الرئيسية » الهدهد » كاتب بريطاني: مصر أمام سد النهضة عاجزة واستمرار البناء سيتركها تعاني من العطش

كاتب بريطاني: مصر أمام سد النهضة عاجزة واستمرار البناء سيتركها تعاني من العطش

أكد الكاتب البريطانية “كيران كوك” إن إثيوبيا سوف تنتهي من بناء سد النهضة في موعده، وأن مصر لن تستطيع فعل أي شيء ﻹيقاف بناء السد الذي سوف يؤثر بشكل كبير عليها، ويتركها تعاني من العطش بجانب بوار مساحات كبيرة من أراضيها الزراعية.

 

وأضاف في المقال -الذي نشرت صحيفة “ميدل إيست أي” البريطانية اليوم السبت- إن الإدارات المصرية المتعاقبة تتعامل مع بناء السد بشكل سيء جدا، حيث يبدوا أنها فوجئت ببنائه، وينظر لاستمرار البناء على أنه تراجع لنفوذ القاهرة في القارة السمراء.

 

وفيما يلي نص المقال..

أنها مثل التفاوض على قواعد الاشتباك، وبعد فترة طويلة تم عقد المسابقة، وأعلن الفائز.

 

مصر قلقة للغاية بشأن تأثير السد الذي تقيمه إثيوبيا في على النيل الأزرق، على إمدادات المياه إليها.

 

وفي اجتماع مع نظيره اﻹثيوبي والسوداني العام الماضي، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قلق بلاده من هذا السد، وفي نفس الوقت وقع ما سمي “إعلان مبادئ” حول “سد النهضة” الذي يتكلف بناؤه مليارات الدولارات – ويعتبر واحدة من أكبر مشاريع البنية التحتية في العالم -.

 

ومهما كانت مبادئ الإتفاق -التي تبدو غامضة إلى حد ما – المشروع يسير قدما، والعمل في سد النهضة اكتمل حتى الآن منه 70 %، وسوف ينتج في نهاية المطاف 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء، ومن المقرر أن يبدأ العمل العام المقبل.

 

إثيوبيا تعتبر السد مهم جدا لرفع الناتج المحلي ، بجانب طموحاتها لكي تكون قوة أفريقية من خلال بيعها الطاقة المنتجة من المشروع.

 

ويبدو أن الإدارات المصرية المتعاقبة فوجئت بتنفيذ إثيوبيا للسد، وينظر لاستمرار بناء السد على تراجع نفوذ القاهرة أفريقيا، حيث حصل تنفيذه على دعم العديد من الدول الواقعة جنوب مصر.

 

أي تنمية تؤثر على تدفق مياه النيل مصدر قلق كبير لمصر، الذي يعيش 80 مليون نسمة من سكانها على ضفافه.

 

مخزون مياه النيل تروي الدلتا التي تعتبر واحدة من أكثر المناطق خصوبة في العالم، وأي انخفاض في مستوى نهر النيل نتيجة لبناء السد يمكن أن يؤثر تأثيرا خطيرا على إمدادات المياه، ويضع المنطقة تحت ضغط شديد.

 

وتولد مياه النيل ما يقرب من نصف الكهرباء في مصر بعد بناء السد العالي في أسوان عام 1960 بمساعدة الاتحاد السوفياتي.

 

وهناك مخاوف من أن منسوب المياه في بحيرة ناصر -التي تغذي السد العالي في أسوان- يمكن أن ينخفض بعد تشغيل السد الاثيوبي، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تقليل كمية الطاقة المنتجة، ويجعل مناطق كثيرة من مصر تعاني نقصا كبيرا في الكهرباء.

 

وفي مارس الماضي، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: إن مشروع سد النهضة يمثل مصدرا لتنمية ملايين المواطنين في إثيوبيا من خلال إنتاج الطاقة”.

 

وأضاف:” أما بالنسبة ﻹخوانهم الذين يعيشون على ضفاف نهر النيل في مصر، سد النهضة يمثل مصدرا للقلق، لأن النيل هو المصدر الوحيد للمياه، وفي الواقع هو مصدر حياتهم”.

 

العلاقات بين القاهرة وأديس أدابا بسبب سد النهضة وصلت ﻷدنى مستوياتها منتصف 2013 عندما أيد مجموعة من السياسيين المصريين اللجوء لعمل عسكري ضد السد الاثيوبي.

 

الرئيس المعزول محمد مرسي سعى لتهدئة الأجواء بالقول إنه لا يريد الحرب، لكنه أضاف أن “الأمن المائي لمصر لا يمكن أن يمس على الإطلاق”، وفي هذه الأثناء، اتهمت إثيوبيا مصر بمحاولة تخريب السد من خلال السعي لثني المؤسسات المالية الدولية عن تمويل المشروع.

 

في السنوات الأخيرة، تحسنت العلاقات رغم أن اثيوبيا قالت مرارا أنها لن توقف بناء مشروعها الضخم.

 

وتم تعيين فريق من الخبراء الاستشاريين للنظر في بعض القضايا المرتبطة ببناء السد، ولكن من غير المرجح أن يتم نشر التقرير قريبا.

 

إدارة نهر النيل، أطول نهر في العالم، الذي اتي من 10 دول من بينها مرتفعات في إثيوبيا، وأفريقيا الوسطى، هي قضية معقدة.

 

بموجب المعاهدات التي يعود تاريخها إلى أيام الاحتلال البريطاني للمنطقة، السودان ومصر لديهما الحق في استخدام مياه النيل، مع حصول مصر على الحصة الكبرى.

 

إثيوبيا – صاحبة الاقتصاد سريع النمو ينظر اليه بشكل متزايد على أنها منافس للنفوذ المصري في المنطقة – لا تعترف بهذه الاتفاقات القديمة، وحصلت على دعم متزايد لوضع إطار جديد يحكم نهر النيل، وتصر على أنها يمكنها فعل ما يحلو لها في مياه النيل الأزرق.

 

هناك الكثير في مصر الذين يشككون في التصريحات الإثيوبية حول أن سد النهضة -الذي تبنيه شركة إيطالية- “لن يسبب أي ضرر على دول المصب”.

 

ويشيرون إلى أن تجربة مصر الخاصة مع السد العالي في أسوان لم تكن مشجعة، فعندما تم البناء اعتبر معجزة الهندسة الحديثة، ورغم أن السد منع الفيضانات على نطاق واسع وساهم في نمو العديد من المجالات، إلا أنه في نواح كثيرة خلق المزيد من المشاكل أكثر مما حل.

 

وفيما تسعى إثيوبيا ﻹنهاء سد النهضة في الوقت المحدد، فإن مصر عاجزة تماما عن وقف بناء السد الذي سيكون أكبر سدود أفريقيا.

المصدر: مصر العربية

قد يعجبك أيضاً

5 رأي حول “كاتب بريطاني: مصر أمام سد النهضة عاجزة واستمرار البناء سيتركها تعاني من العطش”

  1. أحب أن أطمئن كاتب المقال وبحسب أراء المختصين في مجال إدارة مصادر المياه أنه بمجرد ‘إنتهاء فترة التخزين (4-5 سنوات) فإن كلا من السودان ومصر (دولتي المصب) لن يتأثرا بسد النهضة لأن السد يقع في منطقة جبلية مرتفعة والأراضي الصالحة للزراعة تبعد مئات الكيلومترات عن موقع السد ومن الصعب مد قنوات مائية في تلك المنطقة (لأسباب الطبوغرافية وطبيعة التربة). أي أن إستخدام المياه سيكون فقط للتوليد الكهربائي الذي سيستفيد منه السودان ومصر هذا من جانب، ولكي تتم عملية التوليد لا بد أن يكون هناك إستمرار لتدفق المياه لتحريك التوربينات وإلا سيتوقف التوليد. أي أن سد النهضة سيصبح في نهاية المطاف بمثابة خزان خارج السودان ومصر بدون أي تكاليف أو أعباء مالية للإنشاء والتشغيل.

    رد
      • ليس معنى ذلك أن أثيويبيا ستحجز إيراد النيل الأزرق كليا لمدة خمس سنوات … ولكن ستقوم بإستقطاع جزء من الإيراد لأغراض التخزين و ستطلق الباقي ليجري للسودان ومصر . طول فترة التخزين كانت ولا تزال أحد العقبات أمام المفاوضات الثلاثية فهي مرتبطة بكمية المياه التي سيتم إطلاقها خلال فترة التخزين (Released water) فكلما زادت كمية المياه المطلقة زادت فترة التخزين … والأن وصلت المفاوضات لأن تكون فترة التخزين خمس سنوات بدلا عن ثلاث سنوات في الخطة الأولى …
        ليس معنى هذا أن أثيويبيا ستجفف مجرى النيل الأزرق لمدة خمس سنوات

        رد
      • كيف يتأثر السد العالي؟ السد العالي يا عزيزي هو بناء أو منشأة هيدروليكية تقوم بحجز المياه (مياه النيل) خلفها وتقوم بالتحكم في كمية المياه المطلقة من بحيرة ناصر … ليس هناك أي تأثير على السد العالي من قريب أو بعيد…
        اللهم أحفظ المسلمين في جميع بقاع الأرض من المجاعات والأمراض ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن

        رد
  2. أعتقد أن كتابة مقالات من هذه النوعية يهدف لخلق مناخ من عدم الثقة بين دول حوض النيل و دفع كل الأطراف إلى التطرف في مواقفهم ولا يخدم غرض سوي بث روح الخلاف بين الأطراف المتنافسة … في السودان ومصر خبراء في مجال المياه على مستوى عال جدا وبالتأكيد أبدوا رأيهم للقيادات السياسية ولا أعتقد أنه في حالة التأكد من أن بناء السد سيؤثر بشكل سلبي على حياة المواطنين في كلا البلدين لا أعتقد أن نسبة إنجاز الإنشاء ستصل 70%

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.