الرئيسية » الهدهد » كاتب سعودي: مصر تتهيأ لثورة قادمة.. كل المستجدات والمعطيات تدلل على ذلك

كاتب سعودي: مصر تتهيأ لثورة قادمة.. كل المستجدات والمعطيات تدلل على ذلك

” مرايا .. مصر.. غليان الثورة القادمة” تحت هذا العنوان نشر الكاتب السعودي عبد الله الملحم مقالته التي قال فيها إن كل المستجدات ومعطيات المشهد المصري توحي بأن مصر تتهيأ لثورة قادمة.

 

وأضاف الملحم في مقالته “حين تسوء الأحوال الاقتصادية، تتراجع عملة البلد أمام العملات الأجنبية، فترتفع أسعار السلع والخدمات، ويعم الغلاء متطلبات الحياة، ويزداد تذمّر الناس وضجرهم، لتضاؤل بوارق الأمل أمام أعينهم، ولتلاشي التفاؤل من قاموسهم، حتى يصبح الإحباط سيد الموقف، والقنوط واليأس مهيمنين على مشاعرهم المحتقنة بضغوط واقعهم الاقتصادي المر، ومنعرجات سياسية بلادهم المخيّبة للآمال، وهي لا تمثل نبض ضمائرهم، ما يجعلها تنعكس مع عوامل وضغوط أخرى سلباً على واقعهم الاجتماعي”.

 

وتابع ” وأيضاً الفكري الذي ربما أفرزت ضغوطه النفسية الرهيبة تحوّلات فكرية انتقامية. في مثل هذه الظروف الخانقة لا تتوقع من الطالب تفوقاً في جامعته، ولا من العامل إتقاناً في مصنعه، ولا عطاءً وإبداعاً وإنتاجاً من كل صاحب مهنة في مهنته، وللأسف هذا ما يحدث في مصر، منذ الانقلاب على د. محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في انتخابات حرة ونزيهة!”.

 

وفيما يلي نص المقال كاملا:

حين تسوء الأحوال الاقتصادية، تتراجع عملة البلد أمام العملات الأجنبية، فترتفع أسعار السلع والخدمات، ويعم الغلاء متطلبات الحياة، ويزداد تذمّر الناس وضجرهم، لتضاؤل بوارق الأمل أمام أعينهم، ولتلاشي التفاؤل من قاموسهم، حتى يصبح الإحباط سيد الموقف، والقنوط واليأس مهيمنين على مشاعرهم المحتقنة بضغوط واقعهم الاقتصادي المر، ومنعرجات سياسية بلادهم المخيّبة للآمال، وهي لا تمثل نبض ضمائرهم، ما يجعلها تنعكس مع عوامل وضغوط أخرى سلباً على واقعهم الاجتماعي، وأيضاً الفكري الذي ربما أفرزت ضغوطه النفسية الرهيبة تحوّلات فكرية انتقامية. في مثل هذه الظروف الخانقة لا تتوقع من الطالب تفوقاً في جامعته، ولا من العامل إتقاناً في مصنعه، ولا عطاءً وإبداعاً وإنتاجاً من كل صاحب مهنة في مهنته، وللأسف هذا ما يحدث في مصر، منذ الانقلاب على د. محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في انتخابات حرة ونزيهة!.

 

الإعلامي أحمد موسى أحد أبرز الإعلاميين المُدافعين عن الرئيس عبد الفتاح السيسي والنظام الحاكم في مصر، أجرى استطلاع رأي عبر حسابه الموثق في تويتر، جاء فيه: “هل تؤيد ترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية؟”، وخلال الساعات الأولى الاستطلاع حظيت تغريدته بـ 1215 تدوير أمام متابعي تويتر، وشارك فيه 21133 مصوتاً، 19 ‎‎ منهم أجابوا بـ”نعم” و 81 ‎%‎ أجابوا بـ”لا”، وقبل أن تترجّح كفة الاستطلاع ضد الرئيس السيسي أكثر فأكثر كما لاحظ متابعوه، صدرت أوامر عليا لأحمد موسى باتخاذ أقصى درجات الوأد لهذه النتيجة المخيّبة للآمال، فقام بإغلاق حسابه بالكلية، فيما كان يكفيه حذف تغريدة الاستطلاع فقط !.

 

عملياً لا يمكن الوثوق بنتائج هذا الاستطلاع من الناحية الدستورية، كون بعض المشاركين فيه من غير المصريين، لكنه يظل مؤشراً مهماً لمعرفة رأي الشارع المصري والعربي في الرئيس المستفتى عنه، ليس هذا فحسب بل إن نبض وسائل التواصل الاجتماعي لا يخرج عن نتائج مشابهة وأكثر سوداوية لهذا الاستطلاع الذي أجراه أحمد موسى، الذي سرعان ما اتهم أنه زج به لصالح قوى سياسية معادية للرئيس السيسي، لإحراجه من أحد المحسوبين عليه، وأياً كان الدافع فأحسب أن نتيجته أقرب للواقع والمصداقية، وإلغاء حساب أحمد موسى في تويتر لن يغيّر من واقع الشعب المتذمّر الناقم الذي يوشك أن يكون ثائراً بسبب سوء الأحوال الاقتصادية في مصر!.

 

ما قام به المصريون في 25 يناير كان نصف ثورة، فيها قليل من المغارم وكثير من المغانم، إذا ما قورنت بثورة ليبيا واليمن وسوريا، ثورة 25 يناير لم يستطع الجيش قمعها فتماها معها ليحتويها ويسيطر عليها ونجح في ذلك، موقعاً الإخوان المسلمين وغيرهم من الأحزاب والحركات الثورية في شباكه، والآن كل مستجدات ومعطيات المشهد المصري توحي بأن مصر تتهيأ لثورة قادمة، توشك على الانفجار في أي لحظة، التقارب مع إسرائيل والتخلي عن الفلسطينيين جمرة تزيد نيران الغضب الشعبي التهاباً، تصنيف حركة حماس جماعة إرهابية، وتبرئة إسرائيل من الإرهاب على لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري جمرة أخرى في نيران الشعب الملتهبة، دعم بشار الأسد ضد الشعب السوري الثائر جمرة ثالثة، وبراكين الغضب التي تغذي الثورة المرتقبة هي ما نراه من حرب على الإسلام في الإعلام، والجامعات، والمناهج، وتضييق على النشطاء والمعارضين بملاحقتهم واعتقالهم، كما التضييق على الناس في أرزاقهم، وأعتقد أن من المستحيل أن يُرضي النظام الحاكم شعبه والقوى الخارجية التي تريد له التقيّد بالنوتة النشاز التي لم ولن يطرب لها المصريون!.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.