساعد الخاص للرئيس أوباما خلال الفترة من 2009-2011 مقالا في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية حول مستقبل المملكة العربية السعودية، مؤكدا أنه اليوم من الصعب أن نكون متفائلين حول أي شيء في الشرق الأوسط بشكل عام والمملكة السعودية على وجه التحديد.

 

وأضاف روس في مقال ترجمته “وطن” أنه بعد أن زار المملكة العربية السعودية رجع بشعور يفيض منه قتامة مستقبل المملكة، حيث هناك الواقع يبدو متناقضا للغاية، والصراعات تشتد سواء كانت داخل العائلة الحاكمة أو باقي الدوائر المحيطة بها، أو من ناحية الصراع الديني خاصة في ظل نشر الفكر الوهابي حيث يعمل التمويل السعودي للمدارس دوليا على نشر نمط غير متسامح للغاية من الإسلام، معتبرا أن ما وصلت إليه المملكة اليوم يؤكد أن الأيام المقبلة ستكون أكثر صعوبة على حكامها والمواطنين.

 

ولفتت الواشنطن بوست إلى أن المملكة العربية السعودية تشهد صراعا مكتوما خلال الفترة الراهنة، والأمر يبدو وكأنه ثورة متنكرة في زي الإصلاح الاقتصادي على الرغم من أن التغيير السياسي قد لا يكون في المستقبل القريب، مضيفة أن الشباب السعودي والمرأة من أبرز فئات المجتمع التي تتطلع إلى الفجر الجديد المشرق بعيدا عن ذلك الفكر الوهابي الذي ينخر في جسد المملكة ويسمم باقي الدول الخاضعة لهذا الفكر المتطرف.

 

واستطرد روس أنه عمليا، خطط السعوديين للتحول طموحة، وتهدف إلى تنويع الاقتصاد، ووضع نهاية للاعتماد المفرط على النفط، والحفاظ على رأس المال في البلاد للاستثمار المحلي، وتعزيز الشفافية والمساءلة لا سيما في ظل الوضع الاقتصادي المتأزم الذي تعيشه المملكة اليوم، وهذا ما دفع الأمير محمد بن سلمان، نائب ولي العهد إلى نشر خطة التحول الوطني التي تعرف باسم رؤية عام 2030، والتي تشمل ثلاثة أضعاف الإيرادات غير النفطية بحلول عام 2020، وبناء صندوق الاستثمارات العامة لاستغلال المعادن الأخرى، وتعزيز البتروكيماويات السعودية وتطوير صناعات السياحة ومراكز الترفيه المنزلية.

 

وأكدت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية لا يمكنها تحقيق هذه الأهداف، إما بسبب الثقافة التقليدية التي تحد من عمل النساء كثيرا، كما أن القوى العاملة تفتقر إلى المهارات التعليمية الأساسية أو لا يمكنها مقاومة المؤسسة الدينية المحافظة، كما أن النساء يتطلعن إلى العمل في وظائف جميع القطاعات كما أن نحو 70 في المئة من الشعب السعودي تحت  سن الثلاثين عاما، وهؤلاء الشباب ينتظرون التغيير ويبحثون عنه.

 

وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن الواقع الاقتصادي السعودي خلال هذه المرحلة يعاني من ضربات قاسية، فبعد العجز الذي حدث في الموازنة، لا تزال الرياض تنفق المليارات على الحرب الخاسرة في اليمن، كما أن حلفائها في منطقة الشرق الأوسط لا زالوا ينتظرون منها تقديم المزيد من الدعم المادي، أضف إلى هذا كله ما يستنزفه نشر الفكر الوهابي في مختلف الدول الإسلامية من موازنة الدولة وقوة هذا التيار ونفوذه داخل العائلة الحاكمة، وبخلاف كل هذا فإن جبهات المواجهة مع إيران في المنطقة أصبحت متعددة بدءا من سوريا مرورا بلبنان وصولا إلى اليمن والعراق.

 

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة لها مصلحة في نجاح عملية التحول السعودية. وبصرف النظر عن ضمان الاستقرار في المملكة، يمكن أن يخلق نجاحها وجود قيادة عربية قادرة على إعادة تشكيل مجتمعها من الداخل، دون اضطرابات رهيبة. معتبرة أن الإدارة الحاكمة  القادمة في الرياض ينبغي أن تقدم المساعدة التقنية مع الاكتتاب في شركة أرامكو وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية بشكل عام لأن السعوديين لديهم أولويتان هما التحديث محليا والتصدي للمغامرة الإيرانية خارجيا، لذا على حاكمها القادم أن يفتح حوارا استراتيجيا وكذلك التخطيط للطوارئ والتعامل مع التهديدات الأمنية.

قد يعجبك أيضاً

3 رأي حول “واشنطن بوست: السعودية ينتظرها مستقبل قاتم والفكر الوهابي ينخر في جسدها”

  1. شاب غر ورط بلاده في عدا يستفحل يوم بعد يوم . اليمنيين ليس لديهم ما يخسرون . والبندقية الخفيفة قادرة على حسم المعركة على المدى الطويل . والاسلحة الفتاكة الامريكية ستقتل الكثيرون لكنها ستعطي امل للبقية في الاستمرار في الكفاح . وسوف تكون الرياض عاصمة اليمن بعد حين . وسيرحل كل ال سعود كما رحل زبانية القذافي . لظلمهم . وعاقبة الظلم وخيمة

    رد
  2. ان التغيير في السعودية ما زال بعيد المنال ما دامت امريكا واسرائيل توفر الحماية القوية للال سلول وركنها الاساسي االمذهب الوهابي المتطرف

    رد
  3. شخصياً، لا أعجب من صدور هكذا “تحليل” بائس و بئيس بعد الزيارة الفاشلة لدينس روس و هو الديبلوماسي اليهودي-الأمريكي “المُحنك و الذكي جداُ…جداُ”!!! للرياض أخيراً لتسويق “فبركة” جديدة هي تعايش و تعاون “الأقطاب الثلاثة” = دولة الإحتلال الإسرائيلي+إيران ملالي الشيعة+ المملكة العربية السعودية، لكن الرفض كان قاطعاً من طرف الرياض وفشلت مساعي اليهودي روس فشلا فاقعاً و بكل المقاييس تبعاً لمصدر مكتوم و مُطلع في الرياض ، ذلك أن قادة السعودية أدركوا أن دولة الأمريكان اليوم تعطي انطباعا غريباً بأنها أصبحت غير موثوقة و تتلون سياسياً في تناقض فاضح و هي حقيقة تُشبه حالة وضعية عجلة قمار تدور يميناً أحياناً و يساراً أخرى في دورانِِ مجنون لتستقر على رقم أو علامة إعتباطية تتحدى حساب الإحتمالات الرياضية بل و حتى آخر صيحة في حل المعادلات الخوارزمية في الكومبيوترات الرفيعة التقنية في مراكز الأبحاث العلمية. فعلى البر الأمريكاني الكل يلعب مقامراً برصيده حتى آخر سنت ممنياً نفسه بالفوز في كل جولة بعد خسارته في جولة سابقة …،في “دولة الأمريكان العميقة” و هي في الحقيقة صارت عبارة عن “عدة دول عميقة” يتم إصدار الأوامر و تليها مباشرة أوامر مضادة،(إنظر لعبة الكونغرس مع أوباما) نظراً لتناقض المصالح و كمثال ناصع عن ذلك ، مشاهد تعارك الحزب الوحيد الأمريكاني بفرعه الجمهوري و الديموقراطي إذ هما وجهان لعملة واحدة، أي حالة من الإرباك و إلإرتباك غير مشهودة في هذه “الأمة” الحديثة النعمة ( عمرها 200 سنة و “شوية”فقط)،و إطلاق إسم “أمة” تجاوزاً على هذا الخليط المتنافر و العجيب من أمم و أعراق و ديانات و هرطقات من المستوطنين الذين أبادوا السكان الأصليين الأمريكيين ،لا تُسوِغُه و تسنده كذباً غير هذه الموجة الإعلامية العاتية من العولمة الرأسمالية و الإعلامية العابرة للحدود و التي روج لها في أول الأمر بحماقة قل نظيرها بعد إنهيار الأمبراطورية الشيوعية عام 1991،الياباني المُـتأمْرك فوكوياما في كتابه “نهاية التاريخ” !…، تتم المواظبة العجيبة يومياً على خلق “أحاجي-تواصلية “=communication مُبتكرة من صنع مراكز مجمع اللوبي المصرفي-الصناعي-العسكري و اللوبي السري اليهودي بالتعاون الوثيق مع ذراعهما المؤلف من 16فرعا من المخابرات و نظيراتها المتعاونة في أوروبا و غيرها و تغطي “نشاطاتها” تقريباً القارات الخمس…و معه تتسمر جماهير الأمريكان و غيرهم من العربان المضحوك عليهم ببلاهة أمام الشاشات تعُب دون كلل أو ملل من هذا “الفيض” المسترسل من الأحاجي-التواصلية المُفبركة لمزيد من تنويمها…،أكيد أن ما زرعه الأنجلو-أمريكان و حلفاؤهم و عملاؤهم من “فوضى خلاقة” و بث عدم إستقرار سياسي و إجتماعي و إقتصادي إبتداء من غزو أفغانستان عام 2001 و في العراق عام 2003 تحت ذرائع مكذوبة و ملفقة و التآمر ضد ثورات الشعوب الإسلامية ضد حكامها المستبدين في مصر و ليبيا و تونس و اليمن و سوريا و أخيراً في تواطئهم مع جنرالات العسكر الإنقلابي في تركيا في عامنا هذا (2016) صار يرتد إلى نحورهم، و في ذلك حكمة إلهية،كما ورد في قوله تعالى في الآية 16 من سورة الإسراء والتي تنصّ: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً﴾.صدق الله العلي العظيم.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.