الرئيسية » الهدهد » كاتب: سلطنة عمان هي سويسرا العرب لأنّها بلاد تعودت العيش في الظل من دون صخب

كاتب: سلطنة عمان هي سويسرا العرب لأنّها بلاد تعودت العيش في الظل من دون صخب

“خاص-وطن في مقال له بموقع روسيا اليوم، وصف الكاتب محمد الطاهر سلطنة عمان بسويسرا العرب.

 

وقال الكاتب في مقاله المعنون بـ” عمان في موازين الخليج!” إنّه قد يكون أقرب توصيف لها أنها سويسرا العرب، بلاد تعودت العيش في الظل من دون صخب، ولذلك لا يعرف عنها الكثيرون إلا القليل، إنها سلطنة عمان التي احتمت بالحياد وأجادته منذ عقود.

 

وأضاف الكاتب “بدأت شخصية سلطنة عمان المميزة تتشكل منذ أن تولى السلطان قابوس بن سعيد الحكم عام 1970. اختلفت عن شقيقاتها ليس فقط في تسميتها الفريدة، ولا بتاريخها البحري العريق وامتداداتها التي تواصلت لقرون في جزر الساحل الإفريقي الشرقي وخاصة في زنجبار، التي كانت لفترة من الوقت عاصمة للسلطنة، بل وأيضا في الإمساك بالعصا من المنتصف، وهو نهج نجحت مسقط في ترسيخه وفرضه.”

 

وتابع “واحتفظت عُمان على مر العقود بالوقوف على مسافة واحدة من جيرانها. وحاولت بإصرار أن تحتفظ بـ”شعرة معاوية” مع الجميع، وأن لا يكون لها أعداء، وتعودت أن تتخذ مواقفها بناء على حساباتها الخاصة، ولم يكن ذلك هينا في منطقة شهدت ولا تزال استقطابات حادة وتقلبات عنيفة وحروب مدمرة. وقد سارت بين الألغام في هذا الطريق المنفرد على الرغم من أنها عضو مؤسس في مجلس التعاون الخليجي.”

 

وأوضح الكاتب أنّ سلطنة عُمان كانت ارتبطت بعلاقات وثيقة مع إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، واستعانت بها في إخماد التمرد في ظفار، فيما سعت آنذاك دول عربية راديكالية إلى دعم “ثوار ظفار” ضد ما يصفونه بـ”النظام الرجعي المرتبط بالاستعمار البريطاني”. ذلك التمرد تمكنت مسقط من القضاء عليه نهائيا عام 1975.

وبحسب محمد الطاهر فإنّ سياسات مسقط لم تثر غضب الدول العربية “الثورية” فحسب، بل وامتعاض الدول المحافظة، لاسيما جاراتها في العديد من المناسبات الكبرى، فهي لاحقا لم تعاد نظام الخميني، وأقامت علاقات وثيقة مع طهران، احتفظت بمتانتها على الرغم من الأحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة.

 

كما أكّد أنّ ذلك تجلى أثناء الحرب العراقية الإيرانية، التي اتخذت السلطنة خلالها موقفا مناقضا لجاراتها اللاتي وقفن خلف العراق في تلك الحرب المدمرة التي تواصلت نحو 8 سنوات، ولم تكن “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين في اليمن استثناء إذ وقفت عُمان جانبا، وهي لم تكن من الدول الخليجية التي سحبت سفراءها من الدوحة في أوج الأزمة مع قطر في مارس عام 2014. كما أن مسقط، وإن نأت عن أن تكون طرفا في صراعات المنطقة، حاولت في الوقت نفسه أن تكون وسيطا في العديد من القضايا البينية والأخرى بين دول الخليج وإيران.

 

وكشف الكاتب أنّ دول الخليج يبدو أنها صارت تتعامل مع نهج عمان بتسامح أكبر، وذلك نتيجة للفوائد المحسوسة من لعبها دور الوسيط وخاصة مع إيران. هذا الدور استفادت منه حتى الولايات المتحدة إذ نجحت مسقط في تحرير ثلاثة أمريكيين اعتقلوا في إيران عام 2011 لدخولهم البلاد بطريقة غير شرعية، وفعلت نفس الشيء مع أمريكيين وسعوديين ومن جنسيات أخرى كانوا معتقلين في صنعاء في أكثر من مناسبة.

وواصل الكاتب سرده للمعطيات بالقول “وذهبت مسقط عام 2013 بعيدا في سياستها المستقلة التي يمكن وصفها بأنها تسير في الغالب ضد التيار، وتجلى ذلك في توقيعها اتفاقية دفاع مشترك مع إيران، وهي بهذه الخطوة تبدو كما لو أنها وازنت مواثيقها الدفاعية مع شركائها في مجلس التعاون بأخرى مع الشط المقابل. وزادت على ذلك بإجراء تدريبات بحرية مشتركة مع إيران في مضيق هرمز في مناسبتين عامي 2013 – 2015، ما يشير إلى أن مسقط لا تخفي أنها ترى في طهران حليفا عسكريا وشريكا اقتصاديا بغض النظر عن موقف شركائها في مجلس التعاون الخليجي.”

 

وأردف “بطبيعة الحال، يمكن لأي كان أن يصف سلطنة عمان بما يشاء مدحا أو ذما، بحسب منطلقاته وتوجهاته وانتماءاته أو أي دوافع أخرى، لكن من المهم الالتفات إلى أن السلطنة دولة مسالمة تسعى بأسلوب خاص إلى الحفاظ على مصالحها، ودورها في إمساك العصا من المنتصف له الكثير من الإيجابيات والفوائد على البلاد وجيرانها، فهي منطقة قريبة محايدة يمكن من خلالها إيجاد مخرج تفاوضي وحل إشكاليات معقدة في أصعب الأوقات، وهي مناسبات غير قليلة في المنطقة.”

 

واستطرد قائلا “لقد مرت الكثير من المياه تحت الجسر، ولم تعد لغة الأمس صالحة لليوم، ويسري ذلك أيضا على تصنيفات سياسية تقليدية شائعة عن الأنظمة في المنطقة، وهي لا تعدو من حيث الجوهر عن كونها أحكاما قطعية ترتبط بمواقف أيديولوجية جامدة أو عاطفية متقدة. ومن المناسب لتوضيح هذه الفكرة سرد الواقعة التالية، كان الزعيم الليبي معمر القذافي يعادي بعنف سياسات سلطنة عمان “الرجعية”، وكان يطلق على عُمان اسما غير لائق، ويدعو سلطانها بـ”كابوس”، لكن حين قتل القذافي عام 2011، وطويت صفحته ونظامه نهائيا، استضافت مسقط أسرته ومنحتها ملجأ آمنا، من دون أن يكون لها أي مصلحة آنية أو طويلة الأجل.”

 

وفي نهاية المقال أكّد الكاتب محمد الطاهر أنّه هكذا استفاد الجميع من عُمان ومن نهجها الخاص، بما في ذلك أعداء الأمس، أولئك الذين رحلوا عن الدنيا ولم يكونوا ينتظرون أي خير، عام أو خاص، من دولة في الظل تسير بمفردها بحسابات ذاتية وبعقل بارد وبمنطق خال من العواطف الجامحة.

قد يعجبك أيضاً

5 رأي حول “كاتب: سلطنة عمان هي سويسرا العرب لأنّها بلاد تعودت العيش في الظل من دون صخب”

  1. يعود تفرد عمان وتميزها لعوامل عدة قد يكون ابرزها الخبرة المتراكمة من تاريخ عمان السياسي، كما يعود الفضل في ذلك للعقلانية والحكمة التي يتمتع بها سلطان عمان، ولعدم اتخاذ عمان لسياسة ونهج اتبع القطيع

    رد
  2. اذا كانت عمان جنة السائحين والبلد الفريد من نوعه لماذا نجد ان اعدادا ضخمة من العمانيون يعملون في الامارات ويعودون كل اجازة لعمان هل وضع الامارات الاقتصادي افضل من عمان ام العكس ولماذا اعداد ضخمة من طلاب عمان تدرس في الجامعات الاجنبية هل لعدم توفر جامعات عمانية علما ان الانسان العماني راقي وحضاري وحباب وعملي ومثقف ويعتمد عليه ومكافح
    نتمنى للعمانيين كل تقدم ونجاح

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.