الرئيسية » تحرر الكلام » بغضب عليك

بغضب عليك

في المسلسلات العربيه بالعاده الوالد رجل أعمال وعلى علاقه سيئه مع منافسيه الذين يخططون لإفلاسه وتدميره ويتعرض للكثير من المشاكل خسارة الكثير من الصفقات ومُطالب بضرائب مرتفعه , كل هذه المشاكل والهموم لا تشكل شيئ مهم عنده ولكن عندما يطلب منه إبنه الزواج من فتاه خارج نطاق الأسره أو يطلب منه الإستقلال بحياته وعمله عندها فقط تتسارع أنفاسه ويشرئب عنقه ويخرج لسانه خارج فمه وتبرز عروقه وبتغير شكل شفتاه ويقوم بترديد كلمات غير مفهومه وما يُفهم منها فقط جملة الله يغضب عليك .

بعد ذلك يصاب الوالد بالجلطه وبشلل نصفي ويبقى طريح وأسير الفراش إلى أن يتوفاه الله أما الإبن فيعيش بحاله من الندم ومنبوذاً من الأسره لأنه السبب بوفاةِ والدهم والأكيد أن الله لن يوفقه في عمله ولن يرزقه لأنه أغضب والده ولم يرضخ لطلبه وكان عاقاً له ولو تألم من ضرسه أو أصيب بالأنفونزا أو إصطدمت سيارته يتم تفسيرها على أن ذلك نتيجة عدم رضى والديه عليه .

بغضب عليك … هي طلقه جاهزه محشوه بها مسدساتنا نحن الأباء نستعملها كتهديد لأبنائنا فيعودون لنا خوفاً من غضب الله عليهم ثم بعدم التوفيق في الحياه ونتيجه لذلك لا بد وأن يكون أبنائهم مستقبلاً عاقين لهم فيعيش الأبناء بحاله من عدم الإتزان ما بين تحقيق طموحاتم والمضي بحياتهم و غضب الوالد والوالده .

لمَ لا نترك لهم حرية الإختيار والتجريب كما عشنا وجربنا وسقطنا ثم واصلنا الحياه وكم أعرف أباء دمروا أبنائهم من خلال إختيارهم لهم العمل والزوجه وحتى السكن معهم وتحت ضغط كلمة بغضب عليك .

الأباء والأمهات ليسوا دائما على صواب وأفكارهم ليست بالغالب صحيحه وتصلح لكل الأزمان فهناك متغيرات لابد نحن كأباء أن نقتنع بها فما كان يصلح لنا ربما لا يصلح لأبنائنا وما كنا نرضى به هم لا يطيقونه ثم بعد أن بكبر الأبناء يجب أن نطلق لهم كامل الحريه للإعتماد على الذات وبناء شخصياتهم ويجب أن لا نفرض عليهم إرتداء جلابيبنا والعيش بها والمطلوب فقط توجيههم للثوابت والتي لا تتغير بتغير الزمان ولا المكان كالصدق والأخلاق والمعامله والذوق العام والإنتماء .

أيها الأباء والأمهات ليست دائماً أبواب السماء مفتوحه لكم ولدعواتكم ولن تمطر مطراً أسوداً لغضبكم فَكَم من إبن هو أكرم وأقرب منزلةً عند الله من والديه والمقال هذا ليس دعوه للعقوق أبداً لا قدر الله إنما هو مجرد محاوله لتقريب المسافات وردم الحفره والهوه التي قد تنشأ نتيجة تغير الوقت والزمن والتفكير مابين الأباء والأمهات من جهه والأبناء من جهةٍ أخرى .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.