الرئيسية » تحرر الكلام » الصراري.. قم إيران وكربلاء العراق في تعز اليمن.

الصراري.. قم إيران وكربلاء العراق في تعز اليمن.

عقدان من الزمن أو أكثر ربما كانت كافية لتحويل قرية صغيرة الی فرع صغير للمذهب الإثني عشري المستقاء من العمامات السوداء التي تؤمن بضرورة قتل الناصبي كأولوية،

وكما يدعي ذوو العمائم السوداء نسبهم للبيت النبوي الشريف واستخدامه لتسويق أفكارهم المنحرفة،وابتزاز عامة الناس وفرز المجتمع الی سادة وعبيد،عمدت أسرة”آل الجنيد”أو من يسمون أنفسهم ب”السادة”الی تقديم نفسها كممثل لولاية الفقيه في قرية الصراري الواقعة جنوبي تعز،

تعز التي تحتضن الجميع بعيداً عن أي حسابات عنصرية أو جهوية أو مناطقية،ولاتفرق بين أحد وفقاً لحسابات ضيقة وهذه عوامل إيجابية لتعز أستغلتها”آل الجنيد”بشكل سلبي لنشر معتقداتها المستوردة في صفوف أبناء المنطقة الصغيرة،وبما يخدم مصالحها السلالية التي تتماهی مع الفكر الحوثي القادم من شمال الشمال،

وهو ماتجلی واضحاً مع وصول أول قوة عسكرية حوثية الی مدينة في مارس 2015،وسرعان ماتحول”عيال الجنيد” الی أحذية سهلت للحوثيين تمددهم في تعز وانتشارهم في أكثر من مكان وبرزت أسماء كثيرة من هذه الأسرة تفوح منها رائحة الدم الذي لايزال ينزف في تعز،

انطلق “عيال الجنيد” لمحاربة ابناء مدينتهم من منطق طائفي بحت لايوجد أدنی مبرر له،ولعبوا دوراً مأساوياً في العدوان علی تعز بدءً بقصف المنازل وقتل المدنيين ومروراً بالحصار الخانق وانتهاءً بتفجير المنازل علی طريقة الميليشيات الحوثية،

ومع تواتر الأحداث ومرور الزمن اضطرت المقاومة الشعبية لتأمين الطريق الفرعي الوحيد لإدخال المساعدات الی تعز التي تشهد حالياً موجة حصار جديدة،وهو مااستدعی ضرورة التصدي لجريمة قطع الشريان الوحيد والذي يقف خلفه “عيال ال الجنيد”المتحصنين في “الصراري”القريبة من المكان،

تجنب أبناء تعز المقاومة اقتحام القرية حفاظاً علی “أرواح”المدنيين المتواجدين فيها لكن واقع الحصار الخانق ومصير الالاف من سكان المدينة تجاوز مسألة اقتحام القرية من عدمها بكثير،خصوصاً وأن القرية أضحت ثكنة عسكرية للميليشيات ونقطة انطلاق للمشروع التدميري في تعز،

اقتحمت المقاومة القرية وسيطرت عليها بوقت قياسي وكان مفاجئاً للكثير أن غالبية السكان كانوا محاصرين لسنوات من الزمن تحت وطأة الفكر القادم من قم إيران وكربلاء،تفاصيل القرية بدت كما لوأنها لاتزال تعيش زمن ماقبل الحاضر،

بينما كانت مظاهرها تمثل صورة للجهل الذي تقوقع داخل قبة صغيرة أشبه بتلك التي تركها اليهود الذين كانوا يسكنون في بعض مناطق تعز قبل زمن طويل،

ولم يكن غريباً وجود كتب التعليم الخاصة بالمذهب الإثني عشري في منازل ال الجنيد وشعارات الموت التي ملأت أرجاء غرفهم ولم تستثني المصحف،

تحررت القرية من المد الإيراني واستبشر أهالي القرية بانتهاء زمن الفرز العنصري الذي جعلهم عبيداً ليس الا،وبالتوازي مع ذلك بدت أصوات الغوغاء تتحدث عن انتهاكات وجرائم حدثت وتناغمت هذه الأصوات مع الدور الخبيث للأمم المتحدة التي لم تمانع لحظة واحدة في كشف قبحها ولو عن طريق الخطأ،وقررت إرسال لجنة لمتابعة قضية صغيرة حسم أمرها حفاظاً علی قضية كبيرة لاتزال تمر بمؤامرة كبيرة وبإشراف من الأمم المتحدة أو بالأصح مركز القلق الذي لم ولن ينتهي حتی يرث الله الأرض ومن عليها،

وبقدر انتصار الإنسانية في هذه القرية الصغيرة وبهجة أبناءها بعودتهم لحضن المواطنة المتساوية بقدر ما تلقت إيران ضربة قاصمة لمشروع ظل صامداً لعقود من الزمن في الصراري وانتهی في ساعات معدودة،

ساعات رسمت النهاية المتوقعة للمشاريع المستوردة التي تتنافی مع القيم الإنسانية والوطنية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.