الرئيسية » الهدهد » 5 أزمات طاحنة تستعصي على السيسي وتعجّل بتصادمه مع ملايين المصريين الغاضبين

5 أزمات طاحنة تستعصي على السيسي وتعجّل بتصادمه مع ملايين المصريين الغاضبين

يواجه عبد الفتاح السيسى رئيس النظام المصري مأزقًا شديدًا ربما يضعه فى مواجهة مع الشعب خلال الفترة المقبلة، لاسيما مع وجود العديد من الملفات المستعصية، ومن أبرزها: قضية سد النهضة، وتراجع السياحة، ومواجهة الإرهاب، وهي الملفات التي كانت سببًا مباشرًا فى انخفاض شعبيته، بحسب تقارير إعلامية مصرية.

 

سد النهضة

وبحسب ما نشر موقع النبأ، تعد أزمة سد النهضة الإثيوبى تعد واحدة من الأزمات الدولية التى تؤثر على واقع العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، حاضرًا ومستقبلاً؛ لارتباطها بشكل مباشر بالأمن المائى الذى يرتبط بواقع الأمن القومى المصرى، ومنذ وصول الرئيس السيسى للحكم، وعد الشعب بحل الأزمة وفقا للمصلحة المصرية، ورغم تعدد اللقاءات والزيارات بين الرئيس ورئيس وزراء دولة إثيوبيا، فإن الأزمة معقدة جدا، فى ظل الانتهاء من 70 % من بناء سد النهضة، وهو ما يضع السيسي فى مأزق شديد خلال الفترة المقبلة.

 

ومشكلة أزمة سد النهضة الإثيوبى هى مشكلة متعددة الجوانب، بدأت فنية، وتوسعت إلى الأبعاد الاقتصادية، والإستراتيجية، والسياسية ذات الأبعاد الإقليمية والدولية، بل والبعد الداخلى، والجدير بالذكر أن النظام المصرى لم يدخل مرحلة الأزمة بعد مع دول حوض النيل وخصوصا الدولة الإثيوبية، فى ظل وجود دور خفى لدول إسرائيل فى دول حوض النيل، وخاصة إثيوبيا، وإذا لم تتحرك القيادة المصرية بالشكل المناسب، مع الأخذ فى الحسبان أن مصر بالفعل فى أزمة داخلية مائية، فمصر تعانى من الفقر المائى.

 

ومن ثم فإن الوقت الآن هو الوقت الأفضل للتحرك المصرى، لتجنب وضع البلاد فى أزمة حقيقية مع دول حوض النيل، تجد فيها مصر نفسها أمام واقع جديد يؤثر فعليا فى حصتها من مياه النيل.

 

مواجهة الإرهاب

تواجه مصر حربًا قوية ضد الجماعات الجهادية وما ترتب عليها من تداعيات أهمها، ورغم خروج المسئولين وعلى رأسهم السيسى مرارا للتأكيد على محاصرة المجموعات الجهادية فى سيناء، فإن الأرقام والإحصائيات تشير إلى غير ذلك، فقد أكدت إحصائية حديثة أعدتها الجبهة الوسطية المصرية وهى حركة حقوقية تهدف لمواجهة الفكر المتطرف، أن نسبة العمليات الإرهابية فى مصر بلغت 48% مقابل 2% فى 2011 و 7% فى 2012 و 34% فى 2013 كما رصدت البؤر الإرهابية فى المحافظات، وعددها 68 بؤرة إرهابية منها 31 بؤرة مشتعلة.

 

وكشفت الدراسة، أن عدد القنابل التى زُرعت فى القطارات ومحطات المترو والمزلقانات وعلى قضبان السكك الحديد، بلغت 160 قنبلة، كما تتضمن عدد القنابل البدائية ومحدثات الصوت التى وضعت منذ 30 يونيو، وحتى الآن، 1724 قنبلة ومحدث صوت.

 

يأتى ذلك، رغم حرص السيسى منذ توليه مقاليد السلطة على إعادة تسليح الجيش المصرى بأحدث أنواع الأسلحة تحت ذريعة مواجهة الإرهاب، فبعد عام من توليه الرئاسة، وصلت قيمة صفقات السلاح إلى 11 مليار دولار.

 

تراجع السياحة

من أهم الأزمات المستعصية التى تواجه الرئيس المصري أيضا، أزمة التراجع الكبير فى عائدات السياحة، رغم أن هناك ظروفًا واجهت مصر كانت لها سبب مباشر فى هذا التراجع من بينها سقوط الطائرة الروسية، وما تبعها من وقف روسيا الرحلات السياحية القادمة لمصر، كما تكرر الموقف فى حادث سقوط الطائرة المصرية فى البحر المتوسط، وكذلك حادث مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، ووقف الحكومة الإيطالية الرحلات السياحية.

 

وجاء فى تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن مصر استقبلت 346.5 ألف سائح من كافة دول العالم فى فبراير مقارنة مع 640.2 ألف سائح فى الشهر ذاته من عام 2015.

 

التقرير أرجع بشكل مباشر، هذا التراجع إلى انخفاض أعداد السائحين الوافدين من روسيا الاتحادية التى أوقفت الرحلات الجوية إلى مصر فى نوفمبر الثانى 2015 عقب حادث تحطم طائرة ركاب مدنية روسية فى سيناء أودى بحياة 224 شخصاً.

 

كما سجل التقرير تراجعاً أكبر فى عدد الليالى السياحية التى قضاها السياح فى مصر خلال فبراير، والتى بلغت 1.8 مليون ليلة مقابل 5.6 ملايين ليلة خلال الشهر ذاته من 2015.

 

استمرار الفساد

من الأزمات المستعصية التى تواجه السيسى، ولم ير الشعب تقدما كبيرا فيها، أزمة مواجهة الفساد المنتشر فى الجهاز الإدارى للدولة، رغم دور جهاز الرقابة الإدارية فى ضبط بعض المسئولين من بينهم وزير الزراعة الأسبق صلاح هلال، ومستشار وزير الصحة مؤخرا، إلا أن الفساد مازال منتشرا فى مصر، حيث أكدت النائبة نشوى الديب، عضو مجلس النواب، أن هناك عددا كبيرًا من رجال الأعمال متهربون من سداد الضرائب التى تصل إلى 250 مليار جنيه.

 

وكشفت تقارير أخرى أن الفساد الاقتصادى فى مصر هو الأكثر شيوعًا، مؤكدة أن الفساد يقدر بنحو 100 مليار جنيه سنويا.

 

ومن ملفات الفساد التى فشلت الدولة فى مواجهتها رغم الوعود الكثير للشعب، يأتى ملف أموال مصر المهربة.

 

المصالحة مع الإخوان

من الملفات الشائكة التى تواجه الدولة: ملف المصالحة مع جماعة «الإخوان المسلمون»، وحل الأزمة الداخلية للبلاد، فعلى مدار الفترة الماضية انتشرت الشائعات والتصريحات من جانب وزراء بالحكومة حول المصالحة مع الجماعة، وقيام مستشار الرئيس الدكتور أسامة الأزهرى، بدور الوساطة بين الدولة وقيادات الإخوان بالسجون.

 

ويرى المهتمون بهذا الملف، أن هناك أزمات حقيقية تواجه النظام السياسى فى مصر فى حالة قيامة بالمصالحة مع الإخوان، من بينها رفض جموع الشعب هذا الأمر، خاصة أن السيسى فى بداية توليه السلطة، رفض المصالحة النهائية.

 

من جانبه أوضح الدكتور محمد منصور، أستاذ العلوم السياسية أن النظام لم يقدم حلولا فعلية وواقعية حقيقية تجاه بعض القضايا رغم خروجه بوعود بحلها ولعل ملف قضية سد النهضة، وتراجع السياحة هى الأبرز.

 

وأشار «منصور» إلى أن مواجهة الإرهاب ليست بالقضية المستعصية بالنسبة للرئيس؛ لكونها أزمة دولية ليست خاصة بمصر فقط، وبالتالى فإن الرئيس قادر على تحقيق تقدم ملحوظ فى هذا الملف.

 

وقال الخبير السياسى، إن أزمة «سد النهضة» تعتبر التحدى الأكبر للرئيس السيسى، خاصة بعد فشل جميع المفاوضات السلمية مع إثيوبيا، ولم يبق أمام مصر سوى اللجوء إلى المحافل الدولية، والتحكيم الدولى إذا كان النظام المصرى يسعى للحفاظ على شعبيته.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.