الرئيسية » الهدهد » “السفير” حليفة الأسد: السعودية عرضت الدعم على”الحماية الكردية” لمواصلة القتال بالحسكة

“السفير” حليفة الأسد: السعودية عرضت الدعم على”الحماية الكردية” لمواصلة القتال بالحسكة

قالت مصادر مقربة من وحدات الحماية الكردية إن السعودية قدمت خلال الايام الماضية عرضاً بمساعدة الوحدات ودعمها بالمال والسلاح مقابل أن تستمر في القتال ضد جيش قوات النظام في الحسكة، وهذا عبر قنوات رسمية خلال اجتماع ضم ممثلين عن الطرفين.

 

التسريبات الغريبة تلك نشرتها صحيفة “السفير” اللبنانية المقربة من النظام السوري الذي يقوده بشار الأسد, مشيرة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها السعودية التقرب من “وحدات الحماية” ومحاولة استمالتها إلى طرفها، مشيرة إلى أن المملكة قدمت في السابق عروضاً عدة لمساعدة “الوحدات” بشرط إنهاء حالة التهدئة مع جيش النظام.

 

ويعكس هذا العرض المقدم للقوات الكردية، وفقا لتقرير الصحيفة، ضعف النفوذ السعودي في منطقة شمال حلب، خصوصاً في ظل الاستقطاب الحاصل بين أنقرة وبين واشنطن، حيث أصبحت الفصائل منقسمة بين هذين الطرفين وسط غياب أي تأثير يذكر للجانب السعودي، كما يشير إلى مدى تعقد خريطة الصراع في المنطقة، لا سيَما وأن العرض السعودي يناقض تحالف الرياض مع أنقرة، لكن على ما يبدو، فإن السعودية أيضاً لديها هواجس من احتمال حصول تقارب تركي روسي يستفيد منه النظام السوري، لذلك تحاول مد جسورٍ مع الأكراد، كما كتبت الصحيفة اللبنانية.

 

من جهة أخرى، نقل التقرير عن “مصادر إعلامية تعمل ضمن منظومة وحدات الحماية الكردية” أن العلاقة بين واشنطن و”وحدات الحماية” تنطوي على العديد من التجاذبات والتناقضات التي يحرص الطرفان على عدم ظهورها للعيان. وأشارت إلى أن العلاقة بين الطرفين قائمة حتى الآن على مفهوم “تقاطع المصالح” المستند إلى الحرب ضد “تنظيم الدولة”.

 

وادعت الصحيفة أن الجانب الأميركي حاول توثيق هذه العلاقة باتفاقات رسمية بين الطرفين، لكن الجانب الكردي كانت لديه تحفظات على العديد من الشروط الأميركية، الأمر الذي أخّر توقيع أي اتفاق بينهما، كما أنه أدّى بحسب المصادر إلى تقنين الدعم الأميركي المقدم للقوات الكردية ورفض تقديم مساعدات نوعية من دون ثمن سياسي أو عسكري أو أمني بالمقابل.

 

كما أفادت مصادر الصحيفة نفسها أن واشنطن لم تمنح القوات الكردية الضوء الأخضر للتحرك باتجاه جرابلس، “وهو ما يُعتبر تلاعباً أمريكياً بحساسية الموقف ومحاولة استثماره سياسياً وعسكرياً، خاصةً وأن المصادر كشفت عن امتلاكها معلومات حول أن مواضيع جرابلس والباب وأيضاً تادف ستكون على طاولة البحث في أنقرة مع جون بايدن، نائب الرئيس الأميركي الذي يعتزم زيارة تركيا يوم غدٍ الأربعاء، ما يعني أن واشنطن لا تزال حريصة على الحفاظ على التوازن بين الأكراد وتركيا وفق النهج ذاته الذي اتبعته بخصوص منبج والذي لم يكن مرضياً للأكراد بشكل كامل”.

 

ومن أهم الشروط التي تحاول واشنطن فرضها على الأكراد، وفقا للصحيفة، ما يتعلق بحجم ونوعية الانتشار العسكري الأمريكي في القواعد التي أُنشئت في مناطق “الإدارة الذاتية”، ومنها ما يتعلق بالضغط من أجل إدخال مقاتلي “بشمركة روج آفا” المقربين من “المجلس الوطني الكردي” إلى سوريا منتقلين من كردستان العراق حيث يتلقون التدريبات ولهم معسكرات خاصة. بل أشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة ضغطت أكثر من مرة لفرض مشاركة “بشمركة روج آفا” في بعض المعارك، خصوصاً في معركة الرقة.

 

ووفقا للتقديرات الصحيفة، فقد تضطر “الوحدات الكردية” إلى التنازل والتوقيع على ورقة الشروط الأميركية كي تتفادى خيارا ما زال يمثل هاجساً بالنسبة لها، وهو تشويه مشروع الفدرالية، وذلك عبر إعطاء الشريط الحدودي بين جرابلس وإعزاز منطقة نفوذ لتركيا، مقابل السماح للوحدات الكردية بالوصول إلى كانتون عفرين عبر ممر ضيق من خلال قرية احرص فقط، وهو ما ترفضه الوحدات حتى الآن وتعبر للطرف الأميركي عن عدم موافقتها على دخول أي فصيل مسلح إلى جرابلس أو إلى أي بلدة أخرى في منطقة الشهباء.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.