الرئيسية » تحرر الكلام » عرب التبرير والتمرير : بلاد ابوهُم ..ارض مشاع؟!

عرب التبرير والتمرير : بلاد ابوهُم ..ارض مشاع؟!

لم تترك المخالب المغروسه  في جسد العالم العربي مكانا لم تنهشه وتمزقه اربا وما زالت واقعة تمزيق العرب في اوجها تحصد الاخضر واليابس وتقتل الطفل والشيخ والمرأه والرجل وتعيث في الاوطان والمكان خرابا ودمارا وإحتلالا  وتشريدا, ولسخرية التاريخ ما زال عرب عُربه يتحدثون عن عدم “التدخل في الشؤون الداخليه” وهم بهذا يعملون بمثال ” النعامه اللتي تخبئ راسها في التراب” وتظن ان لا احد يراها …قبل مده شاهدت فلاحا فلسطينيا شهما يتصدى لاليات الاحتلال لمنعها من الاستيلاء على ارضه وقلع شجره وهو يردد بسخريه مقولة “اه  وكأنها ارض  ابوك يا لعين الوالدين؟؟ داعش فيها وناسي انا نحن اهلها قبل ماتولد وتوجد دولتك الغاصبه والمحتله لارض فلسطين” ويتابع ” لعنة الله على العرب  الي تخلوا عنا وتركو الصهاينه يحتلوا بلادنا ويهدموا بيوتنا ويبهدلوننا”… نعم لعنة الله على عرب وحكام الرده والنذاله الذين أزروا احتلال فلسطين واعادوا كامل الوطن العربي تحت سيطرة الاستعمار والاستكبار وها هم الغزاه ياتون الينا من كل حدب وصوب وكأن بلاد العرب ” ملك ابوهم واجدادهم”!؟

حال العرب حال يرثي اليه  في ظل ثقافة التبرير والتمرير ومحاولات التفريق بين  اشكال الاستكبار واشكال الاستعانه بالقوى الاجنبيه ضد الشعوب والاوطان العربيه لكن الانكى في هذه الحاله هو التزوير الاعلامي ومحاولة التفريق بين الاستكبار الامريكي والاستكبار الروسي وإعطاء الشعوب انطباعا تضليليا بان التدخل الامريكي او التدخل الروسي يندرج في مصلحة الوطن عبر بوابه “دوَاره” من ضمن عناوينها محاربة ” الارهاب” او المعارضه المسلحه وهذه الاخيره نفسها تشكل اشكاليه اخرى من اشكاليات شرعنَة التدخل الاجنبي والتدخل الطائفي في العالم العربي وبالتالي ماهو  جاري ان انظمة الحكم ومعارضيها يستعينون  بقوى الاستكبار والرجعيه العربيه  بزعم الدفاع عن ” الوطن والشعب” وكأن حال لسان كل طرف يقول ان الاستكبار الامريكي افضل من الروسي او العكس وان النظام السعودي افضل من السوري والايراني وان لروسيا الحق في تدمير حلب كما هو الحق نفسه محفوظ لامريكا في تدمير الرقه وهكذا دواليك الحق نفسه محفوظ للنظام السعودي في تدمير اليمن بحجة محاربة ” الحوثيين” والحق نفسه محفوظ لامريكا لتدمير الفلوجه وتكريت والموصل  بحجة محاربى ” داعش” و دعم نظام “خضراء بغداد” العميل  وعن تدخل الميليشات  الطائفيه في سوريا والعراق فحدث بلا حرج.. انظمة حكم ومعارضات وحشود “جحشيه” تبرر الاستعانه بالاستكبار والقوى الاجنبيه عبر بوابة اكذوبة الدفاع عن الوطن او الدفاع عن الثوره او الدفاع عن مراقد وهميه  والمماكعه  الخ من مصوغات غوغائيه واهيه…ماهو جاري في سوريا والعراق وليبيا واليمن يوحي بان هذه البلدان ملك لروسيا وامريكا والدول الامبرياليه والرجعيه..بلاد ابوهُم وارض مشاع يشاركون العرب في ملكيتها او الاستحواذ عليها عبر القصف والحرب اما لجانب الانظمه العميله او المعارضات الغوغائيه والفوضويه والعدميه.. كليبان اخو جحيشان!!

ليس هذا فقط  اذ هنالك ابعاد وتوجهات انحطاطيه عربيه وصلت الى الحد التباهي بعلاقات انظمه ومعارضات عربيه  بالكيان الصهيوني بحجة محاربة ” الارهاب” او ” ايران” وهي بهذا ترفع  صبغة الارهاب عن اكبر كيان ارهابي قام ويقوم بتشريد وتجزير الشعب الفلسطيني  واحتلال وطنه فلسطين لابل ان هذا الكيان الغاصب هو اب وام ومرجعية كل اشكال الارهاب في المشرق العربي وهو الكيان الحليف  المباشر للنظام السعودي والانظمه العربيه الرجعيه المتحالفه مع الغرب وامريكا منذ امد من اجل امادة احتلال الاوطان العربيه بما فيها فلسطين المحتله وهي بالمناسبه ملك الشعب الفلسطيني واشراف الامتين العربيه والاسلاميه وليست ملكا لعرب الرده وال سعود اصحاب المبادر التفريطيه التي سميت لاحقا ب”المبادره العربيه للسلام”.. لا فلسطين بلاد ابوهم ولا ارض الشام والرافد

ين بلاد ابوهم ولا ارض مشاع تتنازع ملكيتها امريكا وروسيا والغرب الامبريالي..عرب التبرير والتمرير واوكار القاهره والرياض ودمشق وبغداد يبررون الخيانه الوطنيه باكذوبة الدفاع عن الوطن عبر الاستعانه بالطائرات الروسيه والامريكيه والاسلحه الاسرائيليه لقتل الشعوب  وتدمير الاوطان العربيه… الطفل عمران “حلب” خرج من تحت الانقاظ ليخبر العالم بانه كان راقدا او جالسا في دار وبلاد ابوه حين قصفته طائرات روسيا والنظام الاسدي الفاشي..بين حلب وموسكو فرق كبير فمن هو اذا الذي منح روسيا شهادة بان  حلب وسوريا “بلاد ابوهم”.. الجواب: النظام ومعسكر المقاولين الطائفيين؟!

ماهو لافت للنظر هو  ظاهرة “اكراد امريكا” في سوريا وهذه الظاهره توضح ان امريكا ما زالت تراهن ع “الاقليات” في ذبح الشعوب وتدمير الاوطان كما فعلت في فيتنام في ستينات القرن الماضي حين جندت عملاء ومقاتلين من صفوف اقليه عرقيه فيتناميه لمحاربة الثوار الفيتناميين ولدعم الاحتلال الامريكي وبعد انتهاء الحرب وهزيمة امريكا في فيتنام ترك الامريكان عملاءهم يواجهون مصيرهم وهو الاباده والقتل والتشريد ونعتقد ان هذا المصير نفسه سيكون من نصيب اكراد سوريا الذين تأمروا على وحدة التراب السوري وتحالفوا مع امريكا وسمحوا لها باقامة معسكرات  وقواعد امريكيه في سوريا ومارسوا التطهير العرقي بحق مناطق عربيه كامله…” قوات سوريا الديمقراطية” هي وجه قبيح اخر لمعارضات سوريه كثيره تستعين بامريكا وتستبيح وحدة التراب السوري من  جهه  وتتلقى الدعم المالي والعسكري من امريكا والغرب بهدف ضرب وحدة الاراضي السوريه من جهه ثانيه وبالتالي يبدو ان ” اكراد امريكا” في سوريا لم يقرأوا التاريخ ولم يحاطوا علما بمصير العملاء في فيتنام والجزائر وانطوان لحد في جنوب لبنان..المصير ذاته ينتظرهم بعد  نهاية الحرب في سوريا؟؟

عرب واكراد التبرير والتمرير يظنون خطأا انهم غير مكشوفون وغير ذاهبون في المحصله الى الهاويه السحيقه وهذا ما  احاطنا به علما التاريخ حول مصير الطغاه و العملاء طال الزمن ام قصر وطالت الحرب ام قصرت فالنهايه ستكون لصالح الاوطان والشعوب حتى لو ظن مرحليا عملاء امريكا وروسيا وايران  والسعوديه  ان بمقدورهم اطالة عمر الحرب والاستعانه بمن شاءوا لضرب وحدة التراب الوطني العربي…الحرب ستضع اوزارها في النهايه وبعدها ستبدأ مرحله اخرى لا تتجلى في اعاة الاعمار فقط لابل في فرز الطالح عن الصالح داخل  الاوطان العربيه وهي اوطان اهلها ومواطنيها الصالحين وليست موطنا للعملاء واسيادهم..!!

لا تفرحوا بالصيد يا صائدينه ” ما جابت هذا الصيد الا امور صعائب” والحروب قد تستمر لعقود وتحط اوزارها في اخر المسار لكن الحسابات الاخيره ستُظهر جميع من بَرروا ومَرروا  تعاملهم مع الاجنبي على حساب الوطن وهو في المحصله ملك اهله وبلاد اهله من المحيط الى الخليج ومن المشرق الى المغرب العربي…فلسطين.. سوريا..العراق.. اليمن.. ليبيا وكامل الاوطان العربيه ستعود في النهايه الى ملكية اهلها وسيرحل الغزاه والطغاه والعملاء وتبقى الاوطان اوطان اهلها وبلد اباءهم واجدادهم… هنالك ضوء في اخر النفق وفي الافق تلوح اطياف حلم اخر.. اخطبوط الاحتلال والتدخل الجاري في  البلدان العربيه خطير ودموي لكنه لن يدوم الى الابد..!!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.