الرئيسية » تحرر الكلام » تعز التي أعرفها!

تعز التي أعرفها!

الحالمة أو ذو عدينة أو تعز حالياً الضاربة أعماقها في جذور الهوية والتأريخ اليمني الحاضرة في وجدان الثقافة والفكر اليمني،

لا أحد ينكر أهمية تعز علی الساحة اليمنية كمدينة تختزل ملامح الوجه السياسي والثقافي لليمن،ومثال حي علی التعايش والمساواة بعيداً عن التمييز الذي يعلي من قيمة النسل والسلالة دون وجه حق وفق معايير ما أنزل الله بها من سلطان،

لا أحد ينكر أهمية تعز بمافي ذلك خصومها الذين جاءوا من تصدعات الكهوف لحمايتها من أبناءها كما قال لهم سيدهم وكما أمرهم زعيمهم الذي خلعته تعز كحذاء قديم لايتناسب مع تطلعات الحاضر،

تسللوا إليها ذات مساء بمئات الأفراد وقد خيّل إليهم أن سلميتها ستضمن لهم إخضاع أربعة ملايين فرد كأسنان المشط;

لكنها الأمنيات وسرعان ماتزول،

فاوضوها وساوموها وهددوها وسالموها وحاربوها لكن ردها لم يتغير لإن وعي أبنائها استعصی علی الأفيون،

أوجعوها كثيراً وحشدوا جحافلهم من كل مكان يدين لعقليتهم المظلمة بالولاء المطلق الذي لايعرف سوی الطاعة العمياء،

فأوجعتهم بصمودها الذي ارتد جحيماً يتوزع بين مقابرهم التي لاتزال تشيع نزلاءها القادمين من تعز كل يوم،

قصفوها بصواريخهم وأسلحتهم الثقيلة بصورة وحشية لم تشهدها مدينة يمنية أخری،وأرسلوا قذائفهم التي تفقدت منازل المدينة التي لم يطالها القصف بعد علی أكمل وجه،

فمنحتهم مساحة واسعة من ترابها ليرسموا عليه بشاعتهم وحقدهم الأسود وشعارهم المزيف بكل خفاياه المأساوية،

ومساحة معنوية للتعبير عن انحطاطهم الأخلاقي وقذارة الفكر الاستبدادي الذي يعود لأربعة عقود منذ أن حكم صالح،

قتلوا الكثير من أطفالها ونساءها وشيوخها ودمروا كثير من منازلها وشردوا الالاف من ساكنيها،ليبثوا الخوف الذي انتهی في ساحة الحرية قبل خمسة أعوام،

فولدت رجالاً بحجم القضية يعشقون الموت لأجل الأرض  كما يحبون الحياة لأجلها،

لافرق بين موتهم وحياتهم

حاصروها مراراً وتكراراً لتمنحهم صك استسلام لايليق بشموخها،وتفننوا في غوغائيتهم في إذلال المدنيين عند منافذ الموت المضاعف ألف مرة فكان ذلك قمة الصبر في قمة الألم،

قمة الكبرياء في زمن العبيد الذين أفرزتهم سلالة الحرب واسترخصوا الهوان والرضوخ لسطوة الباطل،

لم يتركوا وسيلة لقتل وتدمير تعز إلا فعلوها فكانت حسرة في قلوبهم لإنهم كانوا ومازالوا أعداء للحق حين قرروا اغتصاب أرض لاتدين لهم بالولاء مثقال ذرة من ترابها الطاهر،

كان بإمكان تعز أن ترضخ لتخدير “البردقان “وتمنحهم قرابين الخضوع ومتسع من الوقت لتوزيع شعارات الموت علی جدران المدينة كما فعلت ذلك صعدة وأخواتها لكنها لم تفعل ذلك،

لإنها تعز التي أعرفها!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.